مرايا

مسجد كوبه .. المسجد الصامد أمام الكوارث باليابان

02 أغسطس 2017
02 أغسطس 2017

مسجد كوبه هو مسجد يقع في مدينة كوبه اليابانية (أحيانا تكتب بـ كوبي) وهو من أقدم المساجد في اليابان، وقد بني المسجد على يد مجموعة من الاتراك، التتار والهنود التجار في عام 1935 م الذين قطنوا المدينة، حيث كانت مدينة كوبه من أهم المراكز التجارية مع العالم الخارجي في ذلك الوقت، وأنشئ المسجد على يد المصمم التشيكي يان يوسف، وبني على الطراز التركي، وموّل المسجد من خلال التبرعات التي جمعها المسلمون باليابان عام 1928 وافتتح عام 1935م.

يعتبر مسجد كوبه أول مسجد باليابان، ومن أحد معالم مدينة كوبه لقدمه، ويعد من المباني القليلة التي صمدت في تاريخ كوبه العاصف، حيث ظل صامدا متحديا للقصف الجنوني لسلاح الجو الأمريكي في الحرب العالمية الثانية عام 1945م والذي هدم المدينة بأكملها، لكنه لم يصب المسجد سوى ببعض الشقوق، وأسفر عن تحطيم بعض نوافذه.

لذلك أخذه الجيش الياباني على انه ملجأ في خضم الحرب العالمية الثانية، حيث صودر المسجد عام 1945 من جانب البحرية الإمبراطورية اليابانية، ولجأ الجنود اليابانيون إلى سرداب المسجد، ونجوا من القصف الجنوني لسلاح الطيران الأمريكي بعد هجوم اليابانيين على “بيرل هاربر”، وكذلك أصبح المسجد المكان الآمن لتخزين الأسلحة، كما تحول إلى ملجأ لضحايا الحرب.

الزلزال

ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي يختبر فيها المسجد حيث صمد المسجد في عام 1995 عندما ضرب اليابان زلزال “هانشين العظيم” أو كما يسمى زلزال (كوبه) والذي يعتبر ثاني أسوأ زلزال في تاريخ اليابان، والحرائق التي أتت بعد الزلزال، ولكن حتى الآن لا يزال المسجد قائمًا أمام الكوارث التي تقف أمامها اليابان في عجز تام، وهو ما يجعل اليابانيين أنفسهم ينظرون للمسجد بتعجب من صموده الرهيب.

والمثير للدهشة أن حرب أكتوبر في مصر، كانت سببا في انتشار الإسلام في اليابان عندما بدأت “أزمة النفط” العالمية عام 1973، ففي ذلك الوقت قدمت وسائل الإعلام اليابانية دعاية مجانية دون أن يشعروا للعالم العربي وللإسلام بعدما أدركوا أهمية هذه البلدان للاقتصاد الياباني.

وأتاحت هذه الدعاية الفرصة لأول مرة للعديد من اليابانيين -الذين لم يكن لديهم أدنى فكرة عن الإسلام- فرصة لرؤية مشهد الحج في مكة المكرمة وسماع الأذان، والتلاوات القرآنية في التلفاز الياباني.