1062498
1062498
مرايا

مواقع التواصل الاجتماعي تسيطر على التجمعات الأسرية والشبابية في العراق

26 يوليو 2017
26 يوليو 2017

بغداد ـ جبار الربيعي:-

سيطرت مواقع التواصل الاجتماعي على غالبية التجمعات الأسرية والشبابية في العراق، حيث أصبحت تلك المواقع خلال السنوات الأخيرة الشغل الشاغل للكثير منهم وسيطرت عليهم في أماكن عملهم وتواجدهم في المقاهي وحتى في الجلسات العائلية، الأمر الذي دفع وزارة التعليم العالي في العراق إلى إقرار مادة التربية الإعلامية الرقمية كمادة تدرس في الجامعات العراقية للحد من سلبية استخدام المواقع التواصل الاجتماعي.ويقول المواطن عبدالله (35 عاماً) “إن مواقع التواصل الاجتماعي أخذت مني الكثير من الوقت حيث انشغل في بعض الأوقات عن تأدية بعض الواجبات في عملي وحياتي الأسرية”. ويضيف عبدالله ، وهو أب لثلاثة أطفال: لقد أبعدتني تلك المواقع عن عائلتي وأهلي وأصدقائي بسبب الإفراط الكبير في استخدامها وأنا الآن عازم على تركها”. وأقر عبدالله “بسيطرة مواقع التواصل الاجتماعي على الكثير من التجمعات الأسرية والشبابية” مشيراً إلى انه “ اصبح الحصول على رمز الانترنت “الواي فاي” أمراً مهماً للضيف وفي حال الحصول على الرمز ينشغل الضيف بتصفح المواقع ليكون بذلك بديلاً عن الكلام مع أهل الدار!”. ويمكن الحصول على أجهزة الموبايل التي تستخدم نظام الأنترنيت بسهولة حيث تتراوح أسعارها ما بين 75 إلى أكثر من 650 دولاراً أمريكياً.فيما قال المغترب العراقي في استراليا، وليد محمد إن “ مواقع التواصل الاجتماعي جعلتني قريب من أهلي وأصدقائي في بغداد بعد أن منعتني الأوضاع الأمنية والسياسية التي يشهدها العراق من السفر إليهم”.ورأى المغترب العراقي “مواقع التواصل الاجتماعي نعمة لمن يحسن التصرف معها ولقمة لمن يسيء استخدامها”. إلى ذلك، وصف الأستاذ الجامعي عراك غانم ما يشهده العالم اليوم بـ “عصر نهايات ما بعد الحداثة”. ويقول عراك، وهو أستاذ التربية الإعلامية في إحدى الجامعات العراقية “ كل شيء مبني على الظرفية أي في ظرف ما نتواصل ونتصل بالآخرين وفي وقت آخر من الممكن أن لا نتصل، هذا يجعلنا نفكر بأن مواقع التواصل فيها بعدين بعد إيجابي وبعد سلبي” مبيناً انه “ من خلال هذه المواقع يمكننا التواصل مع آخرين لكنها في نفس الوقت وبحسب دراسات تشير إلى أن هذه المواقع سببت عزلة داخل الأسرة” عازياً السبب إلى “المميزات التي تتصف بها مواقع التواصل الاجتماعي كالسهولة وحرية الحركة والمرونة في التصرف، والخصوصية”-على حد تعبيره-. وأضاف: “انه لابد من علاج الظواهر السلبية بشكل كبير, ولا يأتي ذلك إلا من خلال توعية الناس فالحاجة هنا تقتضي أن يكون لدى كل فرد مهارة في التعامل مع هذه المواقع، وقدرة على التمييز الجيد للمحتوى الجيد والقدرة على الاستخدام بشكل وحاجة الشخص دون الوقوع في الترفيه المبالغة والإدمان على الاستخدام”. وأكد الأستاذ الجامعي أن “الآن في الجامعات العراقية تدرس مادة “التربية الإعلامية الرقمية” كمنهج يحل ويعالج الظواهر السلبية والذي يبدأ بإهدار الوقت ومروراً بالتصفح المشبوه للمواقع الخطرة والأفكار المتطرفة التي قد تجعل الفرد أسيراً ومنقادا لها”.واختتم عراك حديثه بالقول “ في عالم اليوم لا توجد السيطرة على الناس فنحن بحاجة إلى سيطرة على التفكير وجعل من كل فرد إنسان محصن ضد تلك الظواهر السلبية”.