randa
randa
أعمدة

عطر : من يثرثر أكثر المرأة أم الرجل؟

19 يوليو 2017
19 يوليو 2017

رندة صادق -

[email protected] -

الجميع يؤكد أن الثرثرة صفة أنثوية بحتة،وقد شغلت هذه الثرثرة الباحثون والمهتمون بالإنسان وسلوكياته من علماء نفس واجتماع واطباء ومصلحون، وحتى الناس البسطاء العاديون، وتاريخ الأمثال الشعبية ثري بالأمثال التي تشير الى ثرثرة المرأة مثل “حاجة تحكي مثل نسوان الفرن”،”لا تكفّ المرأة عن الكلام إلّا لتبكي”

لكن في عالم الدراسات العلمية، هناك ما يعرف “بصراع الدراسات” فكل دراسة تعطينا نتيجة بحسب مؤشرها ،وبالمقابل سنجد دراسة أخرى تنفيها وتعطينا قرائنا وأدلة مختلفة ولأن موضوعنا من يثرثر أكثر الرجل أم المرأة؟سنجد تضاربا في الدراسات والنظريات السفسطائية التي لا تفضي الى مكان، ولكن تعالوا لنرى كيف يقودون الرأي العام في هذه المعضلة؟

هناك دراسة تشير إلى أن النساء تتحدثن بما يقرب من عشرين ألف كلمة في اليوم في المتوسط في مقابل سبعة آلاف كلمة فقط ينطقها الرجل طوال يومه.

وبحسب هذه الدراسة الأميركية يُغيد العلماء الأسباب الى أسباب بيولوجية، تؤكد أن النساء لديهن مستوى أعلى من البروتين في المخ يعرف بـFOXP2 والذي يتعلق بالتواصل اللفظي.وقام الباحثون في هذه الدراسة التي نشرت بجريدة Neuroscience، بدراسة مقارنة على فئران المعمل ثم طابقوا النتائج على البشر.وتعلق الباحثة “شيريل سيكي”، من قسم علم النفس بجامعة “ميتشيغن”، قائلة: “من الوهلة الأولى يتضح من تطابق نتائج التجربتين على فئران المعمل ثم البشران اسباب ثرثرة المرأة بيولوجية ولكن يبقى الأمر يرتبط بالنوع الأكثر تواصلاً مع الآخرين “.

طبعا هذه الدراسة ستسعد الرجل، لكن مهلا هناك دراسة أميركية أخرى تنفي او تؤكد نظرية اخرى وهي تقول:” أن الرجال أكثر استعمالا لللغة أي أكثر ثرثرة من النساء”،بالطبع معلومة صاعقة للرجل الذي لطالما روج لثرثرة النساء واستخف بها وبكلامها على مدى حقبات وجوده، فهل هذا اضعافا لها اما جهلا بطبيعتهما معا؟

يؤكد باحثون أميركيون أن الحقيقة مختلفة كليا ، بحسب ما أوردت صحيفة ديلي ميل فهم يؤكدون ان الرجل اكثر ثرثرة من المرأة ،فبداية يشيرون ان الأسباب ثقافية لا بيولوجية وبذلك ينفون الدراسة السابقة التي تحدثت عن هرمون معين مسؤول عن الثرثرة عند النساء، وبدراسة 4380 مشاركا متطوعا، تبين للباحثين أن الفروقات بين الجنسين صغيرة لكنها هامة ودالة إحصائيا،وهذه الفروقات أطاحت بمصداقية النظرية القائلة بأن النساء لا يمكنهن التوقف عن الحديث.

وكان فريق بحث من جامعة” كاليفورنيا” بمدينة “سانتا كروز” قد ضم نتائج ثلاث دراسات أجريت عن الطريقة التي يستخدم بها الرجال والنساء اللغة، ونشرت حصيلة الدراسات في تقرير بدورية “مراجعات في السيكولوجية الشخصية والاجتماعية”.وأكد فريق البحث الأميركي أن الرجال كانوا أكثر ثرثرة في أحوال معينة كما يفعلون مثلا عندما يتحدثون إلى مجموعات من الناس أو إلى زوجاتهم أو أصدقائهم أو الغرباء عنهم.ويقول الباحثان في علم النفس الاجتماعي “كامبل ليبر” و”ميلاني آيريس”، أن النساء”يدردشن” أكثر عندما يتحدثن إلى صديقاتهن أو أطفالهن.

طبعا الدراسات في هذا الموضوع لا تقف هنا ، وان كانت الثرثرة صفة سيئة فهي صفة بنيت عليها الحكم والحكايات والمواقف المرحة ،والفروقات بين الرجل والمرأة لم تحسم ولا أظنها ستفعل،فجمال وجودهما بتناقضهما الذي اغنى المجتمعات ووضح ان التناقض قانون أساسي في الحياة فهذا التضداد يلخص المعرفة فنحن لا ندرك الشيء الا من نقيضه .

واخيرا تبقى صفة الثرثرة صفة انسانية ترتبط بالإنسان وطبيعته ومجال عمله ،وطرق تفاعله مع محيطه ، لا بنوعه وبالتالي لا يمكن الجزم انها صفة للنساء دون الرجال او العكس .