1068266
1068266
عمان اليوم

أهالي الحمراء يطالبون بإنشاء سد في «وادي شعمى» بعد تعرض الولاية لجفاف حاد

29 يوليو 2017
29 يوليو 2017

للاستفادة من المخزون المائي.. وحماية المنازل من الفيضان -

استطلاع - محمد الصبحي -

عانى أهالي ولاية الحمراء في الآونة الأخيرة من شح المياه، ونضوب العديد من الآبار في الولاية، كما أن المياه الواصلة لبعض المنازل من الشبكات الأهلية لا يصلها الماء في الكثير من الأحيان قد يصل لساعتين، في حين لا يصل لبيوت أخرى لعدة أيام، ولشح الأمطار ونزول الأودية يطالب أهالي الولاية بإنشاء سد تغذية، حتى يتم استثمار المياه التي تذهب وتتبخر دون جدوى.

سد مائي للتغذية !

«عُمان» اقتربت من الأهالي لمعرفة أسباب وأهمية وجود سد للتغذية، حيث قال محسن بن محمد الصبحي رشيد بقرية بني صبح «أن القرية تعد إحدى قرى ولاية الحمراء ولعلها الأكبر من حيث المساحة وعدد السكان القرية وملتقى الطرق التي تربطها بولاية الرستاق وولاية بهلا وولاية نزوى كم هي أرض القرية غنية خصبة تنمو بأرضها أنواع من المحاصيل الزراعي، وتشتهر قرية بني صبح بفلجها الداوودي فلج الكليبي سريع الخصب سريع المحل وهذا الفلج تتصل أمه بأعماق وادي «شعمى» الذي يصل عمق هذا الوادي إلى بلد سيت أو بركة الشرف ويصل هذا العمق إلى 30 كم تقريبًا».

وأضاف: «كم نحن بحاجه إلى نظرة استراتيجية تحقق العناية بهذا الوادي الذي يغذي عدد من قرى ولاية الحمراء كما يصل مدده إلى كثير من قرى ولاية بهلا، حيث الحاجة الماسة، للاعتناء بهذا المصدر الحيوي، حتى تنتفع بمخزونه جميع هذه المناطق التي يمكن أن تزدهر بها الزراعة، إذا ما توفرت المياه، وكم نحن بحاجة ماسة للنظر بعين الاعتبار بأن تتولى الجهات المختصة تقييم الوضع وإعادة الدراسة لإنشاء سد مناسب لحفظ الماء في وادي «شعمى»، وإنني على يقين أن أصحاب القرار لن يألوا جهدًا لتنفيذ هذا المشروع الحيوي والمهم لقرى ولاية الحمراء».

وعرج سعادة عبدالله بن أحمد العبري عضو المجلس البلدي بولاية الحمراء موضحًا إلى أن السدود هي المغذي الرئيسي للمخزون الجوفي بوجه عام والحمراء بوجه خاص نظرًا لارتفاع مستوى سطح الأرض بالنسبة لبقية الولايات وذلك لوقوعها على سفح الجبل.

وأضاف: (وادي شعمى من أودية ولاية الحمراء الرئيسية وأكثرها غزارة أثناء النزول وأن مجرى الوادي لا يبقِ على المياه مما يضع القرى المجاورة للوادي في مأزق جفاف إذا تأخر نزول المطر، وتكمن أهمية السد في الحفاظ على نسبة من المياه الجوفية بالقرى القريبة منه وزيادة منسوب الأفلاج القريبة، وخلال الفترة الماضية نزل الوادي بغزارة ومر مرور الكرام تاركًا القرى المجاورة تستغيث من الجفاف وقلة المياه).

وأكد سليمان بن حمد الصبحي أن إقامة سد في وادي شعمى يحقق تغذية المياه الجوفية في الولاية والتي تعتبر المصدر الرئيسي في رفد مياه الأفلاج والعيون والآبار التي تعتبر المصدر الرئيسي لمياه الشرب وسقي المزارع والمواشي، وإنشاء مثل هذه السدود تسهم في حماية المزارع المجاورة للوادي من الانجراف فهي وسيلة هامة لحفظ التربة من الانجراف، أثناء انحدار السيول عندما تكون الأمطار غزيرة، وتعتبر ولاية الحمراء أحد أشهر الوجهات السياحية كما أن إقامة مثل هذه السدود في الولاية يعتبر تعزيزًا للاقتصاد السياحي، وهناك فوائد أخرى يمكن لها أن تتحقق من خلال هذا المشروع مثل تلطيف المناخ والقضاء على التصحر.

أما محمود بن حميد العدوي فيرى أن إقامة سد على مجرى وادي «شعمى» سيزيد منسوب مياه الآبار والأفلاج طوال العام وزيادة الخزان الجوفي بصفة مستمرة وهذا يحافظ على دخل الأسر، بحيث يقل الاستعانة بناقلات المياه المتنقلة، كما أن عمل السد سوف يشكل واجهة سياحية للولاية.

كثافة سكانية !

وقال مطر بن خليفة الخياري أحد أهالي الولاية (أن وادي «شعمى» يعد من الأودية شبه الغيلية خاصة وقت الخصب ويقع على قرى ذات كثافة سكانية متوازنة، ويغذي مزارع على جانبيه، بحيث تعاني هذه المناطق من قلة وفرة المياه خاصة أن مياه هذا الوادي تعبر بطريقة غير مجدية وقلة الاستفادة منه، فهو مهيأ لعمل سد علوي عند قرية بني صبح بولاية الحمراء علمًا أن هذا السد سوف يساهم بشكل كبير في ثبات المياه الجوفية لموقعه المتميز، وهذا الوادي يشق طريقه بين قرى متعددة ليصل إلى ولاية بهلا، ومساره حيوي حيث ينبع هذا الوادي من منطقة الشرف القريبة من هاط وبلد سيت ويخدم الولاية بشكل كبير، كما أننا نطالب بعمل سد جوفي عند مصدره بحيث يكون دعامة أساسية لحفظ المياه الجارفة).

وقال وليد بن عامر اليحيائي: «إن سدود التغذية تعتبر من أهم الروافد التي تغذي باطن الأرض بكميات كبيرة من المياه مما يؤدي ذلك إلى الحفاظ على كميات المياه التي تنزل أثناء الأمطار من الضياع دون أن يستفيد منها المواطن، لذلك أرى من الضرورة إقامة سد تغدية على مجرى وادي «شعمى» للاستفادة من مياه الأمطار وبالتالي زيادة مخزون باطن الأرض من المياه، وكما يعلم الجميع فإن أهالي القرى الواقعة على مجرى وادي «شعمى» تعتمد بشكل كبير في زراعتها على مياه هذا الوادي كونها قرى زراعية تنتج مختلف أنواع الفواكه والخضروات وغيرها».

وأضاف: بات الأمر يشكل ضرورة قصوى بعد تعرض ولاية الحمراء والقرى التابعة لها في الآونة الأخيرة لشح وندرة في المياه، مما أدى لحدوث أزمة مائية عانى منها السكان بشكل كبير وتأثرت نتيجة لذلك الزراعة التي هي عماد حياتهم اليومية في الولاية.

خدمات لعدة قرى !

يقول علي بن سليمان الصبحي: «أرى أن أنسب مكان لإقامة سد على مجرى وادي «شعمى» عند مخرج الوادي من الجبل نظرًا لكون الوادي ضيق وارتفاع جانبي الوادي وهذا له أهمية كبرى في تخزين كميات كبيرة من المياه وأيضًا يقلل من تكلفة المشروع، كما أنه مكان مهيأ لوصول المعدات اللازمة لبناء السد، وفي حالة تم إنشاء السد فسوف يخدم الكثير من القرى مثل: قرية بني صبح والعارض وذات خيل وقلعة المصالحة ومنطقة الطويان وبلدة غمر التابعة لولاية بهلا.

من جانب آخر يرى زهران بن خلف الصبحي أن إقامة السد له أهمية كبرى ليس فقط في تخزين المياه الجوفية وزيادة منسوب الآبار والأفلاج بل له أهمية أخرى، وهي تقليل الضرر على الأراضي الزراعية والمنازل القريبة من مجرى الوادي حيث إن السد سوف يحتجز كميات كبيرة من المياه، وعند فيضان مياه الوادي سوف يكون منسوب المياه قد انخفض ونتذكر انه ليس ببعيد في (إعصار فيت) جرى الوادي بكميات كبيرة حاصر بعض المنازل وجرت المياه في الأراضي الزراعية فنتمنى من الجهات المختصة سرعة تنفيذ المشروع دون الانتظار لحدوث ضرر في ممتلكات ومنازل المواطنين.

ويشير سعيد العبري أن وادي «شعمى» هو أحد أودية ولاية الحمراء المشهورة، والذي ينحدر من منطقة الشرف بالجبل الشرقي ليقطع مسافة تقارب الخمسة عشر كيلومترًا إلى أن يصل قرية بني صبح بولاية الحمراء وما يميز هذا الوادي إنه يتوسط المزارع ليشكل مزارًا سياحيًا وخاصة أيام هطول الأمطار حيث إن استمرار تدفق هذا الوادي لعدة أيام يجذب العديد من العائلات لمشاهدته.

ويضيف العبري: «من الملاحظ أن هذه المياه الكثيرة المتدفقة في هذا الوادي تذهب بدون أن تستفيد منها القرى التي يمر عليها وهي قرى تشكل ما يقارب 40 % من سكان الولاية، وهي قرية بني صبح والقلعة وذات خيل والعارض، وذلك بسبب طبيعة مجرى الوادي الضيق ووجود طبقة صخرية في أرضية الوادي تمنع من تسرب مياه الوادي لطبقات الأرض الجوفية من هنا كان من الضروري إقامة سد على هذا الوادي يقلل من فيضانه ويغذي المياه الجوفية والأفلاج.

وأضاف العبري: (كذلك نطالب بعمل عبارات للطرق التي تؤدي إلى هذه المناطق حيث إن هذا الوادي يشل الحركة المرورية لعدة ساعات، وقد تطول الفترة أيام المنخفضات لتصل إلى يوم كامل مما يعطل كثير من أعمال الناس وظروفهم الصحية التي تحتاج إلى توفير نقل للمستشفيات وكذلك طلاب المدارس في هذه المناطق كثير ما يتأخرون عن حضور مدارسهم بسبب قوة جريان هذا الوادي وعدم وجود عبارات لطرقه).

ويقول ناصر الناعبي: «إن السدود لها أهمية كبيرة في مخزون الماء الجوفي فهو يؤخر الماء عن الانسياب جنوبًا لكي تستفيد منه الآبار والأفلاج، وقد أقيمت السدود في العالم منذ قديم الزمان مثل سد مأرب والسد العالي وغيرها من السدود الكبيرة فمنفعة السدود كبيرة جدا ويتوجب علينا أن نتحرك وننشر الوعي في أبناء الشعب والناس لأهميتها والتخفيف من فقدان الماء بسرعة وتأخير المحل والقحط من الولاية».

ويقول علي بن ناصر الناعبي: (كل سد ولو كان صغيرًا ينفع الأفلاج والآبار، وضرب مثلا «لجباة المنيزف» وفائدتها للآبار، مشيرًا إلى أنه لو نفذ سد شمال عين أم فلج الكليبي ببلدة قرية بني صبح القرية فسيبقى الفلج في الفياض مدة أطول من الوقت الحالي بما يساعد على تخزين المياه للقرى والتجمعات الواقعة جنوب أم الفلج وهذا منفعة للآبار).