الاقتصادية

تواصل الحملة الوطنية لإزالة أشجار المسكيت في محافظة ظفار

27 يوليو 2017
27 يوليو 2017

تجاوب من المواطنين وتعاون المؤسسات الحكومية والخاصة -

صلالة – أحمد بن عامر المعشني -

تتواصل الجهود المبذولة من قبل المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة ظفار للقضاء على شجرة المسكيت، لما لها من مخاطر منها منافستها الشديدة للأشجار والشجيرات المحلية وتغيير بيئة النباتات المحلية ولا تسمح للنباتات الحولية للنمو تحتها، وتوغل جذورها لمسافات طويلة تحت سطح التربة يشكل خطرًا شديدًا على المياه الجوفية وتعتبر أحد مسببات التصحر وتدمير المزارع لمنافستها غير المتكافئة للمحاصيل الزراعية، وأيضا تسبب الحساسية للأشخاص الذين يتعاملون معها وإصابة الحيوانات بالهزال مع تساقط أسنانها لصلابة بذورها وبالتالي تشكل تهديدا لمختلف الحياة البيئة وبالتالي تهدد مصادر الرزق للإنسان. وباشر الفريق الميداني بمحافظة ظفار برئاسة مدير عام الزراعة والثروة الحيوانية بوضع خطة عمل للتنفيذ على ثلاثة محاور، وهي محور الإزالة، ومحور التوعية، ومحور المتابعة، وذلك بهدف التخلص من جميع أشجار المسكيت المنتشرة حاليًا في السهول والأودية وحول العيون المائية والسفوح الجبلية لوقف انتشارها في أراضي المراعي الطبيعية، وبين الأشجار المحلية، وأيضًا وقف استنزاف المياه الجوفية مع متابعة التخلص من النمو الجديد لأشجار المسكيت أولًا بأول لمدة تضمن منها عدم نمو أشجار المسكيت مستقبلاً.

وقد تم تنفيذ عمليات الإزالة بمناطق عوقد وريسوت وميناء صلالة ووادي خيش وعين رزات وصحلنوت وسهل نيابة قيرون حيرتي وسهل نيابة حجيف بولاية صلالة حيث وصلت نسبة الإنجاز إلى أكثر من 50% من المساحة المستهدفة، وبولاية مرباط إلى أكثر من 90% من المساحة المستهدفة والعمل جار بباقي ولايات المحافظة.

كما قامت اللجنة المكلفة بمتابعة أعمال إزالة شجرة المسكيت في محافظة ظفار بعدد من الإجراءات، فقد تم عقد عدة اجتماعات تنسيقية مع فريق العمل بدءا من 21/‏‏2/‏‏2017 حتى 5/‏‏7/‏‏2017 وذلك لمتابعة الأعمال التي تجرى لإزالة شجرة المسكيت، وتشكيل فريق داخلي مختص بإعداد المادة العلمية للندوات وتنفيذها، وحصر أهم المواقع التي تتواجد بها أشجار المسكيت في تجمعات وذات كثافة عالية وعمل المسوحات اللازمة لتحديد مدى كثافتها ووجودها وكذلك وضع البرامج التنفيذية. كما تم عقد عدة اجتماعات ولقاءات مع بعض شركات القطاع في ولايات عدة بهدف تحفيز الشركات بالمساهمة في الحملة كلا حسب إمكانيته وبالفترات المناسبة لهم. إلى جانب ذلك تم عقد ندوات إرشادية توعوية بهدف تعريف المواطنين بخطورة شجرة المسكيت. وقد تلاحظ من خلال هذه الندوات وجود استجابة للمواطنين لهذه الحملة، وسيتواصل عمل الندوات في المدارس والمعسكرات الشبابية والنيابات بالولايات وفي أماكن أخرى وذلك لنشر التوعية بمخاطر هذه الشجرة. كذلك تم تصميم نشرة إرشادية وتوعوية يتم توزيعها أثناء الندوات التوعوية، وأيضًا ملصقات توعوية يتم وضعها في الأماكن العامة مثل الأسواق والمجمعات التجارية والدوائر الحكومية والمساجد، وذلك لخلق التوعية لدى المواطنين بخطورة شجرة المسكيت. وقد كان لتجاوب عدد من مؤسسات وشركات القطاع الخاص في تنفيذ الخطة الموضوعة أثر كبير في تحقيق النتائج المطلوبة. الجدير بالذكر أن شجرة المسكيت دخلت السلطنة من أكثر من 40 عامًا، تم جلبها من القرن الإفريقي للاستزراع كنبات ظل، وزراعتها على جوانب الطرق كمصدات رياح. وهذه الشجرة تنتمي إلى الفصيلة البقولية التابعة إلى الفصيلة القرنية، وتحتوي أغصانها على أشواك وأوراقها مركبة، وتحمل الأزهار في نورات عنقودية وذات أزهار صفراء صغيرة وبذورها صلبة، ويبلغ ارتفاع الشجرة ما بين 3 أمتار إلى 12 مترًا، والساق تميل إلى اللون الأخضر الداكن وذي صلابة قوية، كما أن جذورها تنتشر إلى أكثر من 50 مترًا تحت الأرض وامتداد أفقي 30 مترًا وتنافس المحاصيل الاقتصادية الأخرى في النمو والمياه.

وتتعدد طرق انتشار أشجار المسكيت من خلال الحيوانات وخاصة الإبل، إحدى الطرق للانتشار حيث تأكل ثمارها بما تحتويه من بذور يصعب هضمها وتسقط مع روث هذه الحيوانات في أماكن أخرى وتبدأ في النمو وأيضا تنتقل البذور من خلال الرياح والمياه ويزداد وجودها في أماكن هطول الأمطار وبالقرب من السواحل، أما انتشارها في المناطق الصحراوية فيكون محدودًا.