تفاعل كبير في المخيم الصيفي للجوالة ومنتدى الشباب الخليجي

جلسات في الابتزاز الإلكتروني والتسلق الجبلي والشباب والتطوع -

انطلقت صباح أمس الجلسات الحوارية التي تناولت عددا من المواضيع التي تهم الشباب حيث سجلت الجلسات حوارات ونقاشات هادفة أثرت أوراق العمل المقدمة للمشاركين في أنشطة المخيم الكشفي الصيفي لمرحلة الجوالة والمنتدى الكشفي الخليجي الأول للشاب الذي يقام خلال الفترة من 22 - 28 يوليو الجاري تحت شعار (الكشفية .. ومشاركة الشباب) حيث تناولت الجلسات الأمن المعلوماتي والابتزاز الإلكتروني والصحة الغذائية المتكاملة والتسلق الجبلي واجتياز الموانع وتدريبات كشفية على عدد من المهارات الحياتية، فيما سجلت ندوة (الكشفية ومشاركة الشباب) عرضا لتجارب شبابية رائدة، وذلك على أرض المخيم الكشفي الدائم بسهل جبل آشور بمحافظة ظفار.

الابتزاز الإلكتروني

وقدم المحاضر عبدالله بن سعيد بن سالم العنسي من الهيئة العامة لطيران المدني جلسة بعنوان ( حصن ذاتك من الابتزاز الإلكتروني) حيث عرفها على أنها عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح (المبتزين) كالإفصاح بمعلومات سرية خاصة بجهة العمل أو غيرها من الأعمال غير القانونية. وأوضح: عادة ما يتم تصيد الضحايا عن طريق البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كـ( الفيس بوك، تويتر، وإنستجرام..) وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي نظرًا لانتشارها الواسع واستخدامها الكبير من قبل جميع فئات المجتمع، وتتزايد عمليات الابتزاز الإلكتروني في ظل تنامي عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والتسارع المشهود في أعداد برامج المحادثات المختلفة.

وتطرق إلى شرح طرق عمليات الابتزاز الإلكتروني والوسائل التي يتبعونها في تحقيق مآربهم، فتبدأ عن طريق إقامة علاقة صداقة مع الشخص المستهدف، ثم يتم الانتقال إلى مرحلة التواصل عن طريق برامج المحادثات المرئية ثم يقوم المبتز باستدراج الضحية وتسجيل المحادثة التي تحتوي على مواد مسيئة وفاضحة للضحية، ثم يقوم أخيرا بتهديده وابتزازه بطلب تحويل مبالغ مالية أو تسريب معلومات سرية، وقد تصل درجة الابتزاز في بعض الحالات إلى إسناد أوامر مخلة بالشرف والأعراف والتقاليد مستغلًا بذلك استسلام الضحية وجهلها بالأساليب المتبعة للتعامل مع مثل هذه الحالات. وأشار الى طرق تجنب الوقوع في فخ المبتزين كتجنب طلب صداقات أو قبول طلب صداقات من قبل أشخاص غير معروفين وعدم الرد والتجاوب على أي محادثة ترد من مصدر غير معروف وتجنب مشاركة معلوماتك الشخصية حتى مع أصدقائك في فضاء الإنترنت وأيضا رفض طلبات إقامة محادثات الفيديو مع أي شخص، ما لم تكن تربطك به صلة وثيقة. واختتم المحاضر جلسته بشرح قانون الجريمة العماني فنظرا لكون هذا النوع من الجرائم حديثا - بعض الشيء - فإن القوانين التي تنظم التعامل معه تعتبر قليلة، وحديثا صدرت قوانين لمكافحة جرائم تقنية المعلومات، ففي سلطنة عُمان - على سبيل المثال - ينص القانون في مادته الثامنة عشرة على أنه: يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن شهر ‏ولا تزيد على ثلاث ‏سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف ريال عماني ولا تزيـد علـى ‏ثلاثـة آلاف ريـال عماني أو ‏بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ‏استخدم الشبكة المعلوماتية أو وسائل تقنية المعلومات في تهديد ‏شخص وتكون العقوبة ‏السجن المؤقت ‏مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على عشر سنوات وغرامة ‏لا تقل عن ثلاثة آلاف ‏ريال عماني ولا تزيد على عشرة آلاف ريال ‏عماني إذا كان التهديد بارتكاب جناية أو بإسناد أمور مخلة ‏‏بالشرف أو الاعتبار.

خطر المخدرات

قدم الرقيب ياسر بن حمود المصلحي من شرطة عمان السلطانية محاضرة عن (المخدرات والمؤثرات العقلية) بدأها بالتعريف بأنواع المخدرات والمؤثرات العقلية ومنها «الأفضل» وهي عبارة عن أوراق التبغ المجروش وتعرف باسم أفضل وغالبا ما تحفظ بداخل أكياس ورقية ، والنوع الثاني «النسوار» وهو عبارة عن مسحوق أوراق التبغ حيث توضع كمية قليلة منه بين الشفة والأسنان يمتص النيكوتين عن طريق الأغشية المخاطية وتحتوي على نفس المواد الموجودة النوع الأول، والنوع الثالث ويسمى «البامبراك» ويتكون من أوراق التبغ المسحوقة مع مسحوق بيكربونات الصوديوم وتوضع عادة بين الشفة السفلى والأسنان وتقوم بيكربونات الصوديوم مع اللعاب على النيكوتين الذي يمتص عن طريق الأغشية وتعطي نفس التأثير الذي تعطيه الأنواع السابقة، أما النوع الرابع « السفه أو جوتكاه» ويتكون من مسحوق أوراق التبغ مخلوطة مع العطرون الذي يتكون من كربونات بيكربونات الصوديوم والماء وتخلط جميعا وتوجد على هيئة عجينة ويؤخذ جزء منها بين الشفة السفلية والأسنان وتمتص عن طريق الأغشية المخاطية وتأثيرها يشبه تأثير الأنواع الأخرى، والنوع الخامس هو عبارة عن خليط متجانس من الشمة الهندية مع الجير وتعرف بأسماء مختلفة بين أوساط متعاطيها .

وحذر الرقيب ياسر المشاركين من التدخين لأنه بوابة وخطوة أولى نحو عالم الإدمان وعدم تناول حبوب غير معروفة إلا بعد استشارة الطبيب حتى لو كانت من أعز الأصدقاء وعدم الانصياع خلف مقولات ان الحبوب المخدرة تساعد على اليقظة والاستذكار والابتعاد عن الرفاق الذين تراودك فيهم الشكوك بأنهم يتعاملون مع مروجي المخدرات، بعدها قام الجوالة المشاركون بزيارة الحافلة المتنقلة للتوعية من المخدرات والتي ضمت عينات من أنواع المخدرات، وبعض الأدوات المستخدمة في تعاطي المواد المخدرة والملابس الممنوعة من البيع في الأسواق والمحلات التجارية لأنها تحمل صورة لنبتة الماريجوانا.

التسلق الجبلي

من جانبه قدم عيسى محمد الصوافي من فريق شباب عمان للمغامرات جلسة تدريبية بعنوان (التسلق الجبلي) عرف خلالها بأدوات التسلق في الجبال والمواقع السياحية لممارسة رياضة تسلق الجبال، موضحا ان الرياضة من الأدوات المهمة للترويج السياحي لعدد من المواقع بالسلطنة كون هذه الرياضة من الرياضات التي تستهوي الكثير من شباب العالم، بعدها قام الجوالة بتنفيذ عدد من التمارين العملية لعمليات تسلق الجبال واجتياز الموانع.

ندوة الشباب

نظمت مساء امس ندوة حوارية بعنوان ( الكشفية ومشاركة الشباب) أدارها القائد عبدالله بن محمد العبري قائد عام المخيم، بدأها بمقدمة عن الجوالة والصعوبات التي تواجه الشباب في العالم ، رابطا منهج الجوالة ودوره في حل المشكلات، كما استعرض أهم أهداف ومبادئ الكشافة كإعداد الفتيان والفتيات وتنظيمهم وتنمية شخصياتهم وقدراتهم وغرس روح الولاء والتضحية في نفوسهم وتربيتهم على روح القيادة وتحمل المسؤولية وعلى التعاون من خلال العمل بروح الفريق الواحد، وأيضا تطوير النمو البدني والعقلي والاجتماعي للشباب كمواطنين مسؤولين وكأعضاء في مجتمعاتهم المحلية والوطنية والعالمية علاوة على إعداد وتنفيذ البرامج الكشفية والإرشادية، وعقد الندوات واللقاءات المتنوعة وتنمية روح الخدمة الوطنية والاجتماعية والإنسانية، مؤكدا أن الكشفية هي رسالة الشباب لبناء عالم الغد مستعرضا بعض القصص عن مشاركة الشباب العربي في حل المشكلات الإيجابية وعلاقتها بالكشفية، وقانون الكشفية ودوره في التعامل مع الشباب.

التطوع وتمكين الشباب

وقدم القائد احمد بن محمد العبري قائد المنتدى الكشفي الخليجي الأول للشباب حلقة (تمكين الشباب الكشفي للعمل التطوعي) ناقش المشاركون في المنتدى الخليجي حول العمل التطوعي من المنظور الإسلامي والعالمي وتم تعريفهم بحقوق ومسؤوليات المتطوعين وأشكال ودوافع العمل التطوعي، كما تناول طرق تمكين الشباب وطرق تدريبهم، وفتح المجال للمشاركين للحديث عن التطوع في المؤسسات والجمعيات الخيرية والأهلية والصعوبات التي يواجهونها في العمل التطوعي وقد تضمنت الجلسة التدريبية تمارين وحلقات نقاش بين المشاركين وعرض فيلم يحكي قصة أحد المتطوعين.

انطباعات

تواصلا للقاءات مع رؤساء الوفود والجوالة المشاركين في المخيم والمنتدى الخليجي وجه القائد علي القلاف رئيس وفد جوالة دولة الكويت شكره للمديرية العامة للكشافة والمرشدات على استضافتها للمخيم الصيفي الكشفي لمرحلة الجوالة والمنتدى الخليجي الأول للشباب وعلى حسن الضيافة والاستقبال والتنظيم الرائع للمخيم، وأضاف: يزخر المخيم ببرامج منوعة وذات قيمة عالية وفائدة كبيرة لنا، كونها تشمل مختلف الجوانب العلمية والفكرية والثقافية والترفيهية والسياحي والنشاط الرياضي والرحلات الاستكشافية، مما يحقق الفائدة للجوالة المشاركين بإكسابهم مهارات جديدة وتبادل الخبرات والمعارف بين الوفود المشاركة وصقل المواهب الشبابية وتنميتها. وأشاد القائد طلال حمود الشمري رئيس وفد المملكة العربية السعودية بالمنتدى الخليجي الأول للشباب وقال: يعتبر من المنتديات المهمة بما يتضمنه من حلقات عمل وجلسات تدريبية وجلسات نقاشية قيمة، كدور الشباب في إحداث التغير الإيجابي، وتصميم المشاريع المجتمعية لمرحلة الجوالة والتخطيط الاستراتيجي الشخصي وغيرها من البرامج والجلسات التي تهدف إلى إكساب جميع الجوال المشاركين في المنتدى الخليجي عددا من المعارف والمهارات والخبرات وتبادل الأفكار وتمكين الشباب ليكونوا فاعلين وإيجابيين في حياتهم العلمية والعملية بما يعود بالنفع على أنفسهم ومجتمعاتهم.

مخيم ناجح

قال الجوال عادل حديد الغيلاني من عشيرة جوالة نادي صور: المخيم ناجح والبرامج المعدة جيدة ومتنوعة فهناك الألعاب الرياضية المتنوعة والتي أتاحت للجميع المشاركة فيها، وبث روح المنافسة بين الجميع وأيضا تنوع برامج المنتدى الكشفي الخليجي الأول للشباب الذي تم فيه عمل جلسات تدريبية عن أهمية الشباب ودورهم في تنمية أنفسهم والمجتمع، والقدرات التي يملكونها وكيفية الاستفادة لتطوير أنفسهم وذواتهم كما جاء هذا المخيم بمشاركة خليجية وهذه نقطة فعالة وجيدة لتوطيد علاقات الود والإخاء والمحبة بين الدول الشقيقة مما يسهم في تبادل وكسب الخبرات بين الجميع وأيضا التعرف على ثقافات الدول الأخرى بالإضافة الى ان مشاركتنا في هذا المخيم اكسبتنا العديد من المعارف والمهارات المختلفة وتبادل الخبرات وكيفية شغل أوقات الفراغ وأيضا تنمية وتطوير وصقل مواهبنا وحب العمل التطوعي الذي يعد أحد أهم أسباب السعادة.

حافز

وتحدث الجوال محمد بن علي البلوشي من جامعة الشرقية عن الفعاليات والبرامج قائلاً: إنها كانت ممتعة وحافزا لكل المشاركين للتنافس واستفدت كثيراً من البرامج كما وجدت روح المنافسة وقت تقديم البرامج والزيارات الصباحية الإشرافية والتي تعلمت منها الانضباط وروح التنافس الشريف، كما كان المنتدى الخليجي فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز المودة والأخوة بين جوالة مجلس التعاون الخليجي، وفرصة للتعرف على عادات وتقاليد الدول المشاركة، مؤكدا ان المخيمات الكشفية تفتح أفاقا وأبعادا لتمكين الشباب وتبادل الأفكار بين عشائر الجوالة العمانية والوفود الخليجية والعربية المشاركة. وقال الجوال عبدالله الشمري من المملكة العربية السعودية: البرامج المعدة للمخيم والمنتدى الخليجي متنوعة بين الحلقات النقاشية والتدريبية وجلسات لعرض المواهب والإبداعات الشبابية التي جسدت معاني التنافس الشريف وروح التحدي والحماس، مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذل من قيادة المخيم واللجان القائمة عليه وقال: ما لمسناه من حسن إعداد وتنظيم شيء يثلج الصدر ويدعو للفخر من كل المشاركين في المخيم الصيفي لمرحلة الجوالة والمنتدى الخليجي.