صحافة

الرسالة: هل ينقذ نتانياهو حياته السياسية بإشعال فتيل المواجهة مع غزة ؟!

11 أغسطس 2017
11 أغسطس 2017

في زاوية تقارير وآراء كتب محمد شاهين تقريرا بعنوان: هل ينقذ نتانياهو حياته السياسية بإشعال فتيل المواجهة مع غزة ؟!، جاء فيه:

كما كان متوقعا، أغارت طائرات الاحتلال «الإسرائيلي»، ليلة الأربعاء الماضي، على عدة أهداف في قطاع غزة، بعد مزاعم الإعلام العبري عن سقوط صاروخ أطلق من القطاع في أراض مفتوحة بمدينة عسقلان «المحتلة». أربع إصابات وصفت واحدة منها بالمتوسطة، قالت وزارة الصحة بغزة، إنها وصلت إلى مشافيها، بعد أن استهدفت الغارات مبنى السفينة السابق، وموقع فلسطين العسكري، ليعيش قطاع غزة مجددا ليلة تصعيدية ساخنة.

ومن المؤكد أن الغارات «الإسرائيلية»، لا تصيب أهدافا عبثية، وإنما تصوب على مناطق عسكرية تتبع للمقاومة الفلسطينية، ما قد يجبر الأخيرة، على عدم قبول هذه المعادلة، ولا سيما أن كتائب القسام قد حذرت خلال مارس الماضي من مغبة تكرار القصف «الإسرائيلي» على قطاع غزة، وأكدت أنها ستغير هذه المعادلة.

ولعل حجم الرد «الإسرائيلي» العنيف، على إطلاق الصاروخ من قطاع غزة، يكشف عن نوايا تخبئها حكومة الاحتلال، خصوصا أنها تمر في موجة تحقيقات كبيرة، بعد اتهام رئيس الوزراء نتانياهو بقضايا فساد كبيرة، ما يجعل خيار الحرب مع قطاع غزة واردا للخروج من هذه الأزمة.

وفي أعقاب التصعيد الأخير، حملت حركة المقاومة الإسلامية حماس حكومة الاحتلال «الإسرائيلية» تبعات التصعيد العسكري في قطاع غزة. واعتبر الناطق باسم الحركة فوزي برهوم الغارات الإسرائيلية «تجاوزا خطيرا»، مؤكدا أن حركته لن تسمح ببقاء غزة ساحة تجارب لأسلحة جيش الاحتلال.

وأجمع عدد من المتابعين والمختصين الأمنيين، أن الخلايا المجهولة التي تقوم بإطلاق الصواريخ العبثية، يسيرها الاحتلال بشكلٍ متعمد، ليتسنى له إصابة أهداف حساسة ويستفز المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ويمرر المخططات العدوانية التي يسعى لها.

بدوره يرى أكرم عطا الله، محلل سياسي، أن «إسرائيل» تتعمد استفزاز فصائل المقاومة، وتكرر قصفها لمواقعها وأهدافها الحساسة، في أعقاب إطلاق صواريخ من القطاع لا تلحق أي ضرر بها، من أجل تهيئة الظروف المناسبة لجر قطاع غزة إلى حرب جديدة.

ووضح عطا الله، أن إسرائيل تعيش بحالة من التحقيقات، وتنذر بالذهاب إلى انتخابات عاجلة بعد حل الحكومة، وقد سبقت الانتخابات «الإسرائيلية» السابقة حروبا على قطاع غزة، ويخشى وزير الحرب ليبرمان أيضا أن يخرج من هذه الحالة بخفي حنين بعد سيل تهديداته على غزة، ما ينذر بنية «إسرائيلية» واضحة لإشعال المواجهة مع قطاع غزة.

وفي الجهة المقابلة، يؤكد عطا الله أن تكرار القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، يدخل المقاومة الفلسطينية في حرج، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمامها، لأن ذلك سيحرج مصداقيتها أمام المواطن، موضحا أن الحالة السابقة تنذر بحرب جديدة على قطاع غزة.

وعن الأطراف التي تقف خلف إطلاق الصواريخ من القطاع، يبين عطا لله أن هذه الأطراف خارجة عن الإجماع الوطني، ولا تقبع تحت التنسيق العالي وإجماع الفصائل الفلسطينية، إنما تعمل في نطاق المصلحة «الإسرائيلية»، وتمرير مخططاتها العدوانية.

ويوافق د. محسن أبو رمضان المحلل السياسي سابقه الطرح، مؤكدا أن حجم الرد «الإسرائيلي» العنيف على قطاع غزة ليلة الأربعاء الماضي على إطلاق صاروخ، ينذر بأن هناك نية تبيتها حكومة الاحتلال بقيادة نتانياهو لتخرج من الأزمة التي تمر بها على حساب دماء الشعب الفلسطيني وتضحياته.

ويعتقد أبو رمضان أنه في حال إطلاق مزيد من الصواريخ من قطاع غزة، سيجعل «إسرائيل» تشعل المواجهة دون تردد، كونها المخرج الوحيد من المأزق السياسي الذي يعيشه نتانياهو، بينما لا يرغب وزير الحرب أن تنتهي الحكومة دون أن ينفذ شيئا من وعوده وتهديداته السابقة.

ودعا الفصائل الفلسطينية، للتنبه خلال المرحلة المقبلة، وعدم الانجرار إلى الملعب الذي يريده نتانياهو، كون اندلاع الحرب يمثل طوق النجاة الوحيد له.