1073484
1073484
العرب والعالم

مقاتلو النصرة واللاجئون يغادرون منطقة الحدود اللبنانية السورية إلى إدلب

31 يوليو 2017
31 يوليو 2017

الجيش السوري يصل إلى ضفاف الفرات لأول مرة منذ 4 أعوام -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

وصلت قوافل حافلات أمس لنقل الآلاف من متشددي جبهة النصرة ومن اللاجئين من منطقة الحدود اللبنانية إلى سوريا في إطار اتفاق تبادل الأسرى مع جماعة حزب الله اللبنانية.

وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله إنه في إطار اتفاق محلي لوقف إطلاق النار بين حزب الله والمتشددين سيرحل نحو تسعة آلاف مقاتل وأقاربهم إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة في سوريا.

ويشمل الاتفاق مغادرة جميع متشددي جبهة النصرة من منطقة الحدود الشمالية الشرقية للبنان قرب بلدة عرسال وكذلك أي مدنيين في مخيمات اللاجئين القريبة يرغبون في المغادرة.

وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله: «بدء وصول الحافلات التي ستنقل مسلحي جبهة النصرة وعائلاتهم».

وأضافت: إن القوافل جاءت من الأراضي السورية واتجهت إلى مواقع للجيش اللبناني مشيرة إلى أن عربات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري وصلت إلى الجهة المقابلة من الحدود.

وأظهرت لقطات مصورة من منطقة الحدود العشرات من الحافلات البيضاء وهي تشق طريقها عبر التلال القاحلة. وشاركت جمعية الصليب الأحمر اللبنانية في توفير الإمدادات اللازمة.

وتمت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بوساطة جهاز لبناني للأمن الداخلي أمس الأول حيث تبادل الجانبان جثامين مقاتلين لقوا حتفهم في الاشتباكات بينهما.

وقال مصدر أمني لبناني: إن 200 متشدد مع مئات من أفراد أسرهم فضلا عن أكثر من خمسة آلاف لاجئ سيغادرون المنطقة أغلبهم إلى إدلب الخاضعة للمعارضة.

وأضاف المصدر: إن جبهة النصرة ستطلق سراح ثمانية مقاتلين بحزب الله في إطار الاتفاق كان ثلاثة منهم احتجزوا في الأيام الماضية والخمسة الآخرين في سوريا. وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله إن الجانبين سيتبادلان الأسرى قرب حلب الخاضعة للمعارضة.

وقالت ليزا أبو خالد المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والتي لا تشارك في الاتفاق إن المفوضية تحاول الوصول إلى اللاجئين في منطقة عرسال لمعرفة ما إذا كانوا يعودون طواعية.

من جهة أخرى، وصل الجيش النظامي السوري والمسلحون الموالون له إلى ضفاف نهر الفرات، وسيطر على عدد من البلدات والقرى جنوب شرق محافظة الرقة شمال شرق سوريا. وقال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): إن « الجيش السوري وقوات العشائر وصلوا لأول مرة إلى ضفاف نهر الفرات، وسيطروا على عدة تلال ومرتفعات حاكمة وبلدة الغانم العلي وقرى الجبيلي والرابية وحويجة شنآن. وأفاد المصدر بأن القوات الحكومية تحاصر الآن باقي عناصر تنظيم (داعش) في بلدات زور شمر والصبخة والشريدة والجبلي والرحبي ورجم هارون وتل المرود «. وأضاف المصدر أن مسلحي داعش يتخذون من المدنيين دروعا بشرية ما يؤخر تقدم الجيش. ويقاتل إلى جانب القوات الحكومية مسلحي العشائر وهم من أبناء محافظة الرقة.

وقالت مصادر معارضة: إن قتلى وجرحى سقطوا جراء قيام انتحاري يرتدي حزام ناسف بتفجير نفسه أمام أحد المقرات التي تستضيف اجتماعا لقيادات فصائل معارضة مع وجهاء عشائر في قرية النجار بريف حلب الجنوبي، وإن 4 قتلى سقطوا وأصيب آخرون أمام إحدى المقرات العسكرية خلال اجتماع لقيادات من فصيلي أحرار وتحرير الشام مع وجهاء عشائر في المنطقة.

ودخلت قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، إلى بلدة النشابية في منطقة المرج بالغوطة الشرقية لدمشق للمرة الأولى منذ سنوات من الحصار. وقالت مصادر إعلامية: إن 17 شاحنة تحتوي مواد إغاثية وغذائية وأدوية دخلت الغوطة الشرقية من جهة معبر الوافدين، على أن تخصص لبلدة النشابية فقط، وأن القافلة تابعة لمنظمات أممية ولا علاقة لها بالمساعدات الروسية التي تم إدخالها مؤخرًا لمنطقة الغوطة، بموجب اتفاق خفض التوتر في المنطقة. وكانت قافلة مساعدات أممية دخلت منطقة دوما قبل 3 أيام عبر مخيم الوافدين أيضا.

وكانت روسيا أعلنت قبل أيام عن إرسال 3 شاحنات مساعدات تحمل على متنها 15 طنًا من المساعدات، بينها 13 طنًا من المواد الغذائية، و2 طن من الأدوية إلى مسلحي المعارضة. ويأتي إيصال المساعدات للغوطة الشرقية بريف دمشق، بموجب اتفاق تم التوصل إليه في مصر، خلال مفاوضات مع ممثلي المعارضة المسلحة، لإنشاء آلية لوقف التصعيد في الغوطة، وإيصال قوافل المساعدات للمنطقة.

ودخلت 16 شاحنة مساعدات إنسانية، تابعة للأمم المتحدة، من ولاية هطاي التركية (جنوب)، إلى محافظة إدلب السورية عبر معبر (جلوة غوزو) التركي، المقابل لمعبر (باب الهوى) السوري وتتضمن المساعدات احتياجات أساسية للمدنيين في مدينة إدلب، والقرى المحيطة بها.

وفي سياق آخر، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين، مجلس الأمن والأمم المتحدة بحل التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مجددة اتهامه بارتكاب مجازر بحق المدنيين في سوريا.

وقالت الوزارة في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، «يواصل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوري عبر الغارات الجوية التي يقوم بها بشكل يومي وخاصة في محافظات الرقة والحسكة وحلب ودير الزور وذلك بطريقة منهجية ومستمرة ونمطية منذ بدء تدخله غير المشروع بهدف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة في الجمهورية العربية السورية بتاريخ 23 سبتمبر 2014».

وفصلت الرسالتان ما ارتكبه التحالف من مجازر في سوريا، وقالت «ارتكب التحالف الدولي مجازر بحق المدنيين في قرى وبلدات ومدن كشكش جبور وكشكش زيانات في محافظة الحسكة.. والكشكية والميادين والطيبة والبوكمال في محافظة دير الزور وذلك بتاريخ 3 و12 و18 و24 و27 و29 و30 يوليو 2017 حيث استهدف الطيران الحربي الأمريكي وطيران التحالف الأحياء السكنية ومنازل المدنيين في هذه القرى والبلدات والمدن بالصواريخ والقنابل ما أسفر عن مقتل وجرح المئات من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ».

وكان 6 قتلى و10 جرحى سقطوا جراء قصف شنه طيران التحالف الدولي، ضد تنظيم (داعش)، على مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، عقب يوم من مصرع 10 مدنيين على الأقل وإصابة آخرين جراء قصف طيران التحالف الدولي على منطقة الميادين في دير الزور.

وتابعت الوزارة: «كما ارتكب طيران التحالف الأمريكي ثلاث مجازر بحق المدنيين السوريين بتاريخ 27 و28 و29 يونيو 2017 في بلدة الصور وقرية الدبلان ومدينة الميادين في محافظة ديرالزور ما أسفر عن مقتل أكثر من 90 مدنيًا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ حيث استخدم التحالف الدولي في هذه الاعتداءات قنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا وقام أيضا بتاريخ 9 يونيو 2017 باعتداءات على منازل المدنيين في أحياء المشلب والصناعة والسباهي في محافظة الرقة ما أسفر أيضا عن مقتل 18 مدنيًا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ».

وأضافت: «تدعو حكومة الجمهورية العربية السورية إلى حل هذا التحالف غير المشروع الذي تأسس دون طلب من الحكومة السورية وخارج إطار الأمم المتحدة».

وطالبت الوزارة في رسالتيها مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووقف جرائم هذا التحالف بحق الشعب السوري وإلزام كل الدول بتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب ولا سيما القرار 2253-2015.

وأكد التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، أنه لم ينفذ غارات جوية على مواقع قرب الميادين في دير الزور بتاريخ 29 يوليو الماضي.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: إن التعاون الروسي - الأمريكي فيما يخص الملف السوري، شهد تحسنا في الفترة الأخيرة. وأضاف ريابكوف: «في الواقع نحن نعمل في الفترة الأخيرة بشكل أكثر إيجابية حول سوريا»، معربًا عن أمله في ألا ينحصر التعاون الإيجابي في الملف السوري فقط.

ولفت نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن «الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول منطقة خفض التوتر في جنوب غرب سوريا يشكل مثالا واضحا، وأن كل شيء ممكن». وأعرب ريابكوف عن اعتقاده بأن «روسيا والولايات المتحدة  شركاء في منصات، مثل محادثات أستانا، وجنيف. نحن نعمل في المسائل الإنسانية، وبغض النظر عن الاختلافات، تمكنا من تحقيق تقدم كبير في التخلص من برنامج السلاح الكيماوي السوري».