د.وائل أبو زيد:علاج النزول الأبيض أسهل وأفضل مع تطور أجهزة التشخيص والعلاج

كتبت - مروه حسن -

العين جوهرة الانسان، ونعمة البصر من أعظم النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا، ويعتبر مرض النزول الأبيض من أشهر الأمراض التي تصيب العين، ويوضح أخصائي طب وجراحة العيون بمركز دار العيون لجراحات الليزر بمسقط د. وائل أبو زيد أن مرض النزول الابيض أو المياه البيضاء كما يطلق عليه في بعض المجتمعات يحدث بسبب حدوث عتامة بعدسة العين الداخلية حيث يتغير لون عدسة العين الداخلية الشفافة لتكتسب اللون الأبيض بشكل تدريجي ويكون ذلك مصحوبا بضعف تدريجي في حدة الإبصار حيث يشعر المريض في المرحلة الأولى للنزول الأبيض كما لو أن غبارا أو ضبابا خفيفا أمام العين والذي يزيد مع الوقت حتى يؤدي إلى ضعف شديد بالنظر في حالة عدم علاجه.وأضاف: أول أسباب النزول الأبيض التقدم في السن، حيث إنه كأي عضو بالجسم تمر العين بمتغيرات عديدة خلال حياتنا من الطفولة وحتى التقدم بالعمر، ويلاحظ مع التقدم في العمر حدوث تغير للون عدسة العين الشفافة إلى اللون الأبيض بشكل تدريجي والذي يسبب بدوره ضعفاً بالنظر مع مرور الوقت.

كما ذكر د. وائل أنه قد يصيب مرض النزول الأبيض أو المياه البيضاء بعض المرضى في سن مبكر ولكن بنسبة أقل من هؤلاء الذين يصابون به نتيجة التقدم في العمر مثل المرضى المصابين بمرض السكري وخصوصا المرضى الذين لا يهتمون بضبط السكر بالدم، وأيضا في بعض المرضى المصابين ببعض الالتهابات الخاصة بالعين كالالتهاب القزحي. كما تعد إصابات العين القوية من أحد الأسباب التي قد تسبب النزول الأبيض.وذكر أيضا أخصائي طب وجراحة العيون بمركز دار اليعون لجراحات الليزر بمسقط أنه يوجد نوع من النزول الأبيض يحدث منذ الولادة أو في مرحلة الطفولة، ويلاحظ الوالدان في هذا النوع وجود لون أبيض غريب عن المألوف داخل حدقة العين سوداء اللون، وفي حال ملاحظة هذا فإنه يتوجب عليهم التوجه لطبيب العيون في أقرب وقت حيث إنه في حالة تشخيص الطبيب لهذا النوع من النزول الأبيض فإن الطفل يحتاج إلى الفحص الفوري تحت المخدر الكامل والذي قد يكون مصحوبا بإجراء إزالة عتامة عدسة العين حفاظاً على وظيفة العين حيث يتم تنمية حدة الإبصار في هذا السن المبكر وإلا ستكون العين معرضة إلى حدوث ما يسمى بكسل العين المتبوع بضعف شديد بالنظر والذي قد يصعب علاجه لاحقاً. يتم تشخيص النزول الابيض بفحص بسيط أثناء زيارة المريض لعيادة طبيب العيون. حيث يتم قياس حدة الإبصار وفحص أجزاء العين كاملة للوقوف على حالة ومرحلة النزول الابيض وأيضا باقي أجزاء العين.

علاج النزول الأبيض

وعن علاج النزول الابيض ذكر د. وائل أنه يتم بإجراء عملية بسيطة لإزالة النزول الابيض، وقبل إجراء العملية يتم عمل فحوصات شاملة للمريض كفحص السكري بالدم وفحص تخطيط القلب وضغط الدم. كما يتم عمل فحوصات الأشعة التليفزيونية للعين وفحص قياس عدسة العين وبعض الفحوصات الاخرى. ويتوجب على المريض أن يمتنع عن الأكل أو الشرب قبل العملية لمدة ست ساعات، ويتم إجراء العملية تحت مخدر موضعي للعين ولا يحتاج إلى التخدير الكامل في معظم الحالات ولا يحتاج إلى ترقيد المريض بالمستشفى حيث يمكنه إجراء العملية والذهاب مباشرة للمنزل بعدها.

ويتم إجراء عملية النزول الأبيض باستخدام تقنية الموجات الصوتية والذي يعد تدخلا بسيطاً يستغرق فترة زمنية وجيزة في حدود خمس عشرة دقيقة. وقد شهدت عملية النزول الابيض تطورا كبيرا بعدما تم إدخال مجال الفتموليزر إلى العملية مما جعلها أكثر سهولة وأكثر دقة وأمناً للمريض وبالتالي نتيجة أفضل. في عملية النزول الابيض يتم استبدال عدسة العين المعتمة بعدسة شفافة صناعية من مادة تسمى مادة صديقة للعين أي أنها لا تسبب أي التهاب أو أثار سلبية للعين، ومع هذا التدخل يستعيد المريض الرؤية الجيدة مرة أخرى.

وأضاف: بعد العملية يتعين على المريض الالتزام ببعض التعليمات الضرورية واستخدام العلاج الموصوف من قبل الطبيب والالتزام باستخدام النظارة الشمسية عند الخروج للشمس المباشرة والابتعاد عن الغبار والأتربة والبخور وأي شيء قد يسبب التهابا أو إزعاجا للعين. كما يمتنع المريض عن أي رياضات عنيفة والسباحة لمدة شهر بعد إجراء العملية.

بالتالي فإن تشخيص وعلاج مرض النزول الأبيض يشهد مع تقدم الطب والتكنولوجيا تطوراً يضيف في صالح المريض ليتمكن من ممارسة أنشطة حياته بشكل أسرع وأفضل، ونحن ندعو الله دائماً أن يمن على كل المرضى بسرعة الشفاء والصحة والسلامة دائماً.