عمان اليوم

إحياء جلسة البرزة في حصن طاقة بعد انقطاع دام أكثر من 50 عاما

19 يوليو 2017
19 يوليو 2017

عقد لقاءات دورية بشكل أسبوعي كل ثلاثاء -

طاقة - أحمد بن عامر المعشني -

ناقش اجتماع البرزة في حصن طاقة الذي يعقد في الحصن منذ أكثر من 50 عاما أهمية البرزة وما تمثله سابقا في حل قضايا المواطنين وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين، وأكد سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة أن هذا الاجتماع جاء بناء على تعليمات مجلس الوزراء الموقر تأكيدا للدور الذي كانت تقوم به البرزة، ويجب أن تمارسه في حل كثير من القضايا ومعالجة بعض الممارسات التي أصبحت تؤرق المجتمع بكل أطيافه بالإضافة إلى نقل جو العمل من جغرافية الأمكنة التي تعود عليها المواطن بهدف ترسيخ مبدأ الممارسة الديمقراطية والشفافية في الطرح والبت في القضايا التي تطرح من قبل المواطنين، مضيفا أن هذه اللقاءات ستتم في البرزة بشكل أسبوعي كل ثلاثاء.

جلسات الصلح والتقاضي

هذا وقد عرف الإنسان منذ الأزل استخدام الطرق القانونية والتشريعية للحفاظ على حقوق الفرد والمجتمع، وفي محافظة ظفار كانت سابقا جلسات الصلح في المنازعات بين الأفراد والقبائل تتم وفق أعراف وتقاليد اتبعها أبناء المحافظة منذ القدم، وهي أعراف تجعل من الشريعة الإسلامية مصدرا أوليا وخصوصا في عقوبات الحدود إلى جانب استنباط جزاءات وصيغ تعتمد على العرف خاصة في الجوانب الاجتماعية فعلى سبيل المثال عندما تحدث مشادات كلامية أو عداءات لم تخلف أضرارا جسيمة فإن الناس يسعون إلى حلول توفيقية وتصالحية لتحجيم المشكلة وعدم إثارة الفتن والبغضاء بين الأفراد والقبائل، ولا يمكن عقد هذه الجلسات إلا بموافقة الطرفين «المدعي والمدعى عليه» اللذين يوكلان شخصا أو مجموعة أشخاص يسمون «العدول» للتفاوض بعد توكيلهم من صاحب الحق والمدعى عليه ويعلن عن الجلسة، وعندها يحضر الطرفان وتبدأ الجلسة بكلمات لأصحاب الحل والعقد والعقلاء يدعون من خلالها إلى نبذ العنف وتصحيح الأخطاء التي ارتكبت عن طريق الحوار وحصول كل ذي حق على حقه بعدها يبدأ العدول في المداولات وتلك المداولات أشبه بنظام المحاماة الحالية يعقبها تشاور بين العدول للخروج بحل يرضي الطرفين وعند توصلهم إلى الحل المرضي وموافقة المدعي والمدعى عليه يثبت الحكم كتابيا من قبل كاتب العدل ويسمى محليا «بالحلف»، وتسلم نسختان منه للطرفين وعندها تنتهي القضية.

وما نتمناه أن تفعل هذه البرزة بالشكل الصحيح وتقوم بدورها في حل القضايا الأسرية والقبلية وتكون بحق داعمة لتوطيد العلاقات ونبذ الشحناء والفرقة لأبناء الولاية الواحدة وأثرها سيشمل عموم البلاد، من خلال جس نبض آراء بعض المواطنين يرون فيها إمكانية لمخرج سريع وحل فاعل للكثير من القضايا إذا ما طبقت بطريقة مقننة وأخذ فيها بأسباب النجاح والمعتمدة سابقا، إضافة إلى الوسائل المتاحة حاليا لتجمع بين الأصالة والحداثة.

ترأس الاجتماع سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة، بحضور مدير عام السياحة بمحافظة ظفار ومدير عام التراث والثقافة بالمحافظة، وعدد من مسؤولي الدوائر الحكومية بالولاية ونواب الوالي بالنيابات التابعة لولاية طاقة وهي مدينة الحق وجبجات.