1068726
1068726
مرايا

زنجبار .. جزيرة أسطورية تنهض من جديد

02 أغسطس 2017
02 أغسطس 2017

استقبلت خلال العام الماضي 300 ألف سائح -

تشهد زنجبار حاليا طفرة سياحية بعد عقود طويلة من السبات بفضل إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو. وتمتاز هذه الجزيرة الاستوائية، التي تقع قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا، بالشواطئ الرملية الناعمة والمياه الفيروزية الرقراقة.

مع غروب الشمس يجلس معظم السياح على الشواطئ الشهيرة أو شرفات الفنادق الجديدة للاستماع بلحظة غروب الشمس في مياه المحيط الهندي، ومع حلول المساء تصدح النغمات المتنافرة في جميع أرجاء البلدة القديمة؛ حيث يسمع السياح موسيقى الراب الغربية في مطعم “تاتو” المطل على البحر، بالإضافة إلى أصوات الأجراس الصادرة من المعابد الهندية، بينما يرتفع صوت الآذان من المساجد القريبة ليدعو الناس لأداء الصلاة. وتشير هذه الأجواء إلى تمتع جزيرة زنجبار بمزيج رائع بين الأصالة والحداثة، وهو ما يميزها عن الجزر الفاخرة الأخرى في المحيط الهندي.

وتقع جزيرة زنجبار على مسافة 40 كم من سواحل تنزانيا، وتتمتع هذه الجزيرة بحكم شبه ذاتي، وقد استقبلت خلال العام الماضي 300 ألف سائح، وعلى العكس من موريشيوس وجزر المالديف تشهد زنجبار طفرة كبيرة في أعمال البناء على غرار ما يحدث في كوبا. وأشار سعيد سالم إلى أن هذه الأعمال تعتبر علامة على عصر الانفتاح، حيث بدأ السباق بين المستثمرين للاستفادة من الفرص في الجزيرة.

البلدة القديمة

وبحسب ما جاء في وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فقد قد تم تأسيس البلدة القديمة في زنجبار، والتي تحمل اسم “ستون تاون” منذ أكثر من 1000 عام، وتندرج اليوم ضمن قائمة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو، ويمكن للسياح الاستمتاع بسحر وروعة الحياة العصرية في زنجبار في شرفات الفنادق الأسطورية مثل “إيمرسون أون هورومزي”، والذي استقبل في فترات سابقة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والممثل العالمي جوني ديب.

ويرجع سر تسمية البلدة القديمة في زنجبار باسم ستون تاون إلى كثرة المباني المشيدة من الحجر المرجاني، والتي تضم أكثر من 2000 من قصور السلاطين العربية السابقة ومنازل التجار الهنود والمحال التجارية، ويعود تاريخ إنشاء معظم هذه المباني إلى 100 أو 150 عام.

وتعتبر البلدة القديمة بمثابة متحف مفتوح، ولكنه نابض بالحياة، وتشهد المدينة إقامة مهرجان سنوي في الهواء الطلق ويستقطب اكثر من 20 ألف زائر، وتزخر متاجر المدينة بإبداعات المصممين من الشباب، والتي تحمل الموضة الإفريقية العصرية.

ثوب الحداثة

وأشار بارموك سينج إلى أن زنجبار تسعى حاليا لارتداء ثوب الحداثة؛ حيث أدى التحسن في مجال السياحة والضغط من الأمم المتحدة إلى هذه التغييرات الكبيرة، التي تشهدها الجزيرة؛ حيث هددت اليونيسكو خلال 2016 بسحب تصنيف زنجبار من قائمتها بسبب الإهمال، وهنا قامت السلطات بتنظيف المساحات الخضراء العامة لأول مرة منذ سنوات.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد تم تقديم طلبات تراخيص لعشرات الفنادق في البلدة القديمة؛ حيث يتولى المستثمرون من القطاع الخاص عملية تطوير المدينة، التي عانت من الخمول لفترة طويلة، ومع ذلك فقد أكد المهندس المعماري الشهير أبدول شريف أن الوقت قد فات لإنقاذ الموروث الإنساني بالبلدة القديمة، وأشار إلى أن 85% من البلدة القديمة قد ضاع بغير رجعة، علاوة على أن “بيت العجائب” المهيب مغلق منذ فترة طويلة بسبب خطر تعرضه للانهيار في أي لحظة.

وانتقد مفتشو منظمة اليونيسكو إنشاء فندق “بارك حياة” الجديد على حافة البلدة القديمة، والذي أدى إلى تدمير الأفق بجزيرة زنجبار القديمة، ودعا الخبراء إلى تفكيك جزئي للمبني. وينبهر الكثير من السياح في زنجبار بالثراء التاريخي، الذي تتمتع به الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، ويفضل معظم السياح تقسيم الإجازة بين البلدة القديمة والشواطئ الحالمة المنتشرة على الساحل الشمالي والشرقي من الجزيرة.

وقد ظلت زنجبار لفترة طويلة وجهة للسياح من الصفوة، الذين يرغبون في قضاء عطلة مريحة كما في سبا “مريمبو”؛ حيث شهدت صاحبة المنتجع الصحي شتيفاني شويتز التحول في زنجبار وعاشت بها لأكثر من 15 عاما، وأشارت إلى أنه من المحتمل خلال 10 أعوام أن تخلو البلدة القديمة من السكان المحليين، غير أن الصحفي فريدي حامد يرى بأن الجزيرة ستشهد تعايشا بين السكان والسياح في سلام وأمان.