المنوعات

كتاب بالفرنسية عن الرئيس الجزائري الراحل بومدين

07 أغسطس 2017
07 أغسطس 2017

الجزائر- «العمانية»: صدر مؤخراً عن (منشورات آس أنّي) كتاب بالفرنسية يحمل عنوان (‏‏جزائريٌّ يُدعى بومدين) من تأليف الصحفية والروائية الفرنسية آنيا فرانكوس والصحفي المختص في الشأن الاقتصادي جون بيار سيريني. وبحسب ناشر الكتاب عمر آيت مختار (منسق حركة المواطن الجزائري بفرنسا)، الذي التقته وكالة الأنباء العمانية، فإنّ هذا المؤلَّف يستمدُّ أهميته من كونه سيرة ذاتية للرئيس بومدين تمّ تحريرها بقلم صحفيين فرنسيين عُرفا بتغطيتهما للشأن الجزائري منذ الاستقلال سنة 1962، وأتيحت لهما فرصة لقاء بومدين وعدد كبير من المسؤولين الجزائريين في تلك الفترة.كما يستمدُّ الكتاب أهميته من كونه يُعدّ أول سيرة ذاتية تُعيد رسم معالم شخصية بومدين ونضاله، وكذا الثورة التي أطلقها بعد الاستقلال في مجالات عدة لبناء دولة قوية.ينطلق الكتاب من طفولة محمد بوخروبة (هواري بومدين) التي اتسمت بالفقر والعوز على غرار معظم أبناء جيله الذين كانوا يرزحون تحت نير الاستعمار الفرنسي، ثم يسترسل الصحفيان في سرد الأحداث والوقائع، مثلما سمعاها من فم بومدين، حيث يُعيدان تشكيل صورة الجزائر التي ارتسمت معالمها بعد أحداث 8 مايو 1945 الشهيرة التي راح ضحيتها آلاف الجزائريين، ما مهّد لتشكُّل الوعي الوطني بضرورة مواجهة الاستعمار بقوة السلاح، وهو ما تُرجم فيما بعد من خلال ثورة الفاتح من نوفمبر 1954.

وتشاء الأقدار أن ينتقل الشاب بومدين، ابن المزارع الفقير المنحدر من ولاية قالمة شرق الجزائر، من إحدى ثانويات قسنطينة قاصداً الأزهر بالقاهرة المصرية مارّاً بالزيتونة (تونس) طلباً للعلم، كما ينتقل سياسياً من النضال في صفوف حزب الشعب الجزائري إلى صفوف جبهة التحرير الوطني.

وعبر فصل «الاستقلال الصعب»، ينقل الكاتبان القارئ للحديث عن تلك التحديات التي واجهت الجزائر، والتي تطلّبت اتخاذ قرارات حاسمة من طرف الرئيس بومدين، مثل الأحداث التي عاشها الجزائريون يوم 19 يونيو 1965 ومواجهة حركة التمرُّد التي قادها الطاهر الزبيري، قائد الناحية العسكرية الأولى سنة 1967.

كما يتناول الكتاب حدثاً آخر، لا يقلُّ أهمية عمّا سبقه في تاريخ الجزائر المستقلّة، وهو تأميم المحروقات سنة 1971، وبقدر ما كان ذلك القرار شجاعاً ويُحسب للرئيس بومدين، كان له فعل الزلزال على العلاقات الجزائرية الفرنسية، لكنّه، مع ذلك كلّه، سمح للجزائر والجزائريين، باستغلال ثروة النفط لتحقيق المأمول من التنمية.وفضلاُ عن هذا، تحدّث الصحفيان بإسهاب عن النهج الاشتراكي الذي رسمه بومدين كطريق للجزائر وشعبها من أجل مسح الآثار السلبية التي خلّفها الاستعمار الفرنسي، مثل الفقر والأمية والتخلف. ويُؤكد المؤلفان أنّ بومدين، استطاع وهو في سن الرابعة والأربعين، أن يكون أحد قادة العالم الثالث البارزين.كما استطاع، قبل ذلك، أن يكون قائداً لأركان جيش التحرير الجزائري، وهو في سن الثامنة والعشرين.

وبفضل نبوغه وألمعيته والشخصية التي تميّز بها، استطاع بومدين أن يُزيح من طريقه السياسيين الذين كانوا ضمن صفوف أحزاب الحركة الوطنية الجزائرية قبل سنة 1954.

وعلاوة على ذلك، كان بومدين من الزعماء الذين ناضلوا من أجل ترسيخ فكرة نظام اقتصادي عالمي جديد يقوم على العدل والمساواة بين دول الشمال والجنوب، وأعطى دفعة قوية لحركة عدم الانحياز التي حاولت أن تكون صمّام الأمان للشعوب الباحثة عن عالم مستقرّ خالٍ من السيطرة والهيمنة التي يفرضها الأقوياء على المستضعَفين.