العرب والعالم

تقرير :لبنان: توتر وحملات تحريضية حول وجود اللاجئين السوريين

19 يوليو 2017
19 يوليو 2017

بيروت - (أ ف ب): يسجل توتر متصاعد منذ أسابيع في لبنان على خلفية وجود اللاجئين السوريين يترجم بحملات تحريض وتخوين غير مسبوقة، بين مطالبين بإعادة هؤلاء إلى بلدهم وداعين إلى التهدئة والتمييز بين المتورطين في اعتداءات ضد الجيش اللبناني، والمدنيين الأبرياء.

ودخل على خط الجدل سياسيون كبار وفنانون، بينما تحفل مواقع التواصل الاجتماعي بهجمات وهجمات مضادة، وشائعات وأشرطة فيديو يسعى متداولوها إلى إثبات سوء معاملة اللبنانيين عامة، وبينهم الجيش، للسوريين.

واحتدم النقاش إثر إعلان الجيش اللبناني عن أقدام خمسة انتحاريين على تفجير انفسهم خلال مداهمات للجيش في مخيمات للاجئين في بلدة عرسال الحدودية (شرق) في نهاية شهر يونيو، ما تسبب بمقتل طفلة وإصابة سبعة عسكريين بجروح.

واعتقل الجيش اثر ذلك العشرات من السوريين من مخيمات عرسال قبل أن يعلن بعد أيام وفاة أربعة منهم لأسباب صحية. وأثارت وفاة هؤلاء غضبا بين السوريين وعدد من الناشطين الذين طالبوا بتحقيق، مثيرين احتمال أن يكونوا قضوا تحت التعذيب.

وشكلت هذه الأحداث منطلقاً لحملات تحريض مضادة وضعت اللاجئين السوريين في مواجهة الجيش. بينما انصرف البعض على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التهجم على الجيش الذي يعد من المؤسسات القليلة التي تحظى بإجماع شعبي في لبنان.

وتداول ناشطون شريط فيديو يظهر ثلاثة لبنانيين ينهالون باللكم والركل على شخص قدم على انه لاجئ سوري، وذلك بعد توجيه سيل من الإهانات اليه واتهامه بأنه ضد الجيش اللبناني ومع تنظيم (داعش) .

وأثار شريط الفيديو انتقادات واسعة قبل أن يعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أمس توقيف المتورطين في الحادث المصور شمال بيروت.

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا الأسبوع الماضي شريط فيديو يظهر امرأة سورية مسنة تكيل الشتائم للبنانيين والجيش والمسؤولين، على خلفية أحداث عرسال، ما أثار نقمة واسعة ضد السوريين.

من جانبه ، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في تغريدة على موقع «تويتر» «نبهنا من اليوم الاول بأن ملف النازحين يشكل هاجسا أساسيا لدينا واصبح حقيقة كونه يشكل ملجأ ومأوى لبعض الإرهابيين».

وحذر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال لقاء مع الإعلاميين الأسبوع الماضي انه في حال «لم تقبل الأمم المتحدة إعادة النازحين إلى سوريا فنحن سنضعهم على أول باخرة متجهة إليها».

ويوؤي لبنان، البلد الصغير ذو الإمكانات الهشة، اكثر من مليون نازح سوري يعيشون ظروفاً انسانية صعبة بمعظمهم. ويرتب وجودهم أعباء اجتماعية واقتصادية في ظل عدم إيفاء المجتمع الدولي بكامل التزاماته المالية تجاه لبنان. لكن محللين ومنظمات دولية تؤكد أن وجود النازحين يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية. وهم يصرفون المساعدات المالية التي يتلقونها في الأسواق المحلية.

واعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي أن معاناة الشعب اللبناني «تكبر بوجود مليوني لاجئ ونازح ينتزعون لقمة العيش من فمه».

واستدعت مواقفه رداً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي ابرز في شريط فيديو مساهمة اللجوء السوري في الاقتصاد اللبناني، مطالبا بإخراج «حزب الله من سوريا ليعود السوريون إلى لبنان».