صحافة

انتصرت فلسطين بوحدتها وإرادتها

28 يوليو 2017
28 يوليو 2017

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: انتصرت فلسطين بوحدتها وإرادتها، جاء فيه: انتصرت فلسطين .. انتصرت وحدة شعبنا وإرادته.. انتصرت القيادة الفلسطينية التي احتضنت ودعمت بقوة بتحركها السياسي والدبلوماسي هذا النضال الفلسطيني الذي خاضه المقدسيون، رأس الحربة الشعبية الفلسطينية، دفاعا عن إسلامية وعروبة الأقصى المبارك، ومعهم كل أبناء شعبنا في مختلف محافظات الوطن والشتات.

انتصر شعبنا وقيادته رغم حلكة الوضع العربي، ورغم صمت المجتمع الدولي ونفاقه.. وبالرغم من الضغوط الهائلة التي مارسها أكثر من طرف سواء إسرائيل أو الولايات المتحدة على القيادة الفلسطينية، إلاّ أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ظلت متمسكة بالثوابت الوطنية فيما يخص القدس والأقصى وفي مقدمتها أن السيادة هي للشعب الفلسطيني وأن أي محاولة إسرائيلية لتغيير «الستاتيكو» - الوضع الراهن - لا يمكن التعايش معها، فالقدس والمقدسات خط أحمر بالنسبة للقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والأمتين العربية والإسلامية.

انتصرت فلسطين بهذه الرسالة القوية والواضحة التي وجهتها أولا للاحتلال الإسرائيلي غير المشروع وحلفائه والمتفرجين على ممارساته وانتهاكاته الجسيمة، وللحكام العرب والمسلمين الذين اكتفوا ببعض البيانات الهزيلة أو أولئك الذين التزموا الصمت حيال ما يجري وكأن الأقصى لا يعنيهم من قريب أو بعيد، رسالة مفادها أن هذا الشعب العظيم، وهؤلاء المقدسيون الصامدون المرابطون في مدينتهم المقدسة، بوحدتهم، قادرون على الدفاع عن الأقصى وقادرون على خط صفحة مشرقة أخرى في تاريخ هذه الأمة، رغم التخاذل ورغم الصمت ورغم ظلم النظام العالمي. هذه الإرادة وهذه الوحدة، وهذا الصمود، وهذه القيادة التي تتمسك بالثوابت الوطنية، وترفض أي تجاوز للخطوط الحمراء، هي رسالة شعبنا للعالم بأسره، بأن الأقصى لنا والسيادة لنا والقدس لنا، ومهما كان حجم التردي والتخاذل وحتى التآمر فإن شعبنا قادر على الدفاع عن نفسه وحقوقه ومقدساته في مواجهة مخططات الاحتلال لتهويد القدس والأقصى. انتصرت الأخوة والوحدة التي لا تنفصم عراها، الإسلامية المسيحية في معركة الأقصى، حيث خط شعبنا هنا مرة أخرى صفحة مشرقة في تاريخه، مؤكدا للعالم أجمع أن الكل الوطني الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه يقف صفا واحدا دفاعا عن حقوقه ومقدساته وتاريخه وحضارته، وهي صفعة قوية للاحتلال الإسرائيلي الذي سعى ويسعى دوما لضرب هذه الوحدة الراسخة بل لضرب هذا الانتماء الوطني الراسخ لدى كل أبناء شعبنا مسلمين ومسيحيين. هذه الوحدة التي جسدها المقدسيون بعيدا عن الانتماء الديني أو السياسي، يجب أن تشكل رسالة واضحة لكل الانقساميين الذين ما زالوا يمعنون في الإساءة لشعبنا وقضيته باستمرار هذا الانقسام المخزي .. رسالة مفادها أن بوصلة هذا الشعب بوحدته يجب أن توجه نحو التحديات الوطنية الحقيقية، وليس نحو المصالح الفئوية والحزبية الضيقة.

فشل الاحتلال الإسرائيلي .. وانتصرت فلسطين بشعبها وقيادتها، بمسلميها ومسيحييها، وهذا الانتصار يشكل نقطة فارقة ومنعطفا في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وما بعد هذا الإنجاز العظيم مرحلة جديدة أكثر إشراقا، لعل وعسى تستنبط منها كل فصائلنا وخاصة من يصرون على استمرار الانقسام الدروس والعبر، ولعل وعسى تدرك إسرائيل وكل حلفائها أن الرقم الفلسطيني هو الرقم الأصعب في معادلة الشرق الأوسط، وأن هذا الرقم سيظل عصيا على القفز عنه، وأن شعب فلسطين الذي قدم وما زال التضحيات الجسام، شهداء وجرحى وأسرى، سيظل متمسكا بأهدافه الوطنية في التحرر من هذا الاحتلال وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس، وحل مختلف جوانب القضية وفق قرارات الشرعية الدولية، خاصة قضية اللاجئين الفلسطينيين.