العرب والعالم

أولويات جديدة في الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر

03 أغسطس 2017
03 أغسطس 2017

توحيد «المصطلحات» للوقاية من التطرف في الساحل الإفريقي -

الجزائر - عمان - مختار بوروينة -

أكد مجلس الشيوخ الفرنسي أن بعث العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر قد أضحى واقعا من خلال تحديد أولويات جديدة في مجال الشراكة، مضيفا أن العلاقات الاورومتوسطية من شأنها أن تتعزز بفضل الاستئناف الفعلي للحوار مع بلد له دور حاسم في استقرار المنطقة.

وأوضح التقرير الذي صدر عن لجنة الشؤون الأوروبية حول «الجانب المتوسطي لسياسة الجوار: حالة الجزائر» أن بعث العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر

قد أضحى واقعا من خلال تحديد أولويات جديدة في مجال الشراكة، وأن مراجعة السياسة الأوروبية للجوار في ديسمبر 2015 ساهم في إضفاء حركية جديدة على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر.

وكانت الجزائر قد أعربت بتاريخ 31 أكتوبر 2015 عن رغبتها في تقييم اتفاق الشراكة واصفة إياه بـ «غير متوازن» بالنسبة إليها، وأفضت المفاوضات المباشرة إلى المصادقة على أولويات جديدة للشراكة خلال مجلس الشراكة الـ 10 المنعقد ببروكسل يوم 13 مارس الماضي.

وخلال زيارته إلى الجزائر في يوليو أشار المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسيع، جوهانس هان، إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه للجزائر في جهودها الرامية إلى تنويع اقتصادها وتحسين جو الأعمال، وقام الطرفان بتحديد حوالي عشرين مشروعا بقيمة تفوق 200 مليون يورو لدعم تنويع الاقتصاد الجزائري بحيث تم تجسيد البعض منها.

وأشار تقرير مجلس الشيوخ أن السلطات الجزائرية يبدو وأنها تريد تعميق علاقاتها وترقية موقعها الجغرافي ومساهمتها في السياسة الطاقوية للاتحاد الأوروبي، معتبرا مراجعة سياسة الجوار قد ساهمت في تحقيق التقارب بين الطرفين الذي أضحى ضروريا لتطوير مقاربة أكثر براغماتية، وأن نجاح الانتقال الاقتصادي الذي تريده الحكومة الجزائرية لمواجهة تراجع أسعار البترول يتوقف على مدى قدرتها على أن تكون أكثر انفتاحا واستقطابا.

على صعيد آخر، فتحت الجزائر ملف” حرب المصطلحات” المتعلقة بالإرهاب والتطرف في منطقة الساحل من خلال رابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل، وذلك بوضع دليل خاص للأئمة والدعاة والعلماء وتحديد المفاهيم على غرار مصطلحات الجهاد والولاء والعمل المسلح والإرهاب والتطرف.

وأوضح الأمين العام للرابطة أن أعضاءها بصدد إعداد دليل في إطار محاربة التطرف والعنف في منطقة الساحل، من خلال استهداف المصطلحات التي تعد منطلقا لأصحاب المغالاة والتشدد بالتحديد والتفسير، مشيرا إلى اتفاق الدول الأعضاء خلال ورشات سابقة عقدت هذه السنة على مبدأ توحيد الخطاب الديني في المنطقة، ووضع دليل لكل المتعاملين في الحقل الديني والإعلامي والتعليمي لتحديد مفاهيم تصب في الوقاية من التشدد والشبهات حول الإسلام والنصوص الشرعية المتعلقة بالمصالحة والتسامح. وكشف، يوسف بلمهدي، عن التحضير لعقد ورشة قادمة حول محاربة التطرف في منطقة الساحل بدولة نيجيريا والتي ستشهد تجسيد هدف الدليل الموحد لدعاة وأئمة الساحل لإفشال أولى خطوات تجنيد الشباب في الشبكات الإرهابية من خلال مصطلحات معينة تستعمل لاستمالة الشباب.

وتعقد رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، دوريا اجتماعاتها من أجل وضع برامج عمل، بالإضافة إلى برنامج تكويني للأعضاء المنتمين إليها من أجل مواجهة التطرف في دول المنطقة.