عمان اليوم

ندوة شرعية وطبية تناقش تحديات مواجهة «الإيدز» بالسويق

02 أغسطس 2017
02 أغسطس 2017

كتب - حسن بن سالم الرئيسي -

نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بجامع السلطان قابوس بالسويق مؤخرا ندوة شرعية طبية عن مرض نقص المناعة المكتسبة « الإيدز » حاضر فيها كل من الشيخ عبد الله بن سعيد القنوبي إمام الجامع ، وسالم بن علي الخروصي ممرض جناح والقائم على برنامج نقص المناعة المكتسب بمجمع صحي السويق.

وتحدث الشيخ عبد الله القنوبي عن الجوانب الشرعية لتجنب الوقوع في مثل هذه الأمراض منها تحصين الفرد والأسرة والمجتمع بالأخلاق والإيمان والمراقبة لله في كل أعماله ، وتحصين الأعراض وغض الأبصار عما لا يحل.

وتحدث بالقول ان من قواعد الدين الإسلامي تحصين الأعراض بالزواج المقدس الطاهر والبعد عن كل العلاقات المحرمة ولذا يقول تعالى { ولا تقربوا الزنا } أي ولا تقربوا من كل ما يؤدي إليه من علاقات محرمة أو خلوات أو كشف عورات أو التساهل في التواصل الذي يضيع الأخلاق الفاضلة.

وحث القنوبي على الاستغلال الأمثل لوسائل التعارف الحديثة والتواصل الاجتماعي ، وأن يربى الأبناء والشباب والفتيات على استغلالها في كل خير، والحذر ممن يقتنص من خلالها الضحايا ويغرر بالأبناء كالترويج للعلاقات المحرمة والأفلام الخادشة للحياء وانتشار المخدرات.

من جانبه تحدث سالم بن علي الخروصي عن عدد من الجوانب المتعلقة بنقاط المحاضرة بينها التعريف بالإيدز

معرفا بأنه مرض فيروسي يصيب الجسم ويقضي على مناعة الجسم ، منوها أن الفيروس بنفسه لا يسبب مشاكل ولكن ما يحصل بسبب الفيروس تأتي أمراض نسميها انتهازية بحيث لا تأتي للشخص السليم المعافى إنما تأتي للشخص الذي تنزل مناعته لدرجة كبيرة ويقضي على جهاز المناعة ، وتم الإشارة إلى أن الفيروس ودورته في جسم الإنسان

تمتد إلى فترة حضانة الفيروس بعد الإصابة من 3 أسابيع وحتى 3 أشهر تسمى الفترة الشباكية (النافذة) وفي هذه الفترة يستطيع الشخص الفحص والتأكد من نفسه . أما عن طرق تنقل المرض، فيتم عبر الاتصال الجنسي بمختلف أنواعه والدم الملوث بالإيدز (نقل الدم) من الأم المصابة لجنينها وينتقل مع الأشخاص مدمني المخدرات.

بالإضافة إلى نقل الأعضاء من شخص مصاب لشخص سليم مؤكدا بأن هناك طرقا لا تنقل الإيدز بينها المعايشة اليومية والمصافحة والرذاذ من السعال والعطس واستعمال الحمامات العامة وأحواض السباحة.

وتحدث الخروصي عن الفرق بين حامل الفيروس ومريض الإيدز ، مشيرا إلى أن حامل الفيروس لا تظهر عليه الأعراض حتى أكثر من عشر سنوات وهذا يعتبر خطرا على المجتمع ، حيث ممكن له أن يتزوج ويمكن أن يمارس ممارسات خاطئة ولا يمكن اكتشاف حامل الفيروس إلا بإجراء الفحص الخاص بالإيدز.

أما مريض الإيدز الذي سيطر عليه المرض فإن الأعراض تظهر عليه ومنها تقرحات في اللسان والشفايف ، وإسهال ، وحمى لا تفارقه ، ضعف في الجسم ، نقص في الوزن وهذه تكون مرحلة المرض.

ونوه المحاضر إلى أهمية رفع الوعي بين أفراد المجتمع عن مرض الإيدز. مقدما إحصائيات محلية وعالمية وذكر الخروصي أنه توجد لدينا حالات مسجلة ، ولكن ما زالت السلطنة من أقل الدول التي فيها حالات جديدة.

موضحا أن هذا المرض صُنِف بكونه مرضا مزمنا غير قاتل مثله مثل مرض السكر والضغط ، كما أن مريض الإيدز يستطيع أن يعيش لسنوات طويلة بأخذ الأدوية المضادة للفيروس ويستطيع أن يعمل وينتج ويتزوج ويعيش حياته الطبيعية أما عن الفحص الطوعي ( السريع ) فهو متوفر في جميع محافظات السلطنة بكل سرية وبدون اسم الشخص وفي خلال أقل من خمس دقائق وشدد الخروصي على أهمية الفحص المبكر.

دور وزارة الصحة

خصصت وزارة الصحة في كل محافظة من محافظات السلطنة وبعض الولايات أطباء ومرشدين نفسيين لهذا المرض ليقوموا بدورهم في معالجة الأشخاص المصابين هم وعوائلهم وإرشادهم وتوجيههم التوجيه الصحيح الصحي حيث تم تدريب هؤلاء تدريبا خاصا في البرنامج كما يقومون بعمل محاضرات وتوعيات للمجمتع كما تم التشديد على رفع الوصمة والتمييز عن مرضى الإيدز ، وإيلاء عناية بالفحص ما قبل الزواج وأهميته.

بالإضافة إلى أهمية أخذ الأدوية المضادة لفيروس الإيدز حيث اثبتت هذه الأدوية المضادة فعاليتها ونتائجها الإيجابية مع المتعايشين بهذا المرض ، وساهمت في تحسن حالتهم الصحية كما رفعت المناعة وقللت الفيروسات في جسم المتعايش بهذا المرض وأدرجت وزارة الصحة من ضمن فحوصات المرأة الحامل فحص الإيدز وظهرت حالات نُقِلَ لها المرض من قبل الزوج في أول حمل لها، ومن هنا يجب تطبيق فحص ما قبل الزواج لكي نتفادى هذه الحالات.

بعد ذلك فُتِح المجال للنقاش من قبل الحاضرين رجالاً ونساءً بطرح أسئلتهم ونقاشاتهم وقد تم الإجابة عليها من قبل المحاضرين الكريمين .

يذكر أن الندوة لقيت ترحيباً كبيراً وحضوراً وطالب الجميع بتكثيف مثل هذه الندوات التي تمس حاجة المجتمع إليها كما حضر الندوة مجموعة من ذوي الإعاقة « الصم والبكم » حيث تبرع أحد الحضور بترجمة محاور الندوة بلغة الإشارة، يذكر أن أنشطة جامع السلطان قابوس بالسويق سوف تستمر من خلال إقامة عدد من المناشط والمحاضرات مما يعزز خدمة المجتمع.