1083718
1083718
الرياضية

دوري الكبار أندية تحت حصار المال.. ما هي الحلول ؟!

14 أغسطس 2017
14 أغسطس 2017

عمان الرياضي يفتح ملف الأزمة الخطيرة "3"

الهروب الإداري لن يتوقف والأندية تعيش واقعا صعبا بسبب عجز الميزانيات -

الإدارات لا تجد المساندة واستمرار الوضع الحالي سيخرج الأندية من الخدمة -

تحقيق: ياســـــر المـــنا -

نواصل طرح الآراء والبحث عن وجهات النظر في التحقيق الذي تنشره (عمان الرياضي) عبر حلقات حول المعاناة التي تعيشها الأندية اليـــــوم خاصة في دوري الكبار وهو ما تسبب في ضياع ملامح بعضها وأدى الى حدوث فراغ إداري في جزء منها وهو ما يهدد استقرارها ويحول دون لعب دورها تجاه الوطن والمجتمع.تحدثنا في الحلقة الأولى عن الأوضاع الحالية التي تعيشها الأندية والواقع الصعب الذي حول العمل الإداري فيها لمسؤولية شاقة غير مرغوب فيها، ويبحث الموجود في دفة الإدارة عن مخرج ليتحلل من الضغوط والصعوبات والهموم.

في الحلقة الثانية تعرضنا لتجربة حديثة لأبرز رئيس ناد ترجل عن المنصب بنهاية فترة مجلسه ورفض كل المحاولات التي جرت معه ليواصل المسيرة وتحدث عن تجربته والعقبات التي اعترضت مسيرته والأسباب التي جعلته يصر على موقفه، ولا يستجيب للأصوات التي نادت باستمراره لدورة أخرى وأبرزها أسباب مالية بجانب غياب الدعم، إلا من مجموعة قليلة من رجالات النادي.

اليوم نستعرض تجربة أخرى لواحد من الأندية الكبيرة صاحبة الإرث الجميل والحضور الرائع محليا وقاريا وإقليميا، وهو يقف اليوم أمام مفترق طرق؛ بسبب الظروف التي تعترض طريقه وتمنعه من التطور والدفاع عن أمجاده ومكانته.عانى نادي فنجاء كثيرا من تأخر الجمعية العمومية بسبب الإجراءات، وبعد قيامها وانتخاب مجلس إدارة فوجئ جمهور النادي باستقالة الرئيس بعد فترة قليلة من الانتخابات.تسربت الكثير من الأخبار عن استقالة رئيس النادي أحمد الهدابي إلا أن الظروف التي يعيشها النادي والصعوبات التي تعترض طريقه لم تكن بعيدة عن أسباب التنحي المبكر.

تولى سيف السمري رئاسة النادي بالوكالة حسب اللوائح ويقوم اليوم بقيادة مجلس إدارة فنجاء في توقيت صعب وأمام تحديات أشد صعوبة، ومطالب جماهيرية عاجلة تطالب بعودة الفريق الأصفر العريق من جديد للواجهة وتحقيق البطولات ويستعيد حضوره في منصات التتويج كما كان حتى وقت قريب. الظروف التي تواجه نادي فنجاء من مستحقات متأخرة وفواتير يجب أن تدفع اليوم لضمان موسم مستقر تضع مجلس الإدارة أمام تحد حقيقي، وتفرض عليه مسؤولية مضاعفة ليزيد من دخل النادي لأن الدعم المقدم من الوزارة والاتحاد لا يكفي لتحقيق الطموحات ولا يصنع فريقا يستطيع المنافسة على الألقاب.

على ضوء هذه الظروف التي تعيشها إدارة فنجاء بدأ السمري متحمسا ومتجاوبا مع فكرة التحقيق واعتبره جاء في توقيته المناسب ليلقي الضوء على مشاكل باتت تتصاعد يوما بعد يوم وتهدد مستقبل الأندية ومن بينها نادي فنجاء.

تحدث السمري بشكل عام عن واقع الأندية اليوم وما تعيشه من تراجع فني وإداري ومالي وجماهيري نتيجة الظروف التي حالت دون تقديم المستويات الفنية، ورهنت أي نجاح بقدرة النادي على توفير القدرات المالية، ولذلك باتت بعض الأندية تلعب من اجل المنافسة والبقاء فقط في الدوي من دون أن تجهد نفسها بطموح الفوز بالبطولات وهذا يمثل مؤشرا خطيرا يقضي على روح التنافس ويضر بالرياضة بشكل عام.

وبشر السمري الوسط الرياضي بالمزيد من حالات العزوف والهروب من تولي مسؤولية العمل في الأندية إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه اليوم، وتوقع أن تزداد حالات الفراغ الإداري في الأندية قريبا جدا ونشهد حالات أخرى مع بداية الموسم الكروي.

حمل السمري المسؤولية للشركاء جميعا في المنظومة الرياضية واعتبرهم شركاء، فيما وصل له الحال اليوم من تراجع كبير وطالب بضرورة أن تقوم وزارة الشؤون الرياضية واتحاد الكرة بدور أكبر في دعم الأندية حتى تستطيع تجاوز الوضعية الحالية التي سيكون من الصعب على أي إدارة ان تتجاوزها، وتصل الى مرحلة التوازن الذي يفتح آفاق التطور والمساهمة الإيجابية في المجتمع.

دور أكبر للوزارة والاتحاد ولابد من المتابعة والمراقبة -

اعتبر سيف السمري ان المشاكل التي تعاني منها الأندية تفرض على وزارة الشؤون الرياضية واتحاد كرة القدم أن يبحثا فورا عن وضع حد للمشاكل التي تصيب الأندية بعوارض التدهور، وغياب القدرة على المساهمة الفعالة في المجتمع وحتى تتجاوز الصعوبات التي ستزيد من حالات العزوف والهروب من العمل في إدارات الأندية.وطالب أن يقترن العمل على إيجاد حلول للصعوبات التي تواجه الأندية حاليا بمراقبة ومتابعة من جانب وزارة الشؤون الرياضية؛ لأن غياب المتابعة والمراقبة يحول دون التدخل في الوقت المناسب، وقبل ان تتوغل الأندية في المشاكل التي تسبب لها تعقيدات تجعل إيجاد أي حلول لمشاكلها أمرا صعبا، وهو ما يتسبب في نهاية الأمر في تدهور النادي وتراجعه وفقدان مكانته وبالتالي سينسحب من الأضواء ولا يستطيع القيام بدوره كما كان في السابق.

وأشار السمري إلى أنه من الأمور الأساسية التي تشجع على الهروب والعزوف الإداري، غياب الحوافز والعمل بنظام التطوع ومن المهم جدا ان يتم بحث بدائل لنظام الإدارة الحالي بعد أثبت عدم قدرته على النجاح والصمود في وجه المتغيرات.ويقول سيف السمري في حال أن الاتحاد ووزارة الشؤون الرياضية لم يقدما المزيد من الدعم والمساندة للأندية؛ علينا أن نتوقع المزيد من التراجع في المستقبل القريب وأن تصل الأندية لمرحلة العجز في القيام بواجبها تجاه الشباب.

دورة واحدة تكفي وتجديد الدماء مطلوب مع المساندة -

طالب سيف السمري وزارة الشؤون الرياضية ان تدرس فكرة قانون يمنع أي من يتولى العمل في مجلس الإدارة أن يزيد عن الدورة الواحدة خاصة، إذا لم تنجح الإدارة في الوفاء بما هو مطلوب منها ولم تأت بجديد في العمل وضاعفت من مشاكل النادي والتزاماته المالية بزيادة الديون.ورأى أن تجديد الدماء في ظل الظروف الحالية التي تعيشها الأندية تصبح ضرورة ولكن مع أهمية تبادل الخبرات وان تجد العناصر الجديدة الدعم والمساندة وليس بالصورة الحادثة اليوم، حيث لا دعم ولا مساندة والكل يتفرج على الإدارة لتوفر المال وتتعاقد مع أفضل اللاعبين وتوفر الأجواء المثالية للفرق لتشارك في مختلف المسابقات بقوة، وتحقق النتائج الإيجابية وتنال البطولات وكل ذلك من دون أي مساهمة أو مشاركة مؤثرة تدعم مساعي الإدارة وتعينها على تحمل المشقة.وفي حال استمر الوضع كما هو الآن ولم تجد إدارات الأندية المساندة من الوزارة والاتحاد وأنصار النادي فإن الوضع سيزداد صعوبة وسيأتي اليوم الذي سيرفض فيه أي شخص تولي مسؤولية العمل في الأندية؛ لأن ليس من المعقول أو المنطقي أن يتصدى شخص لمهمة يعلم بأنه لن يستطيع ان ينجز فيها شيئا ولا يوجد ما يساعده على النجاح أو ترك بصمة.

الواجب الوطني الدافع الأول للعمل والتسويق بيد الوزارة -

أكد السمري أن خدمة الوطن والقيام بالواجب تجاهه من الأسباب المباشرة التي تدفع الإداريين الحاليين في الأندية للعمل فيها، وتحمل المعاناة ومواجهة الانتقادات خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.وهذا الأمر يستحق ان ينظر له بعين الاعتبار من جانب المسؤولين في الدولة، وخاصة وزارة الشؤون الرياضية التي تمثل الحكومة في الرياضة، وذلك عبر السعي الجاد لحث الشركات الوطنية على ان تدخل في شراكات مع الأندية عبر الرعاية والتسويق، الذي يعود عليها بالمكاسب المالية التي تساعد في تنفيذ البرامج والخطط وتأهيل الشباب بصورة علمية تجعلهم مؤهلين للقيام بكل الأدوار التي تخدم الوطن.

وذكر السمري أن غياب القرار الحكومي في حث الشركات على دعم الأندية يحول الإداري الذي يطرق أبواب هذه الشركات لمتسول، لا يأبه له أحد ولا يجد أي أذان صاغية له؛ ولذلك نرى اليوم إحجاما واضحا وكبيرا من الشركات عن دعم الرياضة بشكل عام وهو أمر يجب التعامل معه بخطة ومساع حثيثة لتبديل الواقع الحالي. وأشار الى ان حدوث مثل هذه الخطوة يمنح الإدارات حافزا معنويا ونفسيا كبيرا ويساعدها من دون شك على أن تعمل بعيدا عن الضغوط وتنجح في إنجاز البرامج التي تطور العمل الفني والإداري في النادي.وتمنى سيف السمري أن تولي وزارة الشؤون الرياضية أمر دعم الأندية في مجال التسويق عبر الضغط على الشركات للاهتمام الجاد بهذا الأمر، وأن تبرز مبادرات في القريب العاجل.

هواجس الرواتب وفواتير السكن وطريقة غير عادلة في الصرف -

ذكر السمري ان أي إدارة تستطيع أن تفكر وتضع الخطط للتطوير ولكنها عندما تتعامل مع الواقع تجد نفسها محاصرة بهواجس، الرواتب الشهرية التي يجب أن تدفع في مواعيدها للأجهزة الفنية واللاعبين والموظفين، وأيضا فواتير السكن الذي يجب ان توفره الإدارة حتى تهيئ الأجواء المشجعة على العطاء وتقديم الأفضل في المنافسات.

وقال: هواجس المرتبات وفواتير السكن والنقل لأداء المباريات يضع الإدارة تحت ضغوط يومية بصورة يكون من المستحيل معها، أن تفكر في تنفيذ أفكار جديدة وهذا يعود لوضعية الأندية الحالية والتي تحتاج لوقفة وقراءة شاملة لترتيب الأوراق من جديد؛ بما يوجد واقعا مختلفا في الأندية يقضي على الهموم والهواجس.

ووصف رئيس نادي فنجاء بالوكالة مساواة الأندية في صرف الدعم السنوي، الذي تقدمه الوزارة بأنه غير عادل لأن ثمة فوارق كبيرة بين هذه الأندية ووضعيتها في المنافسات وما تقوم به من جهود وما تملكه من قاعدة جماهيرية.ودعا سيف السمري اتحاد الكرة إلى تطبيق معايير الجماهيرية في توزيع نسب التسويق وهو أمر يحدث في كثير من الدول المجاورة.

غداً في الحلقة الرابعــــة -

محسن المسروري يقدم تحــــــليلات شجاعة لأوضاع الأنديـــــــة -

موقف وزارة الشؤون الرياضية من واقع الأزمة -

الجمعية العمومية للاتحاد مسؤوليتها تاريخية فيما حــدث من معاناة اليوم -

جلوس الجميع على طاولة حوار شفاف بنية الوصول إلى حلول وأهداف -

تطبيق دوري المحترفين في غياب أسس الدعم قادنا إلى هذا النفق -