صحافة

وداعا سيارات البنزين والديزل في بريطانيا

31 يوليو 2017
31 يوليو 2017

في إطار مساعيها نحو محاربة تلوث الهواء، واستجابة للضغوط التي تواجها الحكومة البريطانية بعد خسارتها دعاوى قضائية أقامتها جماعات مدافعة عن البيئة، قررت السلطات البريطانية حظر بيع السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، جاء ذلك في تصريح وزير البيئة مايكل جوف لراديو بي بي سي بقوله «نؤكد أنه لن تكون هناك أي سيارة جديدة تعمل بالبنزين أو الديزل بحلول عام 2040 في إطار خطة لمنع بيع هذه السيارات تماما بعد ذلك بعشرة أعوام».

وقال الوزير غوف بأن الحظر قد يدخل حيز التنفيذ، في المناطق التي يرتفع فيها مستوى تلوث الهواء قبل 2040، وسيشمل الحظر المركبات الهجينة التي تعمل بالكهرباء، ومحركات الاحتراق الداخلي، علما بأن السيارات الكهربائية تشكل في بريطانيا في الوقت الحالي النسبة الأقل بين عدد السيارات الكلي في بريطانيا. وقد تعهدت السلطات بالتشاور مع مالكي وسائل النقل لكي تأخذ رأيهم في الاعتبار عند وضع برنامج التخلص من السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.

وفي هذا السياق قالت صحيفة «التايمز» أن الحكومة ستعلن حظر سيارات الديزل والبنزين اعتبارا من عام 2040، وانتهاء توريد السيارات الهجينة الجديدة التي لديها محرك كهربائي ومحرك بنزين أو ديزل. وذكرت الصحيفة أن هذا الحظر هو جزء من خطة الحكومة لتنقية الهواء، بما في ذلك تخصيص 255 مليون جنيه استرليني لمساعدة السلطات المحلية على التعامل مع ثاني أكسيد النيتروجين السام المنبعث من مركبات الديزل.

اما صحيفة «ديلي تلجراف» فنشرت تقريرا بعنوان «حظر سيارات الديزل لخفض التلوث»، ذكرت فيه إن الحكومة البريطانية حددت 81 طريقا رئيسيا مزدحمة  في 17 مدينة بريطانية، قالت إنها بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لأنها «تنتهك معايير الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي، مما يعرض صحة السكان للخطر، وان سائقي سيارات الديزل على هذه الطرق يواجهون ضرائب جديدة على التلوث في إطار استراتيجية الحكومة لتحسين نوعية الهواء. ونقلت عن متحدث باسم الحكومة قوله: «خطتنا للحد من سيارات الوقود ستساعد المجالس المحلية على تنظيف النقاط الساخنة للانبعاثات.. وانه لا يجب إلقاء اللوم على سائقي الديزل، وإنما يجب مساعدتهم على التحول إلى سيارات أنظف.. وان الحكومة ستتشاور بشأن عدد من الإجراءات لدعم سائقي السيارات المتأثرين بالخطط المحلية». وقالت «الغارديان» أن بريطانيا ستمنع جميع سيارات البنزين والديزل الجديدة والشاحنات الصغيرة من عام 2040 وسط مخاوف من أن ارتفاع مستويات أكسيد النيتروجين يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة، وأن هذه الخطوة كانت متوقعة وطال انتظارها.

وخصصت صحيفة «ديلي ميل» صفحتها الأولى بالكامل لنشر تقرير بعنوان «الحرب على الديزل ازدادت قذارة» قالت فيه أن الاستراتيجية جعلت الحكومة مضطرة بسبب هزيمتها في قضية المحكمة العليا بشأن تلوث الهواء، وانه اعتبارا من عام 2040، سيكون السائقون قادرون على شراء السيارات الكهربائية فقط لإنهاء فترة 150 عاما من استخدام محركات الاحتراق الداخلي». وأوضحت صحيفة «ديلي اكسبريس» ان تلوث الهواء يرتبط بحوالي 40 ألف حالة وفاة مبكرة سنويا في المملكة المتحدة، ويشكل النقل أيضا نسبة كبيرة من انبعاثات غازات دفيئة، ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الحكومة قوله: «إن نوعية الهواء السيئة هي أكبر خطر بيئي على الصحة العامة في المملكة المتحدة، وهي عازمة على اتخاذ إجراءات قوية في أقصر وقت ممكن». وفي السياق ذاته، أوضحت منظمة «السلام الأخضر» أن الموعد النهائي لحظر سيارات البنزين والديزل، عام 2040، متأخر جدا، لأن ذلك سيعنى الانتظار لمدة 25 عاما تقريبا قبل اتخاذ إجراء «لمعالجة حالة الطوارئ الصحية العامة الناجمة عن تلوث الهواء».