Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

الاهتمام العماني بالتراث

01 أغسطس 2017
01 أغسطس 2017

في تعقيبه على اختيار المركز العربي للاعلام السياحي له ، ليحمل لقب ( رجل التراث العربي ) لعام 2017 ، أكد معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية أن الفكر القيادي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – ووقوف المجتمع والشعب معه منذ فجر النهضة المباركة ، جعل من عمان « نموذجا نعتز به « . نعم استطاعت عمان بفكر وتوجيه جلالته ، وبتكاتف وتماسك وتعاضد أبنائها ، تحت راية جلالته وخلف قيادته الحكيمة ، ان تكون نموذجا ، باهرا ومتميزا ، ليس فقط في مجال واحد ، ولكن في مجالات عدة ، تلتقي جميعها للنهوض بالوطن والمواطن ، وتحقيق حياة كريمة ، يشعر فيها المواطن بذاته ، ويعتز بانتمائه ، ويثق في حاضره ومستقبل أبنائه ، حيث تتوفر له سبل التقدم والازدهار ، وعلى نحو يحقق استمرارية الماضي والحاضر والمستقبل .

ومن هنا استطاعت السلطنة ، وبفضل الفكر السامي لجلالة السلطان المعظم ان تحقق التواؤم بين العناية بالتراث العماني ، المادي وغير المادي ، وبما يحفظ للوطن والمجتمع ذاكرته الوطنية والتاريخية ، واسهامه الكبير في الحضارة الانسانية على امتداد التاريخ ، وبين الأخذ بمعطيات الحاضر والتقدم العلمي والانساني في مختلف المجالات ، وهو ما مكن أبناءنا وبناتنا من التعامل مع كل معطيات العصر بتطوره المتواصل ، مع الحفاظ على السمات المميزة للشخصية العمانية ، وعلى التقاليد الاصيلة للمجتمع العماني . ويظل ذلك من الأسس التي تمكن المجتمع العماني من تقديم نموذج خاص به ، وعلى نحو أدهش ويدهش الكثيرين ، سواء فيما يعيشه من أمن وأمان وطمأنينة يتمتع بها كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة ، بما في ذلك السائحون والزائرون والعابرون والمستثمرون ، او فيما تقدمه الدولة العمانية من نضج واتزان وبعد نظر في التعامل مع مختلف المواقف والتطورات ، في المنطقة وخارجها ، او فيما يتحقق من منجزات تتحدث عن نفسها في كل المجالات . وكما قال معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية فان « بلادنا لازالت تحتفي بارث وتراث عريق ، فالسياسة ليست فقط عمرانا وطرقا وغيرها ، السياسة يجب ان تتبنى أفكارا لبناء أجيال تحب بعضها بعضا ، تعيش في ألفة ومحبة ووئام مع جميع الشعوب الأخرى .» وتقدم عمان نموذجا نعتز به بالتأكيد في هذا المجال ، ومن ثمار ذلك أن عمان ، قيادة وشعبا ومواطنا ، تحظى بتقدير عميق ، من جانب الدول والشعوب الأخرى ،شقيقة وصديقة في المنطقة وعلى امتداد العالم . من جانب آخر فان المركز العربي للاعلام السياحي الذي دشن مقر المكتب التنفيذي له في مسقط ، يقوم بجهد نحتاج اليه على الصعيد العربي ، ليس فقط لتحقيق مزيد من التقارب والتفاهم والتعريف بالمقومات السياحية في الدول العربية ، ولكن أيضا لنجعل من السياحة البينية العربية سبيلا آخر لتعزيز وتعميق الأواصر بين شعوبنا العربية ، وبما يساعد على تحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة ، وهو أمر لا غنى عنه للتغلب على كثير مما نواجهه ونتعرض له من صعوبات وتحديات، تحتاج الى مزيد من التفهم المتبادل والتقارب بين الأشقاء في السياحة والمجالات الأخرى أيضا .