1073218
1073218
المنوعات

مكتبات السلطنة دور مجتمعي يرفد الساحة الثقافية بموروثها الحضاري

31 يوليو 2017
31 يوليو 2017

68 مكـــتبة تنشـــط منهـــا 7 -

مسقط- «العمانية»: تقوم المكتبات بدور مهم في تطوير وتكوين فكر المجتمع وثقافته، وتعمل على نشر الوعي المعلوماتي والثقافة وهي مرفق من المرافق الثقافية التي تنشأ لتكون محراب العلم لجميع فئات المجتمع وسببا في رفعة البلاد وتطورها.

ويتوقف على المكتبة الوعي الثقافي الحضاري بأهمية الكتاب وإتاحته لجميع الفئات، وإتاحة الثقافة لجميع المستويات مع محاولة محو أمية المجتمع ورفعته ونشر المبادئ التي تسهم في رقيه وتطوره.

ويؤكد المكرم سالم بن إسماعيل سويد عضو مجلس الدولة وعضو لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالمجلس أن «المكتبة تعد جزءًا أساسيًا من عملية التنمية التي لا تستقيم بدون وجود المكتبة الفاعلة في المجتمع».

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن المكتبة تقوم بدور مهم في إثراء المواطن معرفيا وعلميا وحمايته وتوعيته وتبصيره وتعزيز قدرته على الاختيار.

وأضاف أن مجلس الدولة أقر في بداية شهر يوليو الحالي دراسة حول واقع المكتبات العامة الأهلية والخاصة ودورها المجتمعي أعدتها لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالمجلس ورفعت إلى مجلس الوزراء تمهيدا لرفعها للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أعزه الله-. وتسعى الدراسة إلى التعرف على مكانة المكتبة في المجتمع العماني، والوقوف على الخدمات والبرامج التي تقدمها المكتبات ومدى إسهامها في التنمية المجتمعية ومواكبتها لاحتياجات مسيرة المجتمع الحضارية والأدبية والفكرية، وتأثير التقنية على دور المكتبة وسير عملها من حيث تطوير خدماتها التقليدية وتقديمها لخدمات جديدة تتصل بمجتمع المعرفة الحديثة، إلى جانب التعرف على الواقع الراهن للمكتبات العمانية وتوزيعها الجغرافي والإطار القانوني والدعم الحكومي والأهلي والمتطلبات المستقبلية للمكتبات التشريعية منها والعلمية والتقنية والبشرية والمالية.

وتهدف الدراسة إلى إبراز الدور التربوي والتعليمي للمكتبات الذي يعتمد وسائل متعددة تعين على التعلم الذاتي، وإيصال المعلومة الدقيقة إلى المتلقي بأيسر وأقل جهد وأسرع وقت، وتحقيق الجانب العلمي والثقافي لجعل المكتبة مركز إشعاع فاعل في المجتمع، والترويج للمكتبة بين أفراد المجتمع لما تسهم به فعليا في استثمار الوقت بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع والحفاظ على الدور الريادي للمكتبة في صون الموروث الحضاري للأمة من خلال جمع وتحقيق المخطوطات القديمة، إلى جانب النهوض بالدور الأدبي والثقافي.

وتسعى الدراسة إلى استقراء دور المكتبات المستقبلي على ضوء ما تمر به من تحديات منها مدى مواكبتها للانفجار المعرفي وانتشار تقنيات المعلومات في شتى مناحي الحياة العلمية والفكرية والأدبية وحرصها على الاستمرارية وإنتاج المحتوى بجودة عالية بالإضافة إلى مراعاتها لاحتياجات العصر الحديث.

وقال المكرم سالم بن إسماعيل بن سويد إن هناك 68 مكتبة في السلطنة من بينها 7 مكتبات فقط لديها نشاط وهو وضع لا يسر، ويعمل في معظم تلك المكتبات متطوعون وفي أوقات الفراغ الذي يتاح لهم، وروادها قليلون جدا وتواجه تحديات فيما يتعلق بالاستفادة منها وقلة الكتب الموجودة فيها والمعلومات التي تحتوي عليها وعلاقاتها بالمكتبات الأخرى وقدرتها على إيصال وجلب المعلومة للقارئ محدودة، إضافة إلى انعدام العلاقات والتواصل بين المكتبات، كما أن النظم المكتبية غير موحدة، وهناك الكثير من التحديات في محدودية قدراتها المالية «. وأضاف انه بالرغم من الجهد الذي تبذله الجهات في الحكومة والجهات المعنية الأخرى إلا أنه يحتاج إلى تعزيز ودعم وتوفير إمكانيات أكبر لها وللمكتبات.

وأوضح أن الدراسة التي أجراها مجلس الدولة «قدمت حلولا تشريعية متعلقة بتعديل قوانين، وحلولا إدارية وضرورة توحيد النظم المكتبية، واقتراحات بمساعدة المكتبات ماديا وبشريا ومنحها أراضي في أماكن مناسبة لإقامة مبانٍ جيدة وقريبة من التجمعات السكانية، مشيرا الى أن «كثيرا من المكتبات هي مكتبات خاصة وتضم مخطوطات ووثائق بحاجة إلى عناية وترميم « وأكد على أن تعدد الجهات التي تشرف على تلك المكتبات وغياب التنسيق فيما بينها لا يخدم الأهداف المتوخاة مشددا على ضرورة التنسيق بين الجهات المشرفة على المكتبات إذا لم يتسنَ توحيدها ودعمها وتوفير القدرات التشريعية والبشرية والمالية والمكانية لتلك المكتبات.

وأضاف أن «المكتبة في الوقت الحالي لا تقاس بما تحتويه من كتب وإنما بما تضمه من معلومات تواكب العصر وتقنياته وعلومه لجذب القارئ ورغم أن الكثير من أبناء جيل اليوم يفضل القراءة بواسطة الأجهزة الإلكترونية المحمولة إلا أن الكتاب مصدر أساسي لمصادر المعرفة مهما طغت الوسائل الحديثة «، وأشاد بالدور الذي تقوم به مكتبة جامعة السلطان قابوس والمتاحة للطلبة والقرّاء من خارج الجامعة، وقال: إن«مكتبة الجامعة استطاعت أن ترفد القارئ المهتم بما يبتغيه من معلومات ولديها القدرة على التواصل مع الكثير من المؤسسات المعرفية والتعليمية والثقافية وبالتالي فقد بلغ عدد مرتاديها حوالي نصف مليون زائر.

وأشار المكرم سالم بن إسماعيل بن سويد إلى أن القطاع الخاص بدأ ينهض في جانب المبادرات التي تعمل على دعم دور المكتبة وعلينا دعم تلك الجهود والأخذ بها وتذليل الصعاب التي قد تواجهها. وأوضح أن الدراسة التي أجراها مجلس الدولة تطرقت إلى موضوع التوعية بأهمية الكتاب والمكتبة، مشددا على ضرورة « نشر التوعية بدءًا من مكتبة المدرسة التي يجب أن تخصص أوقات للقراءة وعلينا كمسؤولين أن نعي دور المكتبة وأهميتها».

وكانت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة قد استضافت في إبريل الماضي سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية والدكتور موسى بن ناصر المفرجي خبير ثقافي بالوزارة والمشرف على مشروع المكتبة الوطنية ومحمد بن عبيد المسكري المكلف بأعمال مدير دائرة المكتبات، كما استضافت عددا من مسؤولي المكتبات العامة الأهلية وأصحاب المكتبات الخاصة في السلطنة وذلك في إطار دراسة اللجنة لواقع المكتبات العامة والأهلية والخاصة ودورها المجتمعي.

واطلعت اللجنة خلال اللقاء الأول على الدور الذي تقوم به وزارة التراث والثقافة لدعم المكتبات لزيادة إسهامها في إثراء الحياة الثقافية في السلطنة، وجهود الوزارة لتنفيذ مشروع المكتبة الوطنية والآمال الكبيرة المعقودة عليه في رفد الساحة الثقافية بالإصدارات والمراجع في شتى صنوف المعرفة، وناقشت أوجه الدعم الذي تقدمه الوزارة للمكتبات الخاصة والأهلية والعامة، ورؤيتها لمستقبل المكتبات وكيفية تطويرها، والخطط الموضوعة في هذا الصدد، بالإضافة إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه المكتبات والسبل الكفيلة بتذليلها.

وفي اللقاء الثاني ناقشت اللجنة مجموعة من المحاور المتعلقة بالدراسة منها تلك المرتبطة بمحتوى المكتبات، وعدد الكتب فيها، ونوعيتها، ونسبة الكتب الحديثة منها، ومدى توافر التكنولوجيا الرقمية بها، وأيضا عدد مرتادي المكتبات، أعمارهم، وظائفهم، وفترات ارتيادهم لها وعدد العاملين في المكتبات ومؤهلاتهم، وصلة المكتبة بغيرها من المكتبات، وتوقيت عمل المكتبة ونظام الإعارة واستخدام المكتبة وموقع المكتبة والحيز الذي تشغله، ومدى ملاءمته لمهمتها، والمخطوطات بالمكتبة وكيفية العناية بها، إلى جانب تناول الدعم المالي والفني للمكتبات، والصعوبات والمعوقات التي تواجهها، وتأثير الانترنت عليها وعلى رؤيتها المستقبلية وتطويرها.