1072556
1072556
العرب والعالم

قاذفتان أمريكيتان تحلقان فوق شبه الجزيرة الكورية.. وتجربة ناجحة لمنظومة «ثاد»

30 يوليو 2017
30 يوليو 2017

بيونج يانج: التجربة الصاروخية «تحذير» لواشنطن -

عواصم - (وكالات): قال سلاحا الجو الأمريكي والكوري الجنوبي إن قاذفتين أمريكيتين من طراز (بي-1بي) الأسرع من الصوت حلقتا فوق شبه الجزيرة الكورية في استعراض للقوة امس ردا على التجربتين الصاروخيتين العابرتين للقارات اللتين أجرتهما كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة.

وكانت كوريا الشمالية قالت إنها أجرت تجربة ناجحة أخرى يوم الجمعة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات أثبت قدرته على ضرب كل البر الرئيسي الأمريكي مما أثار تحذيرا شديدا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال بيان سلاح الجو الأمريكي: إن طلعة القاذفتين كانت ردا مباشرا على التجربة الصاروخية الأخيرة والتجربة التي سبقتها في الثالث من يوليو لاختبار إطلاق صاروخ «هواسونج-14». وأكد سلاح الجو الكوري الجنوبي أن التحليق تم في وقت مبكر امس.

وأضاف البيان أن القاذفتين أقلعتا من قاعدة جوية أمريكية في جوام وانضمت لهما مقاتلات من اليابان وكوريا الجنوبية أثناء التدريب.

وقال قائد سلاح الجو الأمريكي في المحيط الهادي الجنرال تيرنس جيه.أوشنسي في البيان «لا تزال كوريا الشمالية تشكل التهديد الأكثر إلحاحا لاستقرار المنطقة»، وأضاف «إذا استدعينا فإننا على استعداد للرد بسرعة وقوة شديدة في الوقت والمكان الذي نحدده». ونفذت الولايات المتحدة في السابق طلعات لقاذفات (بي-1بي) الأسرع من الصوت لاستعراض القوة ردا على التجارب الصاروخية أو النووية التي تجريها كوريا الشمالية.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أشرف بنفسه على إطلاق الصاروخ أثناء الليل يوم الجمعة وقال إنه «تحذير شديد» للولايات المتحدة وإنها لن تكون بمأمن من الدمار إذا حاولت شن هجوم. وبث التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي صورا لعملية إطلاق الصاروخ مخلفا كتلة من اللهب في الظلام وكيم وهو يهلل مع مساعديه العسكريين. وقالت الصين، الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية، إنها تعارض أنشطة الإطلاق التي تقوم بها بيونج يانج التي قالت إنها تتنافى مع قرارات مجلس الأمن الدولي الرامية لكبح جماح برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان أمس الاول «في نفس الوقت تأمل الصين أن تتصرف الأطراف كافة بحذر لمنع استمرار تصاعد التوترات».

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يشعر «بخيبة أمل شديدة في الصين». وكتب في تغريدة على تويتر «سمح قادتنا الحمقى السابقون لهم بجني مئات مليارات الدولارات سنويا في التجارة ولكن...»، وأضاف في تغريدة لاحقة «... لم يفعلوا شيئا لنا مع كوريا الشمالية، مجرد حديث. لن نسمح مجددا باستمرار ذلك. فبوسع الصين حل هذه المشكلة بسهولة».

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: إن الصاروخ هواسونج-14 الذي أُطلق يوم الجمعة وصل إلى ارتفاع بلغ 3724.9 كيلومتر وقطع مسافة 998 كيلومترا وحلق لمدة 47 دقيقة و12 ثانية قبل أن يسقط في المياه الواقعة قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية. وقال خبراء غربيون: إن الحسابات القائمة على بيانات الطيران وتقديرات عسكرية أمريكية ويابانية وكورية جنوبية أظهرت أن بإمكان الصاروخ الوصول إلى مدى بعيد داخل الولايات المتحدة يصل إلى دنفر وشيكاجو. وقال ديفيد رايت عضو اتحاد العلماء المعنيين في تدوينة إن الصاروخ إذا انطلق في مسار تقليدي فإن مداه سيبلغ 10400 كيلومتر.

وقالت كوريا الشمالية امس إنها اضطرت لتطوير صواريخ طويلة المدى وأسلحة نووية بسبب النوايا العدوانية للولايات المتحدة الأمريكية التي تبحث عن فرصة أخرى لغزو البلاد.

وقالت وزارة خارجية كوريا الشمالية في بيان «إذا لم تثب الولايات المتحدة إلى رشدها وواصلت اللجوء لمغامرة عسكرية وعقوبات قاسية، فسترد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بشكل عادل وحازم كما أعلنت بالفعل»

وجاءت التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية بعد يوم من موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة عقوبات تستهدف كوريا الشمالية وروسيا وإيران.

واتفق وزراء خارجية كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة على تكثيف الضغوط على بيونج يانج والدفع من أجل تطبيق قرار عقوبات أقوى في مجلس الأمن. وفي المقابل، أجرت القوات الأمريكية تجربة ناجحة امس لمنظومة اعتراض للصواريخ تأمل في نشرها في كوريا الجنوبية، بحسب ما أفاد مسؤولون عسكريون، بعد يومين من ثاني تجربة لكوريا الشمالية على صاروخ بالستي عابر للقارات.

وأثناء تجربة المنظومة المعروفة اختصارا باسم «ثاد» تم إطلاق صاروخ متوسط المدى من طائرة سي-17 تابعة لسلاح الجو أثناء تحليقها فوق المحيط الهادئ، وقامت وحدة من منظومة ثاد في الاسكا «برصد وتعقب واعتراض الهدف»، بحسب وكالة الدفاع الصاروخي. وقالت الوكالة إن هذا هو الاعتراض الناجح الـ15 لمنظومة الاسلحة «ثاد».

وأعلنت سول امس الاول انها ستسرع نشر منظومة ثاد على أراضيها بسبب التجربة الصاروخية الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية على صاروخ بالستي عابر للقارات.

وتم جلب أجزاء من منظمة ثاد الدفاعية إلى كوريا الجنوبية في ظل حكومة الرئيسة المخلوعة بارك غوين-هاي. إلا أن الزعيم الجديد مون جاي-ان علق نشر البرنامج الشهر الماضي بحجة ضرورة إجراء تقييم جديد لتأثيره البيئي.

غير أن وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونغ يونغ-مو قال امس الاول أن سول ستبدأ الآن مشاورات بشأن «النشر الأولي» لأجزاء من منظومة ثاد ردا على التجربة الكورية الشمالية، وأثارت خطة نشر منظومة ثاد غضب الصين بحجة أن ذلك سيزعزع استقرار المنطقة.