1064961
1064961
العرب والعالم

ترامب يأسف لاختياره سيشنز وزيرا للعدل .. ومجلس الشيوخ يستمع لإفادة نجله البكر

20 يوليو 2017
20 يوليو 2017

نواب ديمقراطيون يتقدمون بمذكرة لحجب الثقة عن الرئيس الأمريكي -

واشنطن - (أ ف ب): وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول ضربة قوية إلى وزير العدل جيف سيشنز منتقدا طريقة تعامله مع أزمة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تهز إدارته فيما يستمع مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل إلى إفادة النجل البكر لترامب.

وعشية مناسبة مرور ستة أشهر من رئاسته، قال ترامب في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» إنه ما كان ليعين جيف سيشنز وزيرا للعدل لو عرف أنه سينأى بنفسه في التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي (اف. بي. اي) حول قضية التدخل الروسي.

وما زاد من المتاعب التي تواجهها إدارة ترامب منذ بدايتها، إعلان لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي إنها ستستمع إلى إفادة نجله البكر دونالد ترامب جونيور الأسبوع المقبل من أجل تقديم تفسيرات عن لقاء مثير للجدل عقده مع محامية روسية خلال الحملة.

وقال ترامب لنيويورك تايمز عن وزير العدل «كيف يمكن أن تقبل وظيفة ثم تنأى بنفسك؟ لو كان نأى بنفسه قبل الوظيفة، لكنت قلت له شكرا جيف لكني لن أعينك»، وأضاف أن ما فعله سيشنز «بحق الرئيس ظالم إلى أقصى الحدود، وهذه كلمة مخففة». وقد أضعف ترامب بذلك واحدا من أهم الأشخاص في إدارته.

وكان جيف سيشنز نأى بنفسه عن التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) تحت وصاية وزارة العدل، بعد الكشف عن لقاء مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، خلال الحملة. إلا أن جيف سيشنز (70 عاما)، العضو الواسع النفوذ منذ فترة طويلة في مجلس الشيوخ والمقرب جدا من الرئيس، كان مع ذلك من أوائل مؤيدي ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية. لكن أداءه أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في يونيو الماضي، لم يقنع الرئيس الأمريكي.

وقال ترامب لصحيفة «نيويورك تايمز» إن سيشنز أعطى «أجوبة سيئة»، وأضاف «كان يرد على أسئلة بسيطة وكان يجب أن تكون الإجابات عليها بسيطة لكنها لم تكن كذلك».

وقد رفض سيشنز الرد على الأسئلة الملحة لأعضاء في مجلس الشيوخ حول محادثاته مع دونالد ترامب، مشيرا إلى سرية تلك المحادثات.

أما الابن البكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب جونيور، فسيدلي بإفادته أمام لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ في الساعة 10:00 (14:00 ت غ) الأربعاء المقبل على غرار المدير السابق لحملة ترامب بول منافورت.

وقد شارك ترامب جونيور ومنافورت في لقاء مع محامية روسية هي ناتاليا فيسيلنيتسكايا في يونيو 2016، لمحاولة الحصول على معلومات تسيء إلى هيلاري كلينتون المنافسة الديموقراطية لدونالد ترامب.

وذكرت شبكة «سي.ان.ان» جاريد كوشنر صهر الأمريكي ومستشاره المقرب والذي شارك في ذلك اللقاء أيضا، سيدلي بإفادته على حدة الاثنين في جلسة مغلقة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.

وكان الكشف عن هذا الاجتماع أزعج كثيرا فريق ترامب الذي ينفي منذ أشهر حصول أي محاولة تنسيق مع الروس خلال الحملة الرئاسية الأمريكية.

وحرصا منه على تأكيد براءته، اتهم الرئيس الأمريكي أيضا المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي بأنه حاول ممارسة ضغوط عليه من خلال الإشارة إلى وجود ملف يسيء إلى روسيا حول الملياردير الأمريكي.

ويسود الاعتقاد أن هذا الملف الذي جمعه جاسوس بريطاني سابق، يحتوي على معلومات مقلقة حول «مغامرات جنسية» لدونالد ترامب في موسكو.

وقال ترامب لصحيفة «نيويورك تايمز»، «برأيي، لقد حدثني عن هذا الأمر لأنه كان يريد أن أظن إنه في حوزته». وتمحورت المقابلة التي أجرتها نيويورك تايمز حول القضية الروسية بالكامل تقريبا.

وقلل البيت الأبيض والكرملين من جهة أخرى أمس الاول من أهمية لقاء بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورج الذي لم تعلن عنه الصحافة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارا ساندرز «مرة أخرى، سيطرت الحمى الروسية على وسائل الإعلام وسارع الجميع لاختلاق قضية غير موجودة».

وتحدث عن الموضوع نفسه نظيرها في الكرملين ديمتري بيسكوف الذي قال لوكالة تاس الروسية للأنباء «لم يعقد أي لقاء سري وبعيد عن الإعلام. ومن العبث تأكيد ذلك».

من جهة أخرى، تقدم عشرون نائبا ديموقراطيا أمس الأول بمذكرة لحجب الثقة عن دونالد ترامب في مبادرة رمزية تسلط الأضواء على المعارضة المتزايدة للرئيس الأمريكي.

وصرح النائب الديموقراطي ستيف كوهين «إنها مبادرة للتدخل السياسي»، وذلك عند إعلانه المبادرة التي تشكك في قدرة ترامب على قيادة الأمة.

وينص الدستور في الولايات المتحدة على أن إقالة الرئيس لا تتم سوى من خلال إجراء يشمل تصويتا في مجلسي النواب والشيوخ. ومذكرة لحجب الثقة ليست ملزمة في النظام الرئاسي الأمريكي.

لكن الديموقراطيين يأملون بالتعبير عن سخطهم إزاء رئيس رفض الكشف عن عائداته الضريبية ويشن هجمات على النساء والإعلام وقام بسحب البلاد من اتفاق محوري حول المناخ وألقى ظلالا على تحالفات تقليدية تستفيد منها الولايات المتحدة.

وبما أن الجمهوريين يتمتعون بالغالبية، فمن المتوقع في كل الأحوال أن يتم رفض المذكرة في مجلس النواب أو حتى عدم التصويت عليها. لكن كوهين يرى أن هذه المناورات البرلمانية التي يسجلها التاريخ، تحمل قيمة رمزية.

وتشمل المذكرة اتهامات بأن ترامب قبل أموالا من سلطات أجنبية منها مسؤولون نزلوا في فنادق يملكها وقام بطرد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي» جيمس كومي بسبب التحقيق المستمر حول تواطؤ محتمل بين أفراد من حملته الانتخابية وموسكو. كما تحث المذكرة الرئيس على الكشف عن عائداته الضريبية وعلى أن «يقر بكل وضوح» بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية في 2016 وعلى أن يمتنع عن استخدام تويتر بشكل مسيء.

وتابع كوهين أنه تباحث حول المذكرة مع زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي وأنها لا تعترض عليها.

من جهتها، علقت عضوة الكونجرس جودي تشو «لدينا رئيس يقوض عمدا مبادئ حكومتنا وكونغرس جمهوري يجد المبررات له وكأن مثل هذا السلوك طبيعي». وإجراءات حجب الثقة نادرة في الكونغرس الأمريكي. وفي العام 2007، تباحث مجلس الشيوخ في رفع مذكرة لحجب الثقة عن البرتو غونزاليس وزير العدل خلال حكومة جورج بوش لكن المبادرة لم تحرز تقدما.

من جهة أخرى، تقدم نواب ديموقراطيون مؤخرا بمشروع قرار تجاهله الجمهوريون لإطلاق إجراء من أجل إقالة الرئيس الحالي.