Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

ريادة بحرية ورسالة مودة للدول الأخرى

08 أغسطس 2017
08 أغسطس 2017

من المؤكد إنه إنجاز طيب، ومفعم أيضا بالعواطف الجياشة، المنطلقة من حب عميق للوطن ولحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - ومن انتماء عميق لهذه الأرض الطيبة، فتتويج سفينة البحرية العمانية (شباب عمان الثانية) بأرفع جوائز سباقات السفن الشراعية الطويلة على مستوى العالم، هو أمر بالغ الدلالة، سواء على مستوى السفينة (شباب عُمان الثانية) وأدائها المتميز، أو على مستوى الوطن وجسور الصداقة، والعلاقات الطيبة، التي تربط بين السلطنة ومختلف الدول والشعوب الشقيقة والصديقة على امتداد العالم، وهو أمر حرص جلالة القائد المفدى -أبقاه الله-على ترسيخه وتوسيع نطاقه مع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، انطلاقا من إيمان عميق من جانب جلالته- -أعزه الله- أن العلاقات الطيبة، والفهم الصحيح للآخر والحوار معه، هي من أفضل السبل لبناء وتعزيز التعاون بين الدول والشعوب في مختلف المجالات، ولتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، والتغلب على أي مشكلات قد تنشأ لسبب أو لآخر.

وفي الوقت الذي يعد فيه تتويج السفينة (شباب عمان الثانية) بكأس الصداقة الدولية للسفن الشراعية الطويلة لعام 2017، في سباقات السفن الشراعية الطويلة في مدينة ستيتشن البولندية، هو الأول لسفينة (شباب عُمان الثانية)، إلا أن هذا التتويج هو في الواقع استمرار للنجاحات العديدة التي سجلتها وفازت بها السفينة (شباب عُمان) على مدى سنوات طويلة، قبل أن تحل محلها السفينة (شباب عمان الثانية) قبل عام تقريبا. وهو إنجاز يحسب لطاقم السفينة وللمتدربين على متنها، وللبحرية السلطانية العمانية، فقد أكدوا استمرار ريادة النوخذة والبحار والقبطان العماني وقدرته منذ قرون على الوصول بقواربه وسفنه العديدة إلى مختلف الموانئ في بحار العالم ومحيطاته.

وبينما تحرص السفينة (شباب عُمان الثانية) على مواصلة الرسالة التي حملتها السفينة (شباب عُمان) على مدى سنوات طويلة، وهي رسالة المودة والصداقة للشعوب الشقيقة والصديقة، وذلك عبر التعريف بالحضارة والتراث والتقاليد والفنون العمانية، وبما حققته وتحققه السلطنة أيضا من منجزات في ظل مسيرة النهضة العمانية الحديثة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان المعظم، فإن تصويت أطقم 104 سفن من السفن المشاركة لصالح السفينة (شباب عُمان الثانية) هو بمثابة تعبير دولي واسع النطاق، عن الإعجاب والتقدير لكفاءة طاقم السفينة والمتدربين، ونجاحهم في إظهار وممارسة معاني الصداقة والمحبة والتفاهم بين مختلف أطقم السفن المشاركة، وما كان يمكن أن يتحقق ذلك إلا لأن الشعب العماني بكل أبنائه يؤمن بقيم الصداقة والتفاهم مع الشعوب الأخرى والتفاعل الودي معها، كما أن مشاركة الفتاة العمانية في طاقم السفينة،كان لفتة أخرى تؤكد أن الفتاة العمانية قادرة على المشاركة والإسهام الإيجابي في مختلف الأنشطة والفعاليات بما فيه الأنشطة البحرية.

جدير بالذكر أن ترحيب البولنديين بالسفينة وطاقمها، واستقبالهم الودود لها، وإقبالهم على زيارتها، عكس أيضا العلاقات الطيبة بين الشعبين العماني والبولندي الصديقين، ولم يكن صدفة أن يختار أحد مسؤولي مدينة ستيتشن البولندية السفينة (شباب عُمان الثانية) ليتسلق ساريتها احتفاء بها.