1069189
1069189
المنوعات

«دار الكتاب العامة» بصلالة تحتفي بقراءة في كتاب «المنهج الفلسفي للسلطان قابوس»

26 يوليو 2017
26 يوليو 2017

تزامنا مع احتفالات السلطنة بيوم النهضة المباركة -

صلالة - أحمد بن عامر المعشني -

نظمت أسرة مكتبة دار الكتاب العامة بصلالة مساء أمس الأول احتفالية يوم النهضة المباركة الثالث والعشرين من يوليو المجيد، متضمنة محاضرة حول قراءة في كتاب المنهج الفلسفي للسلطان قابوس للكاتب السوداني عبد المنعم همت، في قاعة عبدالقادر الغساني بمكتبة دار الكتاب بصلالة تحت رعاية سعادة المستشار عبدالله بن عقيل آل إبراهيم القائم بأعمال نائب محافظ ظفار، وبحضور عدد من المسؤولين والمثقفين والكتاب والإعلاميين وجمع من المواطنين.

وقد هدفت المحاضرة إلى تقفي أثر النهضة منذ بدايتها وتداعياتها على المحيط المحلي والإقليمي والدولي، وتناولت استراتيجية وفلسفة التغيير عند جلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه-، وسلطت الضوء على التحديات الفكرية التي كانت تواجه السلطنة قبل 1970، كما حددت سمات التغيير عند السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- مقارنة بالتغيير في الغرب أو ما يعرف بالتنوير الغربي. وفي بداية الأمسية ألقى الشيخ مصطفى بن عبدالقادر الغساني عضو مجلس إدارة المكتبة كلمة أكد فيها بأن المكتبة دأبت على عمل مثل هذه الأمسيات الثقافية، مشيرا إلى أن هذه الأمسية تأتي في إطار احتفال السلطنة بيوم النهضة المباركة.

ويؤكد الغساني بأن اللسان والقلم يعجزان بكل تأكيد عن التعبير بما تكنه القلوب وتختلجه الضمائر من مشاعر وطنية صادقة ونبيلة تجاه هذا الوطن الذي قدم الكثير لشعبه الوفي وجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- الذي سخر كل طاقاته من أجل إسعاد هذا الوطن وأبنائه الأوفياء أينما كانوا، مضيفا: إننا كمواطنين لا بد أن نقف وقفة إجلال وعرفان للحكومة على ما قدمته، وما تقدمه لأبناء هذا الوطن.

وأوضح الدكتور عبدالمنعم همت أن المحاضرة هي سياحة في عقل مفكر فذ استطاع إحداث نقلة نوعية في الفكر من خلال إثبات صحة معتقده الفكري.

مشيرا إلى أن الأحداث أكدت ان استراتيجية التغيير والتنوير التي اتبعها السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- تسير في الاتجاه الصحيح. ومن المرتكزات الأساسية في الفكر السامي: الشورى، وحرية التفكير، والتوازن الحضاري، والتوازن الوجداني، واستلهام التراث العماني بالإضافة الى المرتكز الأكبر وهو الدين الإسلامي الحنيف.

موضحا أن الرؤية السامية تقر بأنه لا يوجد مصطلح «رجال دين» في الإسلام بل علماء دين وبذلك حدد اختلاف الأدوار بين رجال الدين المسيحي وعلماء الدين الإسلامي والفرق شاسع بين المفهومين.

فعندما أصاب الوهن الكثير من المجتمعات الإسلامية لأسباب متنوعة كان لابد من إشراقات تزيل هذا الضباب الفكري والعتامة المعرفية التي أصابت الفكر العربي.

وبالنظر إلى المجتمعات العربية فيبدو أن المعرفة فيه لم تكن متصلة وتراكمية وذلك يرجع إلى أسباب سياسية واقتصادية وثقافية كما نلاحظ ان العقل العربي يميل الى استدعاء الماضي ليجيب عن الحاضر ويتم ذلك دون استحداث الآليات ومراعاة خصوصية المجتمعات الحديثة، فدخل العرب الى المستقبل عبر بوابة الماضي بينما دخلت السلطنة إلى المستقبل عبر بوابة الحاضر فجاءت الرؤية الحكيمة مزجا بين المعاصرة والأصالة.

موضحا أن التنوير الغربي استطاع ان ينشئ مجتمعات متقدمة اقتصاديا ولكنها تعاني من التوازن الروحي وتعيش الفراغ والتناقض، فمثلا يرفعون شعارات الحرية والعدالة والمساواة ولكن لا يطبقون ذلك عمليا.

وفي صعيد متصل أشار المحاضر إلى أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- أحدث التغيير عبر مساريين الأول داخلي والآخر خارجي، فالتغيير الداخلي بطرحه مجموعة من الأفكار الموجودة داخل المجتمع وجدواها وقابليتها للتطوير، مؤكدا ان التغيير يجب ان يقوم على أساس قوي من التراث العريق والظروف الذاتية والموضوعية وفي الإطار ذاته حددت السياسة الحكيمة الأشخاص المناط بهم المساهمة في التغيير وهم كافة المسؤولين، وشيوخ القبائل، والمرشدون الدينيون، وكل المعنيين بالأنشطة العلمية والتربوية والثقافية والاجتماعية.

أما التغيير الخارجي فيؤكد جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- على أهمية الاستفادة من الاكتشافات العلمية والبحوث والتطور فيما لا يتعارض مع الإسلام.

وتطرق مؤلف كتاب المنهج الفلسفي الى قدرات جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- الفكرية في رسم خارطة طريق للأزمات المحلية والدولية، وأكد ان جلالته -أيده الله- مفكر نقدي يقيم فكره ويصحح الأخطاء من خلال التطبيق.

ودعا الكاتب إلى إدخال الفلسفة السامية في المناهج التعليمية كما أشار إلى أهمية نشر فكر جلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- داخل وخارج البلاد وقال: إن العرب يقدمون مفكريهم على استحياء.

وفي ختام المحاضرة جاءت المداخلات والأسئلة إثرائية و معبرة عن الاهتمام الكبير بكتاب المنهج الفلسفي عند جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه-.

ولقد تخلل الفعالية مشاركات شعرية من شاعر سوداني ومصري بالإضافة الى الشاعر طارش قطن.

وفي الختام قام سعادة المستشار عبدالله بن عقيل آل إبراهيم القائم بأعمال نائب محافظ ظفار والشيخ مصطفى بن عبدالقار الغساني بتكريم المحاضر وبعض الشعراء المشاركين في الأمسية بعدها قام مصطفي الغساني بتقديم هدية تذكارية لسعادة المستشار راعي المناسبة.