Ali
Ali
أعمدة

أوراق: متطوعون في كل مكان

09 أغسطس 2017
09 أغسطس 2017

علي بن خلفان الحبسي -

[email protected] -

جهود الأعمال التطوعية الواضحة للعيان- والتي تقوم بها العديد من الجمعيات الأهلية والأفراد- هي محل تقدير واعتبار وتلقى الثناء من مختلف المؤسسات من بينها المؤسسات الحكومية، حيث قدمت هذه الجمعيات والفرق الأهلية التطوعية أعمال رائدة يشار إليها بالبنان، ولا زالت تقدم الكثير في سبيل الوطن ولمن يعيشون على أرضه. هذه الجهود المخلصة تبرز بين الحين والآخر وتجد من فعاليات المؤسسات المختلفة معينا لكي تبرز وتقدم خدماتها النبيلة من خلال جملة من الشباب والفتيات المخلصين المنضمين إلى لوائها، وحققت هذه الجمعيات الكثير منها الأهداف المتوخاة من وراء إقامتها وتعمل بجهود ذاتية إداريا وماليا، وتستقطب العديد من أبناء الوطن المخلصين الراغبين في تقديم أعمال الخير أينما كان، وقد تابعنا عن كثب -عبر مختلف وسائل الإعلام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي- مدى ما تقدمه هذه الجمعيات من خدمات مشرفة، ولا زالت تقدم الكثير ويقف خلفها العديد من المؤسسات الراعية والمساهمة التي تبحث عن أوجه الخير أينما كان، إيمانا من الجميع بأهمية الأعمال الخيرية ووقعها على الفرد والمجتمع، وأنها تأتي من منطلقة شريعة غراء ألا وهي التكافل الاجتماعي وإعانة المحتاج والوقوف معه في السراء والضراء.

هذه الجمعيات شاهدناها بأفرادها تعمل في كل مكان وتعمل في كل الظروف وساهمت بفاعلية في الوقوف إلى جانب المؤسسات الحكومية وحتى الخاصة التي تعنى بهذه الجوانب، وبالرغم من أن الكثير من المؤسسات الخيرية في السلطنة لم تُشهر، إلا أن أعمالها الخيرية لم تتوقف ولا زالت تقدم ما لديها من جهود مثمرة أعانت من خلال أعمالها الكثير من الأسر والأفراد المعسرين في سبيل مواجهة ظروف الحياة ومتطلباتها، ولم يقف عائق إشهار هذه المؤسسات عقبة أمام تنفيذ مهامها والتي نشأت من أجلها ومن أجل تحقيق أهداف وضعت مسبقا.

السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا كل هذه التأخير في إشهار الجمعيات الخيرية والأهلية والتطوعية وغيرها من الجمعيات، خاصة وأن معظمها طلب الاعتراف بها وإشهارها منذ سنوات عديدة واستوفت الشروط، لكنها حتى الآن لازالت تنتظر، وأصبح عدم إشهارها عقبة أمام ما تنفذه من أنشطة ومهام، حيث لا تلقى الدعم المطلوب من قبل المؤسسات والأفراد الساعين إلى الخير والذين تتحقق أحلامهم من خلال هذه الجمعيات، كما أن الكثير من المتطوعين يُعزفون عن الدخول في هذه الجمعيات والانضمام إليها بحجة أنها غير رسمية، والبعض الآخر لا يقدم لها الدعم لأنها كذلك، وبالتالي تكون هناك عقبة أمام الطامحين والمخلصين في سبيل المشاركة في الأعمال التطوعية، والتي قد تخفف الكثير من الأعباء على المؤسسات الحكومية، وتكون هذه الجمعيات بمثابة معين في الكثير من الخدمات التي قد يحتاجها المجتمع.

ينبغي أن تكون هذه الجمعيات بعيدة كل البعد عن الشبهات واستغلالها من قبل البعض لمآرب أخرى، كما يجب عليها أن تكون على تنسيق مع مثيلاتها في الولاية أو القرية، وتنامي هذه الجمعيات وتكرارها ربما قد يؤثر على مسيرتها ومصداقيتها مستقبلا، ولا يلبي الأهداف وما رسمته لها، ويفقدها الثقة من المجتمع نفسه وداعميها، خاصة إذا تبين أنها تنتهج نهجا غير الذي رسم لها.