Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

علاقات راسخة وتعاون وثيق

19 يوليو 2017
19 يوليو 2017

في الوقت الذي تموج فيه المنطقة بالكثر من التطورات والقضايا والمشكلات، التي فرضت وتفرض نفسها على حاضر ومستقبل دول المنطقة وشعوبها، بما في ذلك القدرة على العمل المشترك وتطويره لصالح كل دول وشعوب المنطقة، على الأسس والمبادئ التي طالما اتفقت عليها كل دول المنطقة منذ عقود وسنوات عديدة، فإن السلطنة استطاعت، بفضل حنكة وبعد نظر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وبفضل ما أرساه جلالته -أعزه الله- من أسس، ترتكز عليها مواقف السلطنة وتعاملها مع مختلف التطورات ومستجداتها، أن تبني وتطور علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، في المنطقة وعلى امتداد العالم من حولها، بما يعود بالخير، ليس فقط عليها وعلى الدول الشقيقة والصديقة وشعوبها، ولكن أيضا بما يسهم بشكل حقيقي وملموس في العمل الجاد من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يجنب دولها وشعوبها مخاطر وتداعيات الخلافات والاستقطاب وما تفرضه ظاهرة الإرهاب من تحديات متزايدة ومتنوعة على مدى السنوات الأخيرة .

ومن خلال مواقف السلطنة وجهودها المخلصة والخيرة دوما، فإنه لم يكن غريبا ولا مصادفة أن تحرص العديد من الدول الشقيقة والصديقة على تبادل وجهات النظر معها، على مستوى القيادة وعلى المستويات الرفيعة الأخرى، وبالوسائل المختلفة. وفي هذا الإطار كان الاتصال الهاتفي الذي تلقاه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أبقاه الله- من فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة والأمريكية، والذي تم خلاله بحث أوجه التعاون الوثيق القائم بين البلدين الصديقين، ومستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والمساعي القائمة حاليا لمعالجة بعض قضايا المنطقة عبر تشجيع الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية، كما اتفق على استمرار جهود البلدين في مكافحة الإرهاب .

وبينما يعكس هذا الاتصال استمرار تبادل وجهات النظر، وعلى أعلى المستويات بين السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، حول مختلف القضايا التي تواجهها دول وشعوب المنطقة، وحرص واشنطن على الوقوف على وجهات نظر السلطنة حيال مختلف التطورات، فإنه يعكس في الوقت ذاته وجود السلطنة في قلب تلك التطورات، سواء بعلاقاتها الطيبة والعميقة مع كل الدول الشقيقة والصديقة، أو بالحرص العماني المعروف على العمل بكل السبل لحل الخلافات بالحوار، وبما يجنب دول وشعوب المنطقة أي سلبيات، في الحاضر أو المستقبل، يقينا من أن الخلافات مآلها الى الحل في النهاية، وبما يحافظ على العلاقات واللحمة بين شعوب المنطقة ودولها.

جدير بالذكر أن العلاقات العمانية الأمريكية هي علاقات راسخة وعميقة، وتشهد تعاونا وثيقا ومتواصلا بين الدولتين في العديد من المجالات، وهو ما تعتز به السلطنة وتحرص على تطويره، بما يعود بالخير على الدولتين والشعبين الصديقين، وبما يعزز فرص وسبل الأمن والاستقرار والازدهار لدول وشعوب المنطقة، وحل أي خلافات بالحوار والطرق السلمية، وهو نهج سارت وتسير عليه السلطنة في علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء على مدى العقود الماضية .