1068631
1068631
العرب والعالم

مجلس النواب الأمريكي يصوت على فرض عقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية

25 يوليو 2017
25 يوليو 2017

ترجيحات بقرب بيونج يانج من اختبار صاروخي جديد -

عواصم - (أ ف ب): صوت مجلس النواب الأمريكي أمس على فرض عقوبات جديدة على روسيا ما يثير الغضب في موسكو وأيضا في أوروبا إذ يتيح فرض عقوبات على مؤسسات أوروبية في قطاع الطاقة.

ويريد النواب الأمريكيون في الوقت الذي يحاول الرئيس دونالد ترامب مد اليد إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فرض عقوبات على هذا البلد بعد حملة التضليل الإعلامي والقرصنة التي نسبت إليه خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي.

والمبرران الآخران هما ضم شبه جزيرة القرم والتدخل في أوكرانيا. الإجماع شبه كامل في مجلس النواب حيث لا يتجاوز عدد أصدقاء موسكو أصابع اليد الواحدة.

وكان مجلس الشيوخ صوت بغالبية 98 صوتا مقابل صوتين في 2 يونيو على هذه الرزمة الجديدة من العقوبات.

وبعد التصويت سيعود النص إلى مجلس الشيوخ لإقراره بشكل نهائي على الأرجح قبل عطلة الصيف في أواسط أغسطس القادم. مشروع القانون كبير ويشمل عقوبات على إيران إضافة لكوريا الشمالية لإطلاقها الصواريخ مما يشكل مخالفة لقرارات الأمم المتحدة.

كما ينص مشروع القانون على آلية غير مسبوقة تثير غضب البيت الأبيض إذ تمنح النواب الحق في التدخل في حال قرر الرئيس ترامب تعليق العقوبات المفروضة حاليا على روسيا. وأصر مسؤولو الحزب الجمهوري على إدراج البند رغم اعتراض السلطة التنفيذية لتخوفهم من نوايا قطب الأعمال السابق إزاء روسيا.

إزاء هذه الضغوط من مجلس النواب، ألمح البيت الأبيض الأحد الماضي إلى أن الرئيس سيقر القانون.

لكن وحتى لو لجأ ترامب إلى الفيتو فمن المرجح أن يكون بإمكان الكونجرس تجاوزه مجددا من خلال تصويت جديد بغالبية الثلثين في المجلسين.

ومن باريس إلى برلين مرورا ببروكسل، أثارت مبادرة الكونجرس الغضب لأنها أحادية الجانب.

حتى الآن كان يتم التنسيق بين أوروبا والولايات المتحدة قبل فرض عقوبات على روسيا حول القرم وذلك لتشكيل كتلة. وحذر المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس أمس الأول من أن وحدة مجموعة السبع إزاء العقوبات أساسية لان الأمر يتعلق باحترام تطبيق اتفاقات مينسك، وذكر بأن رئيس المفوضية جان كلود يونكر قال قبل قمة مجموعة العشرين: إن الاتحاد الأوروبي مستعد دائما للرد.

وأعربت عدة دول أوروبية في مقدمتها ألمانيا عن الغضب لان القانون سيتيح للرئيس الأمريكي فرض عقوبات على الشركات العاملة على خطوط الغاز القادمة من روسيا من خلال فرض قيود على تعاملاتها مع مصارف أمريكية مثلا أو من خلال استبعادها من الأسواق العامة في الولايات المتحدة. ويمكن لمثل هذا الإجراء أن يفسح نظريا المجال أمام فرض عقوبات على مجموعات أوروبية شريكة في مشروع أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» والتي يفترض ان تسرع وصول الغاز الروسي الى ألمانيا اعتبارا من 2019، وخصوصا الفرنسية «آنجي» والألمانيتان «يونيبر» و«فينترشال» والنمساوية «أو أم في» والبريطانية-الهولندية «شل».

حتى الآن كان الخط الأحمر الذي حددته واشنطن وبروكسل هو ألا تشمل العقوبات إمداد أوروبا بالغاز.

إلا أن مجلس النواب الأمريكي أجرى أمس الأول تعديلا طفيفا في ما يبدو أنه تسوية، على مادة بحيث تستهدف العقوبات أنابيب الغاز التي أصلها في روسيا ويستثني تلك في بحر قزوين القادمة من كازاخستان وتمر فقط عبر روسيا. كما ينص مشروع القانون الأمريكي على ان يقرر الرئيس العقوبات «بالتشاور مع الحلفاء الأوروبيين».

وحذر الكرملين من أن مواصلة سياسة العقوبات تضر بمصالح بلدينا. في السياق ازدادت التكهنات أمس بشأن استعدادات تقوم بها كوريا الشمالية لإجراء اختبار صاروخي جديد يتزامن مع ذكرى انتهاء الحرب الكورية، بعد أسابيع فقط على إجرائها أول اختبار ناجح لصاروخ بالستي عابر للقارات يحذر خبراء من قدرته على بلوغ ولاية ألاسكا الأمريكية.

وأفادت تقارير إعلامية أمريكية وكورية جنوبية نقلا عن مسؤولين في الاستخبارات والجيش أنه تم رصد تحرك لمركبات تحمل معدات إطلاق صواريخ.

وأضافت التقارير إن التجربة التي حذر مسؤولون في كل من واشنطن وسول من أنها قد يكون لصاروخ عابر للقارات يمكن أن يتزامن مع الذكرى الرابعة والستين لانتهاء الحرب الكورية في 27 يوليو. وتحتفل كوريا الشمالية التي تملك سلاحا نوويا في هذا التاريخ بذكرى «يوم النصر».

ولا تزال الكوريتان عمليا في حالة حرب إذ انتهى النزاع الذي استمر ثلاثة أعوام باتفاق لوقف إطلاق النار، وليس بمعاهدة سلام كاملة. ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الرسمية عن مسؤول كوري جنوبي قوله إنه «تم بشكل مستمر رصد مركبات تستخدم كناقلات-ناصبات-قاذفات تحمل قاذفات صواريخ بالستية عابرة للقارات في مقاطعة بيونغان الشمالية». وأضاف المصدر «هناك احتمال كبير بأن تجري كوريا الشمالية (اختبارًا صاروخيًا) في، أو قبل أو بعد، يوم الهدنة في 27 يوليو».

وفي عام 2014 احتفلت الدولة الشيوعية بالذكرى عبر إطلاق صاروخ قصير المدى من طراز «سكود-ب» في 26 يوليو. ونقلت «يونهاب» كذلك عن مصدر عسكري كوري جنوبي قوله: إن بيونج يانج ربما تعد لتجربة نوع جديد من الصواريخ العابرة للقارات أو أخرى متوسطة المدى، وهو ما كانت أشارت إليه شبكة «سي ان ان» الإخبارية نقلا عن تقارير استخباراتية أمريكية.

إذ نقلت «سي إن إن» عن مسؤول دفاعي أمريكي أن كوريا الشمالية تستعد على ما يبدو لإجراء اختبار صاروخي جديد. وأشار المسؤول إلى أن مركبات تستخدم كناقلات تحمل معدات إطلاق صواريخ شوهدت لدى وصولها إلى كوسونج في مقاطعة بيونجان الشمالية الجمعة الماضية. شهدت كوسونج عددا من التجارب إحداها في شهر مايو عندما قطع صاروخ بالستي متوسط المدى مسافة أكثر من 700 كلم. وأثارت بيونج يانج قلق المجتمع الدولي في الرابع من يوليو يوم عيد الاستقلال في الولايات المتحدة، عندما اختبرت أول صاروخ عابر للقارات يعتقد خبراء أنه قادر على بلوغ ولاية ألاسكا، في تطور غير مسبوق في برنامجها التسلحي.

وتقترب كوريا الشمالية عبر هذا الصاروخ العابر للقارات من تحقيق حلمها بإيصال رأس نووي إلى الأراضي الأمريكية، ما يشكل تحديا أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ورفضت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي الاستجابة إلى عرض سول بدء حوار لتخفيف التوتر.

وقال مسؤول دفاعي كوري جنوبي لوكالة فرانس برس: «نراقب عن كثب كوريا الشمالية تحسبا لاحتمال قيامها بأفعال استفزازية».

من جهته اعتبر مسؤول كوري شمالي أمس أن قرار واشنطن حظر سفر المواطنين الأمريكيين إلى بلاده لن يكون له أثر على قطاع السياحة، مشددا على أن بيونج يانج لا تبالي به «على الإطلاق». وسيتخذ القرار الأمريكي رسميا هذا الأسبوع، وفور دخوله حيز التنفيذ لن يكون جواز السفر الأمريكي صالحا للسفر للدولة الآسيوية المعزولة، والتي تخضع لعقوبات من الأمم المتحدة بسبب برامجها للتسلح النووي والبالستي. ويزور نحو خمسة آلاف سائح غربي كوريا الشمالية سنويا، 20 بالمائة منهم أميركيون، بحسب وكالات السفر. وتكلف رحلة مدتها أسبوع واحد نحو ألفي دولار أمريكي.

لكن هان شول-صو نائب مدير منطقة وونسان لتطوير التعاون نفى أي تأثير جراء هذه الخطوة.

وقال هان لوكالة فرانس برس في بيونج يانج: «إذا قالت الحكومة الأمريكية إن الأمريكيين لا يستطيعون السفر لهذا البلد (كوريا الشمالية)، فنحن لا نبالي على الإطلاق». وجاء القرار الأمريكي إثر وفاة الطالب الأمريكي في جامعة فيرجينيا اوتو وارمبير الذي اعتقل في كوريا الشمالية وحكم عليه بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة بسبب سرقة ملصق دعائي من فندق في بيونج يانج.