1076447
1076447
العرب والعالم

الـ«آسيان» تدعو «بيونج يانج» إلى ضبط النفس وسط تصاعد التوترات

05 أغسطس 2017
05 أغسطس 2017

وزيرة خارجية كوريا الجنوبية مستعدة للقاء نظيرها الشمالي -

فيتنام تدعو إلى موقف أكثر حزما لتوسع بكين في بحر الصين الجنوبي -

مانيلا-(د ب أ):دعا وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أمس كوريا الشمالية إلى «ممارسة ضبط النفس» ووقف تجاربها الصاروخية، التي تهدد السلام والاستقرار في المنطقة.

وألقت التوترات في شبه الجزيرة الكورية بظلالها على المناقشات في الاجتماعات الوزارية السنوية للآسيان في مانيلا، التي تعقد فيما يحتفل التكتل الاقليمي بالذكرى الخمسين لتأسيسه يوم الثلاثاء المقبل.

وأعرب وزراء رابطة آسيان التي تضم عشرة أعضاء عن «مخاوفهم الخطيرة إزاء تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية»، في أعقاب إطلاق بيونج يانج صواريخ باليستية مؤخرا.

وأضاف الوزراء في بيان «تهدد تلك التطورات بشكل خطير السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.

نحث بقوة كوريا الشمالية على الوفاء على الفور بشكل كامل بالتزاماتها، بموجب قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة».وتابع الوزراء «نؤكد مجددا دعمنا لاخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، بشكل كامل يمكن التحقق منه ولا رجعة فيه بأسلوب سلمي، وندعو إلى ممارسة ضبط النفس وتأكيد أهمية تهيئة الظروف المساعدة لإجراء حوار لنزع فتيل التوترات». ومن المرجح أيضا أن تهيمن القضية على جدول الأعمال، عندما يجتمع وزراء آسيان مع شركائهم في الحوار، من بينهم الولايات المتحدة واليابان والصين وروسيا في أكبر منتدى أمني آسيوي يوم الاثنين المقبل.

وفي بيانهم، لم يتحدث وزراء آسيان عن اقتراح أمريكي محتمل لاستبعاد كوريا الشمالية من المنتدى، لكنهم دعوا بيونج يانج إلى «المساهمة بشكل إيجابي» لتحقيق رؤية المنتدى لإبقاء آسيا والمحيط الهادي «منطقة سلام واستقرار وصداقة ورخاء دائمين».

وأضاف وزراء الخارجية «إننا نؤيد المبادرات الرامية إلى تحسين العلاقات بين الكوريتين تجاه تحقيق سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية».وتابعوا أن «الاسيان مستعدة لأن تضطلع بدور بناء في المساهمة بالسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية». وتضم الآسيان في عضويتها بروناي وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام ولاوس وكمبوديا وميانمار.

وفي بدء الاجتماع الوزاري، قال وزير خارجية الفلبين، آلان بيتر كايتانو إن آسيان أصبحت تعرف بأنها منصة « للتسويات السلمية للنزاعات».وأضاف «على الرغم من حقيقة أنه أحيانا يكون هناك أمور معقدة وحساسة بيننا فإننا نجد طريقة للعيش بشكل سلمي ونعطي لمنطقتنا السلام والاستقرار»، مستشهدا بمبادئ آسيان للحوار والاجماع والتعاون وعدم التدخل.

وطبقا لإطار العمل، فإن مدونة السلوك «ليست أداة لتسوية النزاعات الاقليمية أو قضايا ترسيم الحدود البحرية».وبدلا من ذلك، ستعزز مدونة السلوك «الثقة المشتركة والتعاون..

وتمنع الحوادث وتتعامل مع الحوادث حال وقوعها وتهيئ البيئة المناسبة للتسوية السلمية للنزاعات».وقال روبيسبير بوليفار، المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفلبينية إنه خلال اجتماعهم، أيد وزراء آسيان إطار عمل، سيوجه المفاوضات بين التجمع الاقليمي والصين لوضع مدونة سلوك في بحر الصين الجنوبي.

وأضاف بوليفار أمام مؤتمر صحفي أن «إطار العمل خطوة نحو مدونة سلوك فعالة».

وفي مسودة البيان الذي لم ينته الوزراء منه بعد، قالوا إنهم سيوجهون المسؤولين الكبار «للعمل مع نظرائهم من الصين للبدء في مفاوضات لمدونة سلوك فعالة وموضوعية في أقرب وقت ممكن».وجاء في أحدث مسودة (أعرب بعض الوزراء عن مخاوفهم الخطيرة إزاء البناء الممتد ووجود عتاد عسكري، من بينها عتاد خاص بدول لاتطالب بالسيادة على بحر الصين الجنوبي).

وحذر الوزراء من أن تلك الاجراءات «تصعد التوترات، وتقوض الثقة، وربما تبدد السلام والامن والاستقرار في المنطقة».

كما أبدت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية الجديدة أمس استعدادها لإجراء مناقشات مع نظيرها الشمالي على هامش منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في مانيلا المتوقع أن يندد ببرنامجي بيونج يانج النووي والبالستي.

وقالت كانغ كيونغ وا للصحفيين لدى وصولها إلى مانيلا «إذا حصلت مناسبة، علينا أن نتكلم معا»، بحسب ما نقلت عنها وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.

ومن المقرر أن يشارك وزير خارجية كوريا الشمالية ري هونغ يو في المنتدى السنوي لرابطة آسيان الذي يجمع اعتبارا من اليوم وزراء خارجية 26 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين، فضلا عن الاتحاد الأوروبي، لبحث مسائل الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وبحسب مسودة قرار لرئاسة المنتدى تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنها، فإن المشاركين سيعربون عن «قلقهم الكبير» حيال التجارب الصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية.

ورأت كانغ أن اللقاء مع نظيرها الشمالي سيشكل فرصة «لنعبر للشمال عن رغبتنا في أن يوقف استفزازاته ويتجاوب بصورة بناءة مع عروضنا الأخيرة» بخوض حوار.

وهي تشير بذلك إلى اقتراح تحاور قدمه الرئيس مون جاي إن في يوليو الماضي لأول مرة منذ وصوله إلى السلطة في سول مايو الماضي وهو يعتبر أكثر انفتاحا على التفاوض من الرئيسة السابقة.

من جهتها دعت فيتنام قبل افتتاح المنتدى، دول الرابطة الأخرى إلى تشديد اللهجة حيال طموحات بكين التوسعية في بحر الصين الجنوبي، وذكرت مصادر دبلوماسية أنها تصدت مساء أمس الأول خلال لقاء غير رسمي لوزراء خارجية آسيان لجهود الفلبين من أجل مراعاة بكين في هذه المسألة.

وقال أحد الدبلوماسيين المشاركين لفرانس برس «كانت المحادثات صعبة حقا» مضيفا أن «فيتنام هي الدولة الوحيدة التي تطالب بلهجة أكثر قسوة بشأن بحر الصين الجنوبي. أما كمبوديا والفلبين، فلا تودان تأييد هذا الموقف». ولا يتوقع هؤلاء الدبلوماسيون أن يتم تبني موقف فيتنام.

وتسعى مانيلا منذ وصول رودريغو دوتيرتي إلى السلطة، لتحسين العلاقات مع بكين سعيا لاجتذاب مليارات الدولارات من المساعدات والاستثمارات.