1080650
1080650
تقارير

المعارضة الفنزويلية تخشى حل البرلمان وسط عقوبات أمريكية

10 أغسطس 2017
10 أغسطس 2017

كراكاس - ألكسندر مارتينيز:-

فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية جديدة على فنزويلا، في وقت تشدد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو قبضتها على المؤسسات العامة وتتخوف المعارضة من حل البرلمان الذي تسيطر عليه.

وجاء رد النظام الفنزويلي على التدابير العقابية الأمريكية الجديدة سريعا على لسان وزير الخارجية خورخيه أرياسا الذي قال: «من المستعصي معاقبة فنزويلا»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة «تجعل من نفسها محط سخرية أمام العالم أجمع».

وتطال الإجراءات الجديدة المعلنة الأربعاء ثمانية مسؤولين، من بينهم أحد أشقاء الرئيس الراحل هوغو تشافيز (الذي امتد عهده من 1999 إلى 2013)، ضالعين في إنشاء الجمعية التأسيسية المنتخبة حديثا بالرغم من موجة استنكار دولية.

وجاء في بيان صادر عن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين «جُمّدت كل أصول هؤلاء الأفراد في الولايات المتحدة ويُحظر على المواطنين الأمريكيين التعامل معهم».

وشدد منوتشين على أن «هذا النظام مرفوض والولايات المتحدة ستقف إلى جانب المعارضة ضد الطغيان حتى تستعيد فنزويلا ديمقراطية مزدهرة وسلمية».

وفرضت واشنطن في 31 يوليو عقوبات قانونية ومالية غير مسبوقة على مادورو الذي وصفته بـ«الديكتاتور».

وعقد البرلمان الفنزويلي، وهو المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، جلسة الأربعاء في خطوة تنطوي على تحد تجاه الجمعية التأسيسية التي تتخذ مقرا لها في مبنى البرلمان عينه.

وترى المعارضة في هذه الجمعية المكلفة إعادة صياغة دستور 1999 تكتيكا يستخدمه الرئيس لإطالة ولايته الى ما بعد 2019، وتخشى أن يتعرض أعضاؤها «للاضطهاد».

وكانت المحكمة العليا قضت بسجن مسؤول محلي في حي بالعاصمة يعتبر معقلا للمعارضة، خمسة عشر شهرا لعدم منعه تنظيم تظاهرات. وفرضت أمس الأول الأربعاء عقوبة ممثالة على مسؤول محلي آخر في كراكاس.

وأقالت الجمعية التأسيسية النائبة العامة لويزا اورتيغا، أبرز معارضي مادورو، وتخشى المعارضة أن تقدم الجمعية على إقالة البرلمان، وهو ما يندرج ضمن إطار صلاحياتها.

انتخابات إقليمية

قررت المعارضة الأربعاء، في محاولة منها للإبقاء على زخمها، أن تسجل مسبقا المرشحين إلى الانتخابات الإقليمية المزمع إجراؤها في 10 ديسمبر، وتأمل أن تساعدها خطوتها هذه على توجيه ضربة جديدة إلى أنصار التشافية في صناديق الاقتراع، معوّلة على الاستياء الشعبي الذي سمح لها بتحقيق فوز ساحق في الانتخابات التشريعية في نهاية 2015.

وباتت المعارضة التي كانت تجمع حشودا من مؤيديها كل يوم تقريبا منذ بداية أبريل تجد صعوبة في تعبئة قاعدتها على نطاق واسع، ولم يلب نداءها إلى قطع الطرق الثلاثاء سوى نحو مائة شخص، ما يؤشر على الأرجح إلى فتور الحماس بعد فشلها في منع تشكل الجمعية التأسيسية.

وتعول المعارضة على رفض 80 % من الشعب لحكم مادورو، بحسب ما كشفت استطلاعات للرأي، آملة أن يكسب ائتلاف «طاولة الوحدة الديمقراطية» (يمين وسط) 18 حكومة إقليمية.

ولفت المحلل لويس سالامانكا إلى أن «الانتخابات هي جزء من حرب مواقف ولا بد من النضال من أجل هذه المواقف».

ويعول الرئيس الفنزويلي الذي انتخب في 2013 على دعم الجيش الذي يهيمن على الساحة السياسية الفنزويلية، وعلى بعض الحلفاء مثل روسيا والصين وكوبا وبوليفيا والاكوادور، وقد حظي الأربعاء بتأييد نظيره الكوبي راوول كاسترو الذي أكد له أنه «ليس وحيدا» في نضاله السياسي وفي مواجهة «المضايقات الدولية» التي يتعرض لها.

وحظي خصوم مادورو الذين يطالبون برحيله، الثلاثاء، بدعم الأمم المتحدة التي نددت «باستخدام مفرط للقوة» خلال تظاهرات ما أسفرت عن 125 قتيلا في أربعة أشهر، وفي الأسابيع الأخيرة، وجه كل من الولايات المتحدة والفاتيكان والاتحاد الأوروبي انتقادات للحكومة الفنزويلية.

وأشاد النواب أمس الأول الأربعاء ببيان أصدرته 12 دولة في أمريكا الجنوبية وكندا ودانت فيه «انتهاك النظام الديمقراطي» بعد اجتماع ممثلين لها في عاصمة البيرو.

وقال رئيس البرلمان خوليو بورغيس خلال الجلسة «ان الدول الأكثر أهمية في المنطقة أكدت في شكل واضح ان لا ديمقراطية في فنزويلا»، واصفا البيان بأنه «غير مسبوق». واستدعى وزير الخارجية الفنزويلي الأربعاء الممثلين الدبلوماسيين لأحد عشر بلدا وقعت على البيان. وقال أرياسا: «أعربنا لهم عن رفضنا المطلق لهذا الاجتماع».