1079667
1079667
تقارير

الحكومة الفنزويلية تواجه عزلة دولية متزايدة

09 أغسطس 2017
09 أغسطس 2017

كراكاس- ماريا إيزابيل سانشيز -

واجهت الحكومة الفنزويلية أمس الأول عزلة دولية متزايدة بعد تنديد الامم المتحدة باستخدامها القوة المفرطة وادانة دول امريكية جنوبية لانتهاكها «النظام الديمقراطي».

ودعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قادة الدول الحليفة لبلاده بما فيها كوبا وبوليفيا الى كراكاس حيث رددوا ما كان أكده بنفسه بان مؤامرة «امبريالية» امريكية تستهدف فنزويلا.

وحضر الاجتماع وزراء خارجية كوبا وبوليفيا والاكوادور ونيكاراغوا وعدد من دول الكاريبي.

وقال مادورو أمام حلفائه إن «فنزويلا هي الجائزة الكبرى، الجوهرة التي تزين التاج، هذا ما يقولونه في الأروقة في واشنطن»، معتبرا ان للولايات المتحدة مخططات لفنزويلا بسبب نفطها وموارده المعدنية.

في الأثناء، صعدت كراكاس حملتها للتصدي للمعارضة التي بدأت تحركاتها الاحتجاجية تفقد زخمها على ما يبدو مع اشتداد القمع ضدها، حيث بلغت حصيلة اربعة اشهر من أعمال العنف في شوارع فنزويلا حوالى 130 قتيلا.

وأصدرت المحكمة العليا في البلاد حكما بالسجن 15 شهرا بحق رئيس بلدية معارض وحرمته من حقه في الترشح للمناصب السياسية.

ودانت المحكمة رامون موتشاتشو، رئيس بلدية (شاكاو) لعدم منعه التظاهر ضمن إطار بلديته في العاصمة الفنزويلية كراكاس.

بدورها أقرت الجمعية التأسيسية، وهي هيئة موضع جدل تتمتع بسلطات عليا تم تشكيلها الأسبوع الماضي بعد انتخابات شابتها أعمال العنف وادعاءات بحصول تزوير، قانونا جديدا لإنشاء «لجنة تقصي حقائق» لمحاكمة قادة المعارضة.

وكانت الجمعية التأسيسية أمرت السبت الماضي بإقالة النائبة العامة لويزا اورتيغا التي أصبحت منتقدة شرسة لمادورو بعد انشقاقها عنه.

وندد المفوض السامي لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين أمس الأول بـ«الاستخدام المفرط للقوة على نطاق واسع وممنهج وبحملة اعتقالات عشوائية ضد متظاهرين في فنزويلا».

وشدد المفوض السامي على ان الاستخدام المفرط للقوة يهدف الى «زرع الرعب وسحق المعارضة ومنع التجمعات والتظاهرات والوصول الى المؤسسات العامة لتقديم شكاوى».

من جهته، اعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش عن قلقه من أن «تؤدي التطورات الاخيرة لمزيد من التوتر».

أزمة اقتصادية

تعاني فنزويلا حاليا ازمة اقتصادية خانقة حيث يكافح غالبية السكان البالغ عددهم 30 مليون نسمة لتأمين احتياجاتهم وسط نقص حاد في المواد الغذائية والادوية.

وتراجعت احتمالات اجراء مفاوضات والتوصل الى حل سلمي في فنزويلا بعد تشدد مادورو المتزايد تجاه المعارضة.

وتصاعدت المخاوف من انزلاق الازمة الى مزيد من العنف الاحد الماضي بعد محاولة مجموعة من 20 مسلحا بقيادة ضابطين متمردين السيطرة على قاعدة للجيش في فالنسيا، حيث قاموا بالاستيلاء على اسلحة من مخازنها.

واعلن الجيش أن النقيب السابق في الحرس الوطني خوان كارلوس كاجواريبانو، والملازم جيفرسون جبريال جارسيا كانا وراء الهجوم.

ولا تزال السلطات تشن حملة مكثفة للعثور عليهما وتوقيفهما بعد مقتل اثنين من المجموعة وتوقيف ثمانية.

وشدد وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة الجنرال فلاديمير بادرينو في كلمة ألقاها بزيه العسكري أمام الجمعية التأسيسية ان المهاجمين هم «ارهابيون» وتحركوا بدعم امريكي وتحركهم لا يشكل اطلاقا انشقاقا داخل الجيش.

والقى الجنرال بادرينو كلمته في الجمعية بعد ان حظي الجيش بدعمها، مشددا على الطابع «المعادي للامبريالية» و«الثوري» للقوات المسلحة.

وخارج القاعة، فرقت الشرطة قلة من المتظاهرين المعارضين للحكومة، فيما منع مسلحون موالون للحكومة اعضاء في الكونجرس الذي تسيطر عليه الحكومة من دخول القصر التشريعي في كراكاس حيث يجتمع أيضا.

وفي البيرو اجتمع وزراء خارجية 16 دولة من امريكا اللاتينية والكاريبي بالاضافة لكندا امس الأول حيث اصدروا بيانا مشتركا يدين «انتهاك النظام الديمقراطي في فنزويلا». كما اعلن المجتمعون انهم لن يعترفوا بالجمعية التأسيسية.

الى ذلك علّقت السوق المشتركة لامريكا الجنوبية «ميركوسور» الاسبوع الماضي عضوية فنزويلا.

ودعا مادورو أمس الأول خصومه الاقليميين الى الحوار.

وقال مادورو خلال اجتماع حلفائه في كراكاس إن «الجناح اليميني في امريكا اللاتينية كسر قواعد اللعبة وقواعدنا بالعيش جنبا الى جنب». واضاف الرئيس الفنزويلي «اعتقد اننا بحاجة الى حوار اقليمي... تلقى فيه فنزويلا الاحترام».

عقوبات أمريكية

اتخذت الولايات المتحدة خطوة غير اعتيادية بفرض عقوبات على رئيس دولة بتجميدها اي اصول قد يملكها مادورو على الاراضي الامريكية.

ومن الممكن ان تفرض الادارة الامريكية التي وصفت الرئيس الفنزويلي بانه «ديكتاتور» المزيد من العقوبات. ومن المقرر ان يجري نائب الرئيس الامريكي مايك بنس الاسبوع المقبل زيارة الى دول امريكية جنوبية جرى تنظيمها على عجل.

وقد تكون زيارة بنس مرتبطة بتنسيق التحرك ضد فنزويلا، الا ان بيانا اصدره البيت الابيض اورد نقلا عن بنس قوله انه يريد البناء على «الأهداف الاقتصادية والأمنية المشتركة».