2
2
الاقتصادية

النفط يتراجع بعد ارتفاع إنتاج «أوبك» واستمرار المخاوف من تخمة المعروض

11 أغسطس 2017
11 أغسطس 2017

51.40 دولار لبرميل «برنت» -

(عمان) ــــ ( رويترز) :تراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس لتواصل خسائرها لليوم الثاني على التوالي،مسجلة أدنى مستوى في أسبوعين،مع تجدد المخاوف بشأن تخمة المعروض بعد ارتفاع إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لأعلى مستوى منذ بداية تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي،وطغي ذلك على تأثير انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة لأدنى مستوى منذ أكتوبر 2016.

ونزل خام برنت إلى مستوى 51.40 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 51.85 دولار،وسجل أعلى مستوى 52.00 دولار،وأدنى مستوى 51.29دولار تراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 48.10 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 48.51 دولار،وسجل أعلى مستوى 48.67 دولار، وأدنى مستوى 48.00 دولارا الأدنى منذ 26 يوليو.

أنهي النفط الخام الأمريكي «تسليم سبتمبر» تعاملات الأمس منخفضا بنسبة 2.4 بالمائة، في ثالث خسارة خلال تعاملات هذا الأسبوع،وفقدت عقود برنت «عقود أكتوبر» نسبة 1.8 بالمائة،بعدما سجلت في وقت سابق من التعاملات أعلى مستوى في 11 أسبوعا 53.62 دولار للبرميل.

وعلى مدار الأسبوع الحالي فقدت أسعار النفط حتى الآن نسبة 3 بالمائة،على وشك تسجيل ثاني خسارة أسبوعية على التوالي،مع تجدد مخاوف تخمة المعروض العالمي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

أظهر التقرير الشهري لمنظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» والصادر أمس الأول ارتفاع الإنتاج بمقدار 173 ألف برميل في يوليو، مع ارتفاع إنتاج ليبيا بنحو 155 ألف برميل يوميا،ليصل إجمالي الإنتاج 32.87 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ بداية تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي في يناير الماضي. ورفعت المنظمة توقعات الطلب على نفطها خلال 2018 إلى 32.42 مليون برميل يوميا، بزيادة قدرها 220 ألف برميل عن متوسط توقعات الشهر الماضي.

واتفقت المملكة العربية السعودية والعراق على تنسيق السياسات النفطية بما يحقق مصالح أكبر منتجين للنفط في أوبك،جاء هذا الاتفاق بعد اجتماع جمع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره العراقي جبار اللعيبي.وقال خالد الفالح أن قرار تعميق تخفيضات الإنتاج يجب أن يكون جماعيا،ومتفق عليه من جميع الدول 24 المشاركة في اتفاق خفض المعروض العالمي.

في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي مخزونات الخام بمقدار 6.5 مليون برميل،في سادس انخفاض أسبوعي على التوالي،ليسجل إجمالي المخزونات 506 ملايين برميل،وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي 21 أكتوبر 2016،في علامة قوية لمستويات الطلب في أكبر مستهلك للنفط بالعالم. وانخفض إنتاج النفط الأمريكي بمقدار 7000 برميل يوميا،إلى إجمالي 9.424 مليون برميل يوميا،في ثاني انخفاض أسبوعي خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة.

ـــــ وانخفضت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية أمس متأثرة باستمرار المخاوف من تخمة المعروض رغم انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بأكثر من المتوقع.ويراقب المستثمرون عن كثب تأثير التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على السوق عموما.

وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت 51.62 دولار للبرميل بانخفاض 28 سنتا أو 0.54 بالمائة عن الإغلاق السابق. وهذا هو أدنى مستوى منذ الأول من أغسطس .وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 32 سنتا أو 0.66 بالمائة إلى 48.27 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوياته منذ 26 يوليو.

لامست أسعار النفط أعلى مستوياتها في شهرين ونصف الشهر أمس الأول لكنها تراجعت لتغلق منخفضة نحو 1.5 بالمائة، ونزلت أسعار الخام الأمريكي عن 50 دولارا للبرميل وسط استمرار المخاوف المرتبطة بتخمة المعروض.

وصعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حدة لهجته تجاه كوريا الشمالية مجددا أمس الأول قائلا إن تهديده السابق بمواجهة بيونجيانج «بالنار والغضب» إذا شنت هجوما ربما لم يكن صارما بما يكفي.

وأظهرت بيانات رسمية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، هبطت بمقدار 6.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من أغسطس مع ارتفاع معدلات تشغيل المصافي إلى أعلى مستوياتها في 12 عام بسبب قوة الطلب.لكن لا تزال هناك شكوك فيما إن كان استهلاك الخام سيصل إلى مستويات تكفي للتخلص من تخمة المعروض بعدما كشفت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الأول عن زيادة جديدة في إنتاجها وإن كانت قد رفعت توقعاتها للطلب على النفط في 2018.

وقالت أوبك إن إنتاجها زاد 173 ألف برميل يوميا في يوليو إلى 32.87 مليون برميل يوميا.ونقلت صحيفة الشرق الأوسط امس الأول عن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قوله إن المملكة لا تستبعد خفضا إضافيا لإنتاج النفط.

ـــــ و تراجعت أسعار النفط أكثر من 1.5 بالمائة أمس الأول مع استمرار المخاوف بشأن تخمة المعروض العالمي من الخام وفي ظل خسائر للأسهم الأمريكية أججت بواعث القلق من تباطؤ الطلب.

وتحدد سعر التسوية للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط على انخفاض 97 سنتا بما يعادل 1.96 بالمائة عند 48.59 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 80 سنتا أو 1.52 بالمائة إلى 51.90 دولار.وتراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعا حادا اليوم وسجل داو وناسداك انخفاضات في خانة المئات بحساب النقاط وسط تخوف المستثمرين من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وقال فيل فلين المحلل لدى برايس فيوتشرز جروب في شيكاجو إن تراجع سوق الأسهم الأمريكية أفضى إلى أداء ضعيف بسوق النفط.وقال «أثار ذلك مخاوف بشأن الطلب.. صورة الطلب تصبح قاتمة مع تراجع الأسهم. الذهب ظل مرتفعا مما يؤكد شكوكي بأنه تداول يحركه الخوف.»

وعلى صعيد المعروض قال ممثل لشركة جازبروم نفط الروسية إن الشركة ترى «جدوى اقتصادية» من استئناف الإنتاج بحقول قديمة بعد انتهاء أجل الاتفاق العالمي بين أوبك والدول غير الأعضاء.ورفعت منظمة (أوبك) توقعاتها للطلب على النفط في 2018 وخفضت توقعاتها لإنتاج المنافسين في العام المقبل لكن زيادة جديدة في إنتاج المنظمة تنبئ بأن فائض المعروض سيستمر رغم جهود الحد منه.

وكالة الطاقة: النمو القوي للطلب على النفط يساهم في استعادة توازن السوق

وعلى صعيد التوقعات قالت وكالة الطاقة الدولية امس إن الطلب العالمي على النفط سينمو بوتيرة أسرع من المتوقعة هذا العام بما يساهم في تقليص تخمة المعروض رغم ارتفاع إنتاج الخام في أمريكا الشمالية وضعف التزام أوبك بتخفيضات الإنتاج.وعدلت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب في 2017 إلى 1.5 مليون برميل يوميا مقارنة مع 1.4 مليون برميل يوميا في تقريرها الشهري السابق، وقالت إنها تتوقع نمو الطلب بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا إضافية في العام المقبل.

وقالت وكالة الطاقة التي تتخذ من باريس مقرا لها «لابد وأن يجد المنتجون ما يشجعهم في الطلب، الذي ينمو على أساس سنوي بوتيرة أقوى مما كان متوقعا في البداية».وأضافت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية بخصوص سياسة الطاقة «ستتعزز الثقة في أن استعادة التوازن ستستمر إذا لم يبد بعض المنتجين المشاركين في اتفاقات الإنتاج مؤشرات على ضعف عزيمتهم في الوقت الذي يعززون فيه مراكزهم».

وتعكف منظمة (أوبك) على خفض الإنتاج نحو 1.2 مليون برميل يوميا بينما تعمل روسيا ومنتجون آخرون خارج المنظمة على خفض الإنتاج 600 ألف برميل يوميا حتى مارس 2018 بهدف دعم أسعار النفط.وقالت وكالة الطاقة إن نسبة التزام أوبك بالتخفيضات تراجعت إلى 75 بالمائة في يوليو تموز وهو أدنى مستوى لها منذ بدء العمل بتخفيضات الإنتاج في يناير .وأشارت الوكالة إلى ضعف التزام الجزائر والعراق والإمارات العربية المتحدة بتخفيضات الإنتاج.

وبالإضافة إلى ذلك، سجلت ليبيا الدولة العضو في أوبك المعفاة حاليا من التخفيضات زيادة حادة في الإنتاج.

ونتيجة لذلك، ارتفع إجمالي إمدادات النفط العالمية 520 ألف برميل يوميا في يوليو ليزيد 500 ألف برميل يوميا عن المستويات المسجلة قبل عام.

ومما يزيد من التحديات التي يواجهها منتجو النفط لدعم أسعار الخام نمو الإنتاج خارج أوبك، إذ من المتوقع أن يرتفع إنتاج المستقلين بواقع 0.7 مليون برميل يوميا في 2017 وبمقدار 1.4 مليون برميل يوميا في 2018 بفعل زيادات الإنتاج القوية في الولايات المتحدة التي لا تشارك في التخفيضات.غير أن قوة نمو الطلب العالمي تساعد على التخلص من الخام الفائض، وكشفت وكالة الطاقة الدولية عن انخفاض في المخزونات بالدول الصناعية في يونيو ويوليو .

وتظل المخزونات مرتفعة 219 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات، المستوى الذي تستهدفه أوبك بخفض الإنتاج.

كما عدلت وكالة الطاقة الدولية بيانات الطلب التاريخية لعامي 2015 و2016 في الدول النامية لتخفضها 0.2-0.4 مليون برميل يوميا. ونتيجة لتلك المراجعات التاريخية، خفضت وكالة الطاقة التقديرات الأساسية للطلب لعامي 2017 و2018 بنحو 0.3-0.4 مليون برميل يوميا ومن ثم خفضت الطلب على نفط أوبك بنفس القدر.

وقالت الوكالة «خفض الرقم الأساسي للطلب في 2017 مع عدم تغير أرقام المعروض في المقابل يترتب عليه انخفاض المخزونات في وقت لاحق من العام بوتيرة أقل مما كان يعتقد في البداية على الأرجح». وجاءت التغييرات في الأساس مع تعديل وكالة الطاقة بيانات الطلب التاريخية لاندونيسيا وماليزيا وإيران بالخفض في حين عدلت بيانات الهند بالرفع وأبقت على بيانات الصين دون تغيير إلى حد كبير.