omair-2
omair-2
أعمدة

عربات التلفريك الهوائية ..!

08 أغسطس 2017
08 أغسطس 2017

عمير بن الماس العشيت - كاتب وباحث -

[email protected] -

شهد القطاع السياحي مع بداية القرن الحالي في السلطنة نموا كبيرا ونقلة نوعية تعدت كافة التوقعات ، مما يعني ثبوت الرؤية الاستراتيجية العمانية للسياحة والتي تهدف إلى جعل عمان وجهة سياحية عالمية تتماشى مع الخطط التنموية المستدامة والتي تسعى الحكومة إلى تحقيقها لتنسجم وتتفق تماما مع سياسات التنويع الاقتصادي وكذلك إلى جعل قطاع السياحة أحد الروافد الاقتصادية المهمة ، وداعما قويا في زيادة اسهاماته لإجمالي الناتج المحلي، حيث تشير الإحصائيات السنوية إلى ارتفاع ملحوظ في إيرادات القطاع السياحي وتشغيل الأيدي العاملة الوطنية بكافة المشاريع السياحية المنجزة مما يدل على أن وزارة السياحة وبالرغم من حداثة عهدها والتحديات المحلية والتنافسية إلا أنها قطعت شوطا كبيرا في زيادة الدخل القومي، متجاوزة بذلك العديد من المؤسسات الرسمية وكذلك تمكنت من استقطاب الكثير من الاستثمارات وملايين السياح سنويا بعد أن تم توظيف كافة المقومات الطبيعية والتراثية والتاريخية والبيئية في هذا المجال، ولقد ترجمت هذه الجهود بإشادات عالمية واسعة، حيث أصدرت منظمة السياحة العالمية في تقريرها السنوي بأن السلطنة من أفضل عشر دول عربية في السياحة وحصلت على مراكز متقدمة في عالم السياحة ونتيجة للمكتسبات السياحية التي تحققت تكون الوزارة قد بددت كافة شكوك الذين يروجون ويتوهمون بعدم كفاءة هذا القطاع الحيوي النابض.

إن غياب مفهوم الثقافة السياحية عند المجتمعات المحلية ورجال الأعمال وكذلك ضعف مشاركات المؤسسات المدنية والقطاع الخاص والاعتماد الكلي على الحكومة يمثل أهم العقبات التي يواجهها قطاع السياحة في السلطنة لذلك فإن عملية بناء القطاع السياحي ودعمه لا يقتصر على المؤسسات الرسمية فحسب وإنما على الجميع وهذا ما شاهدته خلال زيارتي لبعض الدول السياحية التي تعتمد كثيرا على الشركات المحلية ، وبالتالي فإن الكل مطالب بدعم ركائز القطاع السياحي في بلدنا لاسيما فيما يتعلق بإقامة المشاريع السياحية التي ما زالت تنتظر من يمولها من المستثمرين المحليين كإنشاء مشروع عربات التلفريك الهوائية مثلا في مواقع مخصصة للانتفاع العام والذي يلبي رغبات الكثير من المواطنين والزوار ويتماشى مع الاستراتيجية العمانية للسياحة وهو مشروع تتوفر فيه كافة عناصر الاستثمار والنجاح ويتناسب مع المقومات الطبيعية خصوصا في المحافظات التي تمتلك سلاسل جبلية تضم بين جنباتها السهول والوديان والروابي والعيون والشلالات وهو الأمر الذي يجعل المشاهد يستمتع بهذه المناظر الجميلة من خلال عربات التليفريك وهي عبارة عن وسيلة مواصلات ترفيهية تعمل بالكهرباء وتسير على أسلاك معلقة في الهواء وتحظى بكافة وسائل السلامة وصديقة للبيئة ، وهي داعمة رئيسية للسياحة وتتمتع بشهرة عالمية واسعة في الدول السياحية وكمرحلة تجريبية أولى يحبذ اختيار موقعين لهذه المشاريع ويفضل أن يكونا في محافظة ظفار بوادي دربات وفي محافظة الداخلية بالجبل الأخضر.