saltan
saltan
أعمدة

قلم بلا حبر: مراجل تغلي أدمغة

06 أغسطس 2017
06 أغسطس 2017

سلطان الحوسني -

الأزمات المتوالية التي تمر بها أنديتنا تجعلها تترنح وتبحث عن طوق نجاة تحاول التثبت به لكي ينتشلها من غيابة الجب التي أوقعها فيها من أعطاه الله سبحانه وتعالى حرية الإرادة والقدرة والعلم والعديد من الصفات العظيمة التي اصطفاه بها عن سائر المخلوقات ليكون لها حامدا وبالاستفادة منها نافعا وعلى تسخيرها لخدمة مجتمعه يكون قادرا.

فهذه الأندية لم تصل الى ما وصلت إليه من معاناة وأزمات إلا بفعل فاعل، وهناك شركاء في هذا الفعل هم من قاموا بجر هذه الحواضن التي أوجدت لخدمة الشباب والمجتمع الى مستنقع الدين والضياع، فأصبحت اليوم عرضة للتيارات والأمواج التي تتقاذفها التوترات بين الصخور القاسية.

فمخالب الأزمات تنغرس بشدة في جسد هذه الأندية المنهكة وتتواصل هيمنة المجاملات والمحسوبيات في التعاطي مع الأمر ، وبدلا من تكاتف الجهود للبحث عن طوق نجاة نجد ان سن سيوف النقد والتهكم تتزايد لتصيب أشخاصا وتبتعد عن الواقع، وأصبحت أدمغة الناس وكأنها مراجل تغلي داخلها مختلف الاشتهاءات تتقاذف شتى الأنواء الفكرية والرغبات العاطفية وتنتج عنها تصرفات ذميمة تنتهك كرامة الأفراد .

ونحن لا نمنح البراءة أو العذر لمن قرر وبرغبة شخصية ان يكون جزءا رئيسيا في بيئة الرياضة العمانية الصعبة ومسؤولا عن هذه المؤسسة أو تلك، فهو أو هم اصبحوا أمام الله قبل الناس أصحاب قرار وسلمهم الناس أمرهم وأوكلوا اليهم شؤونهم إما قهراً بالظروف التي نصبته مسؤولاً عنهم وإما طوعاً بالاختيار عبر الانتخاب لذلك يتوجب علينا ان نذكرهم بقول الرسول (ص): «حاسبوا أنفسكم قبلَ أنْ تُحاسَبوا، وزِنُوها قبلَ أنْ تُوزنوا، وتجهَّزوا للعَرضِ الأكبر» فأنتم محاسبون عن كل قرار اتخذتموه فتجهزوا ليوم الحساب.

وأيقنوا ان التهليل للإنجاز الذي تحقق (إذا ما ساعدت وخدمت الظروف ادارة معينة ) وليس للإنجاز أساس ثبات يضمن استمراره مصيره الانصدام بالواقع والبحث عن طوق نجاة للعثرات التي تتوالي بعد الإنجاز والشواهد عديدة لانحدار أصحاب الإنجازات الى مستنقع التشتت وحالات الضياع.

وما نشاهده اليوم من حالات فراغ تعيشها بعض الأندية ليس إلا انعكاس طبيعي لواقع مرير لبيئة طاردة في أنديتنا بشكل خاص وفي رياضتنا بشكل عام، وعلينا ان نوصل رسالة الى من يعنيهم الأمر الذي قانونهم ربما (لا أريكم إلا ما أرى ولا أسمعكم إلا صوتي) ونقول لهم تريثوا ولا ترهقوا أنفسكم وتشغلوها بتبرير أخطاء العناد والمكابرة، واعترفوا قبل ان يستفحل الأمر ويتزايد الغرق في المشكلات وتكبر الصغائر وانبذوا وتجردوا من الاستعلاء على كِبر النفس ورغبتها في البراءة ولو بالمراوغة أو العيش في وهم الانتصار للرأي ...!

أدركوا أننا بعين النور نرى النور وبعين الظلام نرى الظلام وفي انعدام الرؤية تنعدم الرؤية، فكونوا أصحاب رؤية، فالحال يحتاج لوقفة صادقة وحركة مخلصة قبل أن يستفحل هذا النخر في جسد رياضتنا وتعصف الأنواء الفكرية بأدمغة الشباب التي تغلى في المراجل.

آخر سطر ...

تسكين الألم لمدة لا يعني زواله .. بل على العكس إنه يزيد الأمر سوءا عندما ستشعر به في النهاية.