إشراقات

مختارات من الأدب العربي

20 يوليو 2017
20 يوليو 2017

بدر الحسيني -

عبد الله بن عمر وجابر بن زيد -

لقي عبد الله بن عمر جابر بن زيد في الطواف، فقال: (يا جابر إنك من فقهاء أهل البصرة ؛ إنك ستستفتى؛ فلا تفتينّ إلا بقرآنٍ ناطق، أو سنةٍ ماضيةٍ ؛ فإنك إن فعلت غير ذلك هلكت وأهلكت).

الخليل بن أحمد الفراهيدي

هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي، ينتسب إلى فراهيد بن مالك الأزدي.

ولد الخليل بن أحمد سنة 100 هجرية أثناء خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز في بلدة ودام القريبة من المصنعة في منطقة الباطنة من عمان، ونشأ فيها وبها تعلّم مبادئ العلوم، ثمّ انتقل إلى البصرة بالعراق، حيث كانت البصرة محط رحال العلم آنذاك، وبها ملتقى الفحول من العلماء والأدباء. ومن أبرز تلاميذه: سيبويه والنضر بن شميل ومؤرج السدوسي ونصر بن علي الجهضمي وغيرهم كثير.

كلام زياد لحاجبه

قال زياد لحاجبه: يا عجلان إني وليتك حجابتي وعزلتك عن أربع:

هذا المنادي إلى الله في الصلاة والفلاح لا تحجبه عني، فلا سلطان لك عليه.

وطارق الليل لا تحجبه؛ فشرٌّ ما جاء به، ولو كان خير ما جاء في تلك الساعة.

ورسول الثغر؛ فإنه إن أبطأ ساعة أفسد عمل سنة؛ فأدخله عليّ وإن كنت في لحافي.

وصاحب الطعام؛ فإنّ الطعام إذا أُعيد تسخينه فسد.

القاضي ابن شبرمة وولده

قال ولد ابن شبرمة القاضي: كنت جالساً مع أبي قبل أن يلي القضاء فمرّ به طارق بن أبي زياد في موكب نبيل وهو والي البصرة فلما رآه أبي تنفس الصعداء، وقال:

أراها وإن كانت تحبُّ كأنها

سحابة صيفٍ عن قريبٍ تقشع

ثمّ قال: اللهم لي ديني ولهم دنياهم، فلما اُبتلي بالقضاء، قلت له يا أبتِ أتذكر يوم طارق؟ قال: يا بني، إنهم يجدون خلفاً لأبيك، وإن أباك لا يجد خلفاً منهم، إن أباك حطّ في أهوائهم، وأكل من حلوائهم.

الأشعث مع القاضي شريح

دخل الأشعث بن قيس على شريح القاضي في مجلس الحكومة ؛ فقال: مرحباً وأهلاً بشيخنا وسيدنا، وأجلسه معه، فبينما هو جالس عنده إذ دخل رجلٌ يتظلّم من الأشعث؛ فقال له شريح: قم فاجلس مجلس الخصم وكلم صاحبك، قال: بل أكلمه من مجلسي. فقال له: لتقومنَّ أو لآمرن من يُقيمك. فقال له الأشعث: لشدّ ما ارتفعت! قال: فهل رأيت ذلك ضرك قال: لا قال: فأراك تعرف نعمة الله على غيرك وتجهلها على نفسك.

قول أكثم في الحرب

قيل لأكثم بن صيفي: صف لنا العمل في الحرب.

قال: أقِلّوا الخلاف على أمرائكم، فلا جماعة لمن اختلف عليه واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل فتبينوا؛ فإنّ أحزم الفريقين الرّكين وربّ عجلةٍ تُعقب ريثاً، وادرعوا الليل؛ فإنه أخفى للويل، وتحفظوا من البيات.