روجر مور: أنا شخص أشبه ما يكون بالجبان رغم أنني أبدو قاسيا

« التليجراف « أعادت نشر حوارها معه تكريما لرحيله -

القاهرة - مريم عاشور -

رحل عن عالمنا منذ فترة قليلة الفنان البريطاني، روجر مور، وهو واحد من أشهر أيقونات السينما الأمريكية والبريطانية، إذ اشتهر بتجسيده شخصية العميل السري «بوند» في سلسلة «جيمس بوند» الشهيرة، وهو صاحب أكبر عدد من الأجزاء في تلك السلسلة،7 أجزاء، كما اشتهر بدوره في مسلسل «القديس “The Saint مجسدا شخصية «سيمون تمبلار» الذي استمر عرضه لسنوات، وحصل روجرعلى وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد أو (سير)، وعين سفيرا للنوايا الحسنة بمنظمة اليونسيف عام 1991، وتكريما لرحيله أعادت صحيفة «التليجراف» البريطانية نشر حوارا أجرته معه ونشر في نوفمبر من العام الماضي.

• أنت أكثر فنان لعب دور جيميس بوند بين كل أقرانك الذين لحقوك، وأكثر من أعجب به الجنس اللطيف في سلسلة أفلام العميل السري «بوند» هل شعرت من قبل بضغط على «هويتك الذكورية» بسبب ذلك؟

(يجيب ضاحكا وبصوته المترف الجهوري) حسنا، أنا لم أفكر في هذا الأمر من قبل.

• بالتأكيد تفوقت على الكثير من الرجال من حيث الوسامة في العديد من الاستفتاءات؟

في مراهقتي كنت شابا خجولا للغاية، لذا قمت باختراع شخصية «روجر مور» وكنت خجولا أيضا، ولا أعرف لماذا يخجل البعض، والبعض الآخر لا يخجل، فهناك من تحمر وجوههم من الخجل بسهولة!

• هل كنت شابا واثقا من نفسك مع الجنس الآخر، أم أنك كنت تخجل أمامهن أيضا؟

لا، كنت بالتأكيد لا أملك تلك الثقة المطلقة في النفس أمام النساء، ولكنني نلت بعض الحظ في بعض الأحيان، وذلك مع عدم ثقتي بنفسي.

• نشأت في أسرة سعيدة، وكنت طفلا وحيدا لأب يعمل شرطيا، وأم ربة منزل، ترى ما الذي جعلك شابا مهتزا في ثقته بنفسه؟

في الغالب، بسبب أنني كنت سمينا قليلا وأنا طفل، وكنت شغوفا بالحلوى مثل المحمصات، ومخفوق حليب الشوكولاتة، وأذكر أن والدي كان يشدني من حزامي بنطال الزي المدرسي الضيق عندما نخرج ويقول «أنت تشبه حقيبة من البطاطس الممتلئة والمربوطة بضيق وقبيحة من المنتصف» أعتقد أن قلة ثقتي بنفسي بدأت من هنا.

• رويت في سيرتك الذاتية بعنوان «My Word is My Bond» بسخرية شديدة أنه طلب منك أن تخسر بعض الوزن حتى تلعب دور الجاسوس «إيان فلامينج»، ولكن حاليا أصبح الشباب مهووسا بفكرة الحصول على عضلات المعدة المشدودة.

نعم، جميعهم يرغبون في تلك المعدة المشدودة، ولكنني لم أمتلك قط هذا الشغف، فعندما بدأت في هوليوود كان على أن أذهب إلى الجيم (صالة الألعاب) وذلك حتى أصبح بنفس شكل «دانييل كريج» ولكنني لم أصل لذلك الحد.

• بعد أن انتهيت من تأدية شخصية «جيمس بوند» عام 1973 في آخر جزء لك « Bond in Live and Let Die» وتولى شون كونري من بعدك، متخذا آليتك في تجسيد بوند منهجا له. إلى مدى يتشابه «بوند» بشخصيته الهادئة اللافتة للأنظار مع شخصيتك؟

بوند يشبهني تماما، فـ(جيمس بوند) الخاص بي لم يختلف كثيرا عن دوري في The Saint أو Persuaders، فقد قصدت أن أجعل كل تفاصيل الشخصيات تشبهني أنا وتبدو مثلي.

• إذا تسنت لك فرصة القيام بدور «بوند» مرة أخرى هل كان الأمر سيختلف كثيرا؟

سيختلف كثيرا جدا، قد أقوم به وأنا على كرسي متحرك، ولكني لن أغير من الطريقة الساخرة التي لعبته بها، فلم أقتنع قط بأن «بوند» جاسوس أو عميل «سري»، إذ أنه كان معروفا في كل مكان يدخله، حتى مشروبه المفضل، الجواسيس بلا وجوه.

• صرحت من قبل أنك لم تحب الجزء العنيف المتعلق ببوند، وفكرة الشاب مفتول العضلات، وكان ذلك يدفع المخرجين أن يملوا عليك إظهار عنف أكثر.

أذكر المخرج جاي هاميلتون، وهو يرغب في أن أكون أكثر قسوة مع الفنانة ماود أدامز، في ذاك المشهد الذي كنت أطلب منها معلومات، فبدأت بالضغط على معصمها، وهو ما لم أحبه قط، وكان جاي يقول: يجب أن تقوم بهذا، دعها تصرخ من كثرة الألم في ذراعها، وأنت عليك أن تقول لها إنك ستكسره، وأن تقصد ذلك!، لذا قمت بذلك لتلك اللحظات الوجيزة فقط ، ولكني لم أستمتع بذلك إطلاقا.

• وبالنسبة لرجل (بوند) كان عليه أن يتخلص من أعدائه، ويتبع العنف في بعض الأحيان، رغم أنك شخصا هادئا بشكل مذهل، هل تعاركت من قبل؟

لا، لا، فأنا شخص أشبه ما يكون جبانا، رغم أنني أبدو قاسيا.

• رويت من قبل أن زوجتك الأولى «دورن فان ستين» قذفتك بطبق فنجان، وزوجتك الثانية كسرت جيتارا على رأسك، ورغم ذلك تكره المواجهة.

أنا لست شخصا مجادلا، أنا أبغض التوتر، وأفضل أن أسير بعيدا عن أن أدخل في مباراة من الشجار والنقاش.

• من شخصية خاضت تجربة الزواج أربعة مرات، وبالحديث عن أنك شخص سهل التعامل معه، هل تعلمت كيف تتعامل كرجل من خلال زيجاتك؟

حسنا، لا أعتقد أنني تعلمت كثيرا، وإلا ما كنت تزوجت أربع مرات، ولكن ما تعلمته بحق، وهو ما أذكره مازحا دائما، أنه عليك بتلك الكلمة في نهاية الحديث «حسنا، يا عزيزتي».

• وهل تتفق زوجاتك على حقيقة أنك تكره المواجهة؟

(يضحك من قلبه) نعم، بالتأكيد.

• ومن تراه النجم القادم الذي يصلح للقيام بدور «بوند»، اختر بين توم هادلستون وأديان ترنر؟

قد يكون شخصا مزيجا بين الاثنين ولا أعرف إذا كان دانييل كريج سيعود لبوند مرة أخرى أم لا، ولكنني أتمنى أن يعود ويحصل على 100 مليون دولار أمريكي.

يذكر أن مور رحل في 23 من مايو الماضي عن عمر يناهز التسعين عاما بعد صراع مع مرض سرطان البروستاتا، تاركا في أذهان محبيه العديد من الأعمال التي لا يمكن نسيانها، وتاريخا طويلا من الأعمال المحفورة في ذاكرة السينما.