المنوعات

رواد الفضاء الروس يخضعون لتمارين مضنية

27 يوليو 2017
27 يوليو 2017

مدينة النجوم- روسيا- (أ ف ب) - يخضع رواد الفضاء الروس لتمارين مضنية قبل أن تلوح أمامهم فرصة تحقيق حلمهم بالسفر إلى الفضاء، يتخللها ارتداء بزات خاصة يبلغ وزنها مائة كيلوغرام والدخول إلى أجهزة طرد مركزي.

وبمساعدة مدرب في مدينة النجوم قرب موسكو يرتدي سيرغي ريازانسكي ببطء بزته.

ويتدرب وهو معلق من السقف بواسطة حبل فولاذي سميك على فتح الحجرة المضغوطة رغم سماكة بزته.

رائد الفضاء هذا البالغ 42 عاما ليس بمبتدئ فقد سبق له أن أمضى خمسة اشهر في محطة الفضاء الدولية في 2003 و2004 وهو سيعود إليها اليوم في إطار مهمة جديدة إلى جانب الأمريكي راندولف بريسنيك والإيطالي باولو نيزبولي.

ويقول المدرب دميتري زوبوف «في انعدام الجاذبية لا يشعر الشخص بوزن البزة.إلا أن رائد الفضاء يشعر بضغط كبير يجعله ينتفخ ويتصلب، وعليه القيام بمجهود كبير للسير وطي الذراعين وتحريك الرجلين».

وتكون المهمات في الفضاء خارج المحطة مضنية أيضا لأنها تتم عادة بعد أسابيع عدة على وصول الرواد إلى المختبر المداري هذا عندما تكون عضلاتهم بدأت تضعف بسبب تأثير انعدام الجاذبية.

ويؤكد سيرغي ريازانسكي: «اعشق المهمات خارج المحطة. هي الجزء الأكثر اثارة في الرحلة».

وهو أجرى ثلاث مهمات كهذه في رحلته الأولى ومن المقرر ان يقوم بمهمتين أخريين في الرحلة المقبلة.

ويشدد المدير المساعد لمركز تدريب الرواد يوري مالينتشينكو الذي أجرى ست رحلات إلى الفضاء «على رواد الفضاء قبل كل شيء أن يسيطروا على انفعالاتهم».

ويروي مالينتشينكو قائلا: «عندما يتحضر الفرد مطولا على الأرض لمهمة خارج المحطة يشعر انه مجرد من الانفعالات.

لكن عند فتح الكوة والنظر إلى أسفل قبل أن يخطو أولى خطواته في الفراغ يشعر وكأنه سيسقط. وقد انتقل مالينتشينكو إلى محطة مير ومحطة الفضاء الدولية في مركبة سويوز ومكوك أمريكي.

ومن أصعب التمارين بحسب الرواد انفسهم، جهاز الطرد المركزي.

فبداخله «يزن» جسمهم ثماني مرات وزنه العادي.

ويقول الرائد الكسندر لازوتكين الذي أمضى ستة اشهر في محطة مير «في البداية يشعر المرء انه ملتصق بمقعده وكأنه يقود سيارة فائقة القوة بسرعة كبيرة». ويضيف: «بعد ذلك تنتابه مشاعر غير لطيفة بتاتا. يشعر بانه عاجز عن التنفس وان بطنه ملتصق بظهره. يجري الدمع لأن العينين تغوران في تجويفتهما بسبب الضغط الفائق».

ويتابع الكسندر قائلا: «يتسارع التنفس ويسمع الفرد قلبه ينبض بقوة كبيرة.ويدرك انه في حال استرخى فانه قد يفقد الوعي فورا».

إلا أن رائد الفضاء يؤكد أن «الأصعب هي التمارين الدهليزية في طائرات عسكرية مع انعدام الجاذبية والدوران في كرسي خاص لمقاومة الغثيان».

لم يعد رواد الفضاء يتمتعون في روسيا بالهالة نفسها التي كانت تلازمهم في عهد الاتحاد السوفييتي مع أن هذه المهنة تبقى مرموقة وتدغدغ مخيلة الأطفال. ولا تزال البلاد تحتفي بيوري غاغارين ورواد غزو الفضاء كأبطال قوميين.

ويقول يوري مالينتشينكو: «مثالهم كان يثير الكثير من الإعجاب وكنا نتأثر بهم».

ويقول سيرغي ريازانسكي: «اليوم لم تعد تقدم لنا الشقق والسيارات المجانية. لكن يبقى هذا الجاذب الرومانسي».

ويوضح مبتسما: «والأصعب في نهاية المطاف هو انتظار الرحلة. لقد انتظرت 10 سنوات شخصيا». ويتدرب راهنا 27 رائدا في مدينة النجوم.

وإلى جانب التمارين الجسدية، يدرس الرواد الطب والفلك والمعلوماتية والغوص والقفز بالمظلة ولغات أجنبية كذلك.

وقد أطلقت مسابقة جديدة في مارس لاختيار المرشحين المقبلين.

وستدرس مئات الملفات لكن سيتم اختيار ثمانية أشخاص كحد أقصى.