1069566
1069566
العرب والعالم

الفلسطينيون يواصلون الصلاة خارج الأقصى في انتظار قرار الأوقاف

26 يوليو 2017
26 يوليو 2017

فتح تطالب بوحدة وطنية حقيقية بين الفصائل لمواجهة التحديات -

رام الله - عمان - نظير فالح - وكالات -

واصل الفلسطينيون أمس الصلاة في شوارع القدس الشرقية المحتلة، دون الدخول إلى المسجد الأقصى رغم إزالة اسرائيل بوابات كشف المعادن عن مداخله، في انتظار قرار من لجنة تابعة للأوقاف الإسلامية لتقييم الوضع فيه.

وأدى مئات الفلسطينيين صلاة الظهر أمام إحدى بوابات المسجد عند باب الأسباط، احد مداخل البلدة القديمة في القدس بحسب مراسل فرانس برس.

وأزالت السلطات الإسرائيلية من محيط الحرم القدسي فجر أمس الأول بوابات كشف المعادن مؤكدة أنها لن تستخدمها مجددا بعدما أثارت الاجراءات الأمنية الجديدة موجة من العنف الدامي بعد قرار من الحكومة الأمنية المصغرة التي أعلنت انها ستقوم بـ «استبدال اجراءات التفتيش بواسطة أجهزة تستند الى تكنولوجيا متطورة ووسائل أخرى». وتقول المرجعيات الدينية في القدس إنها تنتظر إزالة التعديات الإسرائيلية عند البوابات الخارجية للمسجد الأقصى قبل دعوة المصلين لدخول المسجد. وامتنع مكتب رئيس الوزراء والشرطة الإسرائيلية، عن التعليق على تقرير إسرائيلي عن الإيعاز بإجراء تفتيش فردي للمصلين الداخلين إلى المسجد الأقصى، باستخدام فاحصات معادن يدوية. وقال موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أوعز إلى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان بإجراء تفتيش فردي لكل المصلين الداخلين إلى المسجد الأقصى، باستخدام فاحصات معادن يدوية. ولكن أوفير جندلمان، المتحدث بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال ردا على استفسار من وكالة الأناضول عن هذا التقرير: «لا نعلق على هذا التقرير». وبدورها قالت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، ردا على استفسار من وكالة الأناضول عن التقرير: «تطبيقا لقرارات المستويات السياسية العليا، تواصل الشرطة فحص حلول عملية مختلفة هدفها الحفاظ على أمن وأمان وسلامة كافة المواطنين والزوار على حد سواء».

وقالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن في نيويورك «ينبغي لجميع الأطراف العمل على تهدئة التوتر ونحن نعرض أي مساعدة يمكننا تقديمها للمساهمة في هذا». وأضافت «من الضروري ضمان الأمن وحرية الوصول إلى المواقع المقدسة».

وقال البيت الأبيض في بيان في وقت متأخر أمس الأول إنه «يشيد بجهود إسرائيل للحفاظ على الأمن خلال خفض حدة التوترات في المنطقة».

وقال مفوض الإعلام والثقافة في حركة «فتح» ناصر القدوة، إن القدس رمز للقضية الفلسطينية وما يحدث فيها مرفوض، وعلى إسرائيل التراجع عن كافة الإجراءات، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 14 الجاري.

وأضاف القدوة خلال لقائه مع صحفيين أجانب أمس، أن القيادة اجتمعت أمس الأول وجددت رفضها لهذه الإجراءات، وقطع كافة الاتصالات مع إسرائيل. ولفت إلى أن إسرائيل تغلق 7 من بوابات الحرم القدسي من أصل 9 بوابات، كما أغلقت الحرم بشكل كامل لأكثر من 48 ساعة، وهو ما لم يحدث منذ عام 1969. وأشار إلى انه رغم قيام سلطات الاحتلال بإزالة البوابات الالكترونية، إلا أنها نصبت كاميرات مراقبة، وتواصل إغلاق 7 من بوابات الحرم القدسي. وأوضح أن الإجراءات الإسرائيلية، التي يقودها الجناح اليميني المتطرف تتعارض مع القانون الدولي، وتخلق أزمة في المنطقة. لافتا إلى أن المقدسيين والمرجعيات الدينية والوطنية يرفضون كافة الإجراءات الإسرائيلية، ويدافعون عن الأقصى بصدورهم العارية.

وشدد على أن القدس الشرقية عاصمة فلسطين ولن نقبل بما هو اقل من ذلك، وعبر عن فخره برجال ونساء وأطفال القدس، الصامدين في وجه الإجراءات والممارسات الإسرائيلية العنصرية. في السياق، قال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، إن الصراع على المسجد الأقصى والقدس هو جوهر الصراع، وهو صراع على السيادة في هذه البقعة التي تعبر عن الهوية الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها الدينية والثقافية والحضارية، ومن غير المسموح شعبيا ولا رسميا خسارة هذه المعركة بأي شكل كان. وأضاف ان هذا يتطلب من الجميع وحدة وطنية حقيقية بين كل فصائل العمل الوطني والإسلامي، وأن يكون الجميع واعيا لحجم التحديات والخطر المحدق بالكل الوطني الفلسطيني وبقضيتنا برمتها، ويتطلب ذلك أيضا التحاما واضحا مع القيادة الوطنية الشرعية الفلسطينية المتمثلة بالرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذي يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني برمته، وهنا نود إعادة التأكيد على مطلبنا لحماس أن تأتي للوحدة الوطنية دون تردد أو مماطلة، تلبية لنداء الأقصى والقدس.

وشدد القواسمي في تصريح صحفي وصل«عُمان» نسخة منه، أمس ، على أن أية محاولة لتغيير البوصلة أو حرفها عن مسارها الطبيعي الذي يجب أن يشير الى القدس العاصمة والمسجد الاقصى فقط دون غيرهما، أو أية محاولة لتأخير الوحدة الوطنية وتبديل الأولويات، والانخراط بوهم النغمة التي نسمعها كل حين حول قيادات روابط القرى الجديدة، أو الحل الاقليمي المزعوم، هو انخراط مباشر في تنفيذ المخطط الإسرائيلي، مؤكدا أن المعركة بحاجة الى نفس طويل، ورجال مؤمنين بالله وبعدالة قضيتنا، وبقدسنا عاصمة أبدية بكل ما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية.

وأعاد القواسمي التأكيد على موقف حركة فتح الثابت في حتمية إزالة كل المعيقات التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية أمام المصلين، وإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل الرابع عشر من الشهر الجاري، وأن هذه الموقف ليس للمساومة او المفاوضات، ولن نقبل بالحلول الجزئية أو المرحلية، وأننا سنواصل دفاعنا عن قدسنا ومسجدنا مع أهلنا وشعبنا في القدس الصامد الصابر البطل.