salem
salem
أعمدة

نوافـذ: بدائل النفط.. والمستقبل

07 أغسطس 2017
07 أغسطس 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

مهمة إيجاد بدائل عن النفط تحتاج منا كحكومة وقطاع خاص إلى رؤية مشتركة، وهي أن نضع تصورا لمشروع استراتيجي خلال مدة زمنية محددة ينفذ خلالها عبر مراحل، يهدف إلى أمرين، الأول رفع الناتج المحلي من تلك البدائل في إيرادات الموازنة المالية السنوية للدولة وتخفيف الاعتماد على العائدات النفطية في المدى المنظور.

والثاني فك الارتباط بين اقتصاد الدولة واقتصاد القطاع الخاص الذي يتأثر بأي إجراءات حكومية، وذلك لتعزيز قدرة هذا القطاع على أداء دوره وتحصينه من أضرار أي اهتزازات في سوق النفط العالمية.

خاصة وأن بعض الدول الأوروبية المستهلكة للنفط أعلنت في تسيير مركباتها عن توجهها في حظر السيارات التي تعمل بالوقود من السير بحلول عام 2050 وكان -تحديدًا- في بريطانيا الأسبوع الماضي عام 2040 بحظر استخدام الوقود بأنواعه وكذلك فرنسا وجهت إنذارًا مهمًا لمنتجي النفط.

وهناك دول أخرى ستعلن عن مواعيدها قريبًا في التحول إلى الطاقة النظيفة.

إذ أصبح خيار النفط صعبا للدول المنتجة التي لا زالت تعتمد عليه بنسب تصل إلى 90٪‏ كعائدات أساسية.

الخطر الذي يقلقنا أن لا نتمكن من رفع مساهمات الاقتصاد والاستثمار والتجارة والزراعة والسياحة في تحقيق نسبة معقولة في المساهمة في الناتج المحلي والذي نحتاج فيه خلال الـ40 سنة القادمة إلى 50٪‏ حتى يمكن أن ننطلق في ارتفاعات سنوية مع التخلص التدريجي من الاعتماد على إيرادات النفط والغاز.

نعم، لن يكون ذلك بين يوم وليلة لكن من المهم أن تكون لدينا رؤية واضحة جدًا في مستقبلنا حتى وأن كلفت هذه الخطة التي ذكرناها 100 سنة في تنفيذها.

ما زالت لدينا بدائل مهمة في العوائد وهي الصناعة والتعدين والموانئ والمطارات والثروة السمكية والحيوانية، كل ما ذكر يشكل موارد مهمة في اقتصاد الدولة، والأهم أننا نستطيع أن نوجد آلية تسهيل في إدارة الدولة الذي نعتبره أكبر الموارد. فالعقول التي تدير الدولة بمفهوم القرن الماضي ليس لها مكان في المستقبل؛ لأنها سوف تتسبب في إهدار الموارد وستكون عائقًا في التطور مع كل التقدير الذي بذلته في النهوض بعمان خلال تلك الفترة.

اليوم نحتاج إلى أمرين الأول الكفاءات الاستثنائية وقلة العدد في إدارة مرافق الدولة واقتصاد القطاع الخاص، كما نحتاج إلى الدفع بالوجوه الشابة وتمكين المرأة في قادم الأيام وتحديد المخاطر والمسارات التي يمكن أن نستثمر فيها قدراتنا.

المستقبل ليس كالماضي فهو يحتاج إلى إمكانيات بشرية أكبر من الاحتياج إلى الموارد لأن المعادلة تغيرت والأدوات اختلفت والعلاقات مع الأمم أيضا تنوعت لذلك من المهم أن نجمع أدواتنا وأن نحدد قدراتنا وأن نوضح أهدافنا وأن نضع خططا قابلة للتنفيذ.

المستقبل مقلق في زمن هذه التحديات الجسام التي تحيط بالأوطان، فمن يبقى آمنا اليوم، لا ضمان له أن يستمر غدًا ينعم بالسلام والشواهد كثيرة في منطقتنا.

هذا المستقبل نحتاج أن نستثمره ليقوي أجيالنا، ويرفع من قدراتهم ويحمي الوطن ويدعم استقرار المنطقة.