صحافة

الرسالة: إلا.. الأقصى

21 يوليو 2017
21 يوليو 2017

في زاوية أقلام وآراء كتب إبراهيم المدهون مقالا بعنوان : #إلا_الأقصى، جاء فيه:

الأقصى صاعق تفجير، وفي أي لحظة نحن أمام مواجهة عسكرية فطالما الأقصى بخطر فنحن في خطر وقضيتنا في خطر، أن لم يعد الاحتلال عن خطواته وإجراءاته في الأقصى وغزة فالسيناريو الوحيد أمام شعبنا ومقاومته هو الاشتباك مهما كلفنا من ثمن.

ندرك جميعا أن المسجد الأقصى يواجه تهديدا حقيقيا وخطرا شديدا. فالاحتلال يعلن أهدافه ومخططاته ويكشف مراميه ويتبجح بها ليل نهار، ويتقدم وفق رؤية واضحة تتمثل بتحويل المسجد الأقصى المبارك لكنيس يهودي. وللأسف يسير الاحتلال يوميا بخطوات مدروسة تقربه من تحقيق هدفه، فحفر الأنفاق وسيطر على أسفل الحرم، وضيق على المسلمين وحدّ من وصول الفلسطينيين للمسجد والصلاة والاعتصام، وصل الحال أن يغلق الأقصى في وجه المسلمين في سابقة خطيرة، ويفتح عبر بوابات إلكترونية أشبه بكونها حاجزا عسكريا، كما نلحظ تدرجا باقتحامات صهيونية سياسية ودينية متصاعدة تزداد كثافة مع الزمن، والمطالبة بتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا، وهي المرحلة قبل الأخيرة للاستيلاء على الأقصى بشكل كامل وتحويله للهيكل المزعوم.

هناك عملية تخدير وتهيئة للرأي العام العربي والإسلامي لضياع المسجد الأقصى، وقد بدأت بازدياد وتيرة الأخبار اليومية عن الاقتحامات ومخاطر المسجد، حتى تحولت لخبر روتيني اعتيادي، وللأسف نحن نساهم بتخدير الشعور الفلسطيني أمام المخاطر الذي يتعرض لها المسجد الأقصى فيوميا هناك أخبار وعناوين كبيرة وضخمة عن اقتحامات وزيارات ومواجهات، فانتج حالة من البلادة الشعورية تجاه المسجد الأقصى.

كما أن الإعلام الفلسطيني يتناول القضية ببروتوكولية جامدة بعيدة عن الروح وكأنها عبء على النشر لا يعرف كيف يعرضها أو ديكورا لتجميلها، والساسة والمحللون يخرجون عاجزين ماذا يقولون أمام المشكلة وهي واضحة وبينة كما أن حالها معروف، والقادة السياسيون والأحزاب والسلطة موقفهم سلبي أيضا حيث يضمنون خطاباتهم شعارات مكررة دون أي توجه أو قرار، فالجميع يهرب من مواجهة الحقيقة ويحاول تجاهلها وهي أن القبلة تضيع منا ونحن ندفن رأسنا بالرمل لكي لا نشعر بالكارثة، ولا نحرك ساكنا خوفا من دفع الثمن، فنتحول لمجموعات متلاومة نلقي المسؤولية على بعضنا البعض، رغم أن الجماهير الفلسطينية مستنفرة داخليا وتمتلك استعدادا كبيرا للتضحية والثورة لإنقاذ مسرى رسول الله.

لن يستطيع المرابطون وحدهم الدفاع وحماية المسجد الأقصى، ولا يعقل الاعتماد فقط على الحركة الاسلامية وأهالي القدس الشجعان بمفردهم في ساحة المواجهة، فالأمل الوحيد يتمثل بهبة وثورة لا تحسب أي حساب إلا إنقاذ المسجد الأقصى من الضياع، هبة فلسطينية جامعة متكاملة ومتزامنة في الضفة وغزة والمدن المحتلة عام 48 وفي الشتات واللجوء.

إنها الفرصة الفلسطينية الكبرى لإحداث تحول حقيقي على واقع شعبنا المتهالك، وتوحيده على قضية مركزية قادرة على توحيدنا وجمع طاقاتنا كما فعلت في الانتفاضة عام 2000.