1081162
1081162
العرب والعالم

كوريا الشمالية تضع اللمسات النهائية لضرب جوام وأمريكا ستتخذ الإجراءات الملائمة

10 أغسطس 2017
10 أغسطس 2017

«الأوروبي» يوسع لائحة عقوباته على بيونج يانج وسول تطالبها بالكف عن زيادة التوتر -

عواصم-(وكالات): كشفت كوريا الشمالية أمس أنها ستضع قريبا اللمسات الأخيرة على خطة لإطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى باتجاه جزيرة جوام الأمريكية في غرب المحيط الهادئ.

ويأتي الإعلان عقب تحذير شديد اللهجة أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متوعدا بيونج يانج بـ«النار والغضب»، وسط اشتداد الحرب الكلامية بين البلدين والتوتر في شبه الجزيرة الكورية.

لكن هل الشمال قادر بالفعل على شن عملية مماثلة؟ وهل إن الولايات المتحدة قادرة بالفعل على منعه من التمادي إلى هذا الحد؟ وأعلنت كوريا الشمالية أن مشروعها الذي ستنتهي من وضع اللمسات الأخيرة عليه في منتصف أغسطس الحالي يشمل 4 صواريخ من طراز «هواسونغ-12» ينتهي مداها على بعد 30 إلى 40 كم من جوام.

وخلال التجربة الأخيرة في مايو الماضي قطع هذا الصاروخ المتوسط المدى نحو 787 كم.

وأُطلق من زاوية مرتفعة ويصل مداه الأقصى إلى حوالي 5 آلاف كم بحسب خبراء.

وتقع جوام التي تبعد حوالي 3300 كم عن قواعد إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية في مرمى هذا الصاروخ بكل سهولة. ويستبعد الخبراء فرضية أن يحيد الصاروخ عن هدفه ليسقط في الجزيرة.

وقد لا يكون «هواسونغ 12» أكثر الصواريخ دقة وتكنولوجيته مشابهة لتلك التي كان الاتحاد السوفييتي يستخدمها إبان السبعينات، بحسب يانج أوك الباحث في المنتدى الكوري للدفاع والأمن.غير أن «هذه الصواريخ قد تخفق في بلوغ هدفها ضمن محيط 5 كيلومترات كحد أقصى».

ونظرا لمسافات التحليق التي كشفت عنها بيونج يانج، «يبدو خطر ضرب الجزيرة عرضا، ضئيلا حتى الساعة». في حال أطلقت كوريا الشمالية بالفعل صواريخها، فسيضع ذلك القدرات البالستية الأمريكية في المنطقة على المحك. ولم يحلق أي صاروخ كوري شمالي في أجواء اليابان منذ سنوات عدة، لكن عددا من الصواريخ سقط مؤخرا في المنطقة الاقتصادية الحصرية التابعة لطوكيو.

وسبق لليابان أن حذرت من أنها ستسقط أي صاروخ كوري شمالي يهدد أراضيها. وتمتلك طوكيو، كما واشنطن، منظومة صواريخ اعتراضية تُعرف ب«ستاندرد ميسايل-3» (اس ام-3).

وتستخدم هذه المنظومة تقنية «هجوم القوة العمياء»، أي ما يوازي شاحنة زنتها 10 أطنان تنطلق بسرعة ألف كلم في الساعة تقريبا لتدمير هدف من خلال الاصطدام به.

وقد يخرج الصاروخ من الغلاف الجوي للأرض ويعترض صواريخ بالستية على علو مرتفع.وتؤكد شركة «رايثيون» المصنعة لهذه المنظومة ان الأمر يشبه «كرة تعترض كرة أخرى». من جانبه قال مستشار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس إن واشنطن ستتخذ «أي إجراءات ملائمة» لحماية أمريكا من تهديدات كوريا الشمالية التي اتهمها بوضع خطة لإطلاق صواريخ على مقربة من جزيرة جوام الخاضعة لسيادة الولايات المتحدة.

وقال سيباستيان جوركا نائب مساعد ترامب لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن «دونالد ترامب كان واضحا تماما في أنه سيتخذ أي إجراءات ملائمة لحماية الولايات المتحدة ومواطنيها».

وأضاف :نحن لا نعلن خططنا المستقبلية وكيف سنتصرف». وأضاف «إذا كشفت للاعبين على طاولة البوكر أوراقك ستخسر.

إنها ليست فكرة جيدة في لعبة الورق وهي فكرة سيئة للغاية في الجغرافيا السياسية».

وقال ترامب إنه لن يسمح لكوريا الشمالية بتطوير سلاح نووي قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة.

إلى ذلك أعلن الاتحاد الأوروبي أمس توسيع لائحة عقوباته على كوريا الشمالية، مع اشتداد السجال الكلامي بين واشنطن وبيونج يانج وتصاعد التوتر بخصوص برامج التسلح الكورية الشمالية.

وزاد الاتحاد الأوروبي، المؤلف من 28 دولة، تجميد الأصول وحظر السفر على مسؤولين وهيئات في كوريا الشمالية بسبب انتهاكاتها المتكررة لقرارات الأمم المتحدة حول برامج تسلحها البالستية والنووية.

وأعلن الاتحاد الأوروبي في بيان أنه بالتوافق مع قرار الأمم المتحدة، فإنه يضيف تسعة أشخاص وأربع هيئات، من بينها بنك التجارة الأجنبي المملوك للدولة، إلى لائحة العقوبات ضد بيونج يانج.

وجاء في البيان أنه «تم تبني هذا القرار في 5 أغسطس الحالي ردا على أنشطة جمهورية كوريا الشمالية المستمرة في تطوير أسلحة نووية وصواريخ بالستية وفي تجاهلها السافر للقرارات السابقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وبهذه العقوبات الجديدة، أصبحت لائحة العقوبات الأوروبية ضد كوريا الشمالية تضم 103 أشخاص و57 هيئة.

وأشار المجلس الأوروبي، الذي يضم الدول الأعضاء بالاتحاد، إلى أنه سيعمل أيضا على تطبيق سريع للأقسام الأخرى من قرار مجلس الأمن، بما فيها اتخاذ إجراءات للحد من الأموال التي يرسلها مواطنو كوريا الشمالية العاملون بالخارج.

كما حثت كوريا الجنوبية أمس كوريا الشمالية على الكف عن أي أعمال تزيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.وقالت سول إنها ستسلك جميع الطرق الممكنة لحل هذه التوترات بالتعاون مع دول أخرى.

جاءت هذه التصريحات على لسان بارك سو-هيون المتحدث باسم القصر الرئاسي (البيت الأزرق) في مؤتمر صحفي عقب اجتماع عقدته اللجنة الدائمة لمجلس الأمن القومي التابعة للبيت الأزرق لمناقشة الأحداث الأخيرة.