yesra
yesra
أعمدة

ربما: سياحة

19 يوليو 2017
19 يوليو 2017

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

أحبُّها، أحبُّ حرَّها ، جوَّها ، أرضها ، سماءها

لهيبُ شمسها الحَارِق ، بإرادتي اخترتُ تجربة قضاء الإجازة الصيفية

في ربوعها، لم تُجبرني إنفلونزا خنازير ولا صُداع ضفادِع

ولا غيره ، فما كُتبَ لي سيُصيبني، ولو كُنتُ في بطنِ أمي

بهذا أنا أؤِمن ، بدأتُ الإجازة، ألقيتُ بالمُنبِّه في غيابةِ الجُب

أغلقتُ جهازِي المَحمول، مسكتُ بال«ريموت كنترول «

من قناةٍ إلى أخرى ، حتى أذان الفَجر، تحررتُ مِن النِظام

رُوتينِ الجُلوسِ ومواعيد النوم والقيامْ، لكني نهضتُ مُبكًرة ..كالعَادة

« كريهةٌ ساعة الجِسم البيولوجية هذه ،تقلَّبت ،يميناً ، يساراً

لعلَ النوم يحنُّ عليَّ ببضعِ دقائق أخرى دون فائِدة، استيقظت

مارستُ طقوس الصباح اليومية

«كُوب الكَوفي» في يدي ، وعيني ما بينَ الشاشة البلازمية في صالةِ منزلنا

وبينَ مجموعةِ مجلاتٍ ، تقضي على فراغ الوقت ، الذي بدأ يتسرب ملله إليَّ

مرَّت هكذا الأيام ، يوم ، الثاني ، الخامس، العاشر

لا أستطيعْ الاستمرار على هذا المِنوال طويلاً

نسقتُ مع الأخوات، ومن ما زالت في البَلد من الصديقات

للخروجِ إلى الأماكِن التي ربما نتمكنُ فيها من قضاء وقتٍ مُمتع

ركبنا السيارة، بدأنَا نسير ونسير، ونـســير، مُعظم الشوارع شبه خالية

«مُب نفس أيام الدوام»

لا ناس، لا سيارات، لا شاحنات، لا باصات مدارس

لا سباقات فوق الطريق، بحثنا جِديَّاً عن مكانٍ نُغيِّر فيه

الأجواء التي اعتدنا عليها أيام الدوام

لنشعُر أنَّ هُناكَ فعلاً ما يدفعنا لقضاءِ الإجازة

داخل الدوَلة ..فَلمْ نجدَ أيُّ جَديد!

لمْلَمنا أملنا المعقود على أي من الأماكن

أملنا الذي يُشعرنا بأنَّ الشعارات التي نسمعها

عن السياحة الدَاخلية في دُولنا بشكلٍ عام

هي حقيقةٌ أعدَّ لها المسؤولون كاملِ المُتطلباتْ

والاحتياجات للأسر،والشباب، والفتيات

للصغار والكِبار، للثقافة ، للفن ، للموسيقى ، للاسترخاء

للتسوُّق، للضحك ، للمُجازفة والمُغامَرة للعب ، للسينما

للمسابقات ، للأنَشطة، كَما هوَ مُتوَّقعٌ

بما يُرضي طموحَ غير المُصطافين في الخارج

فلم نجد شيئاً!

حتى صَلالة، وَعلى الرُغِم من كافة التوجيهات

والاجتهادات، والمشروعات التي نسمعُ بأنها

ستُنعِش خريفها كُل عَام، زُرتُها وقد كان عُمري لا يتجَاوز العشر سنوات

وزُرتها الآن، عشرون عاماً

بينَ الأولى والأخيرة، فإذا بها الصُورة التي طُبعت في

ذاتِ البِروازْ الذي لم يطَله إلا تغييراتٍ مُتواضعة

مُقارنةً بحجم المنطقة وثقلها التاريخي

وموقعها الجُغرافي في المنطقة !

علماً بأن آلاف الأصوات والأقلام

قالت بأن هذه المُحافظة لو خُطِطَ لها

وِفق عقليةٍ سياحيةٍ كُفء

تُنطق جمالها الأثري والتاريخي والطبيعي

لتحوَّلت إلى أكثر المواقع إقبالاً خلال فترة الصيف

« الخريف ..بالنسبةِ لها « ..

وهذا ما نأمله وننتظرهُ

ليسَ لصلالة فقط بل لعُمانَ بكامِل مناطقها و بلداتها

فنحنُ - وبفضل الله تعالى - وبحِكمة الرجَل

الذي جعل لها مكاناً و مكانةً فوق خارطة العَالم

نملكُ من المقومات ما لا يُعجزنا عن ذلك

السيَاحة ليست إثراءً لشعارات تُكتب

أو إعلانا مُتَلفزا أو مطبوعاتٍ تُوَّزع هُنا وهُناك

ولا هي مهرجانٍ لمجموعة «دكاكين« أو «بقالات«

تجلبُ أردأ أنواع البضائِع المُهترئة ..المُكدَّسة في مخازن

بعض أسواق الأشقاء والأصدقاء يُلقَى بها إلى السائِح

وكأنه لمْ يرَ خيراً ..قط !

السيَاحة فَن ، أنشطة ، فعاليات،أماكن تُهيأ تُصَمم ..لجذب الناسِ إليها

السياحة ابتكار لوسائل خفية سحرية ، تُقنعك بكامل إرادتك

بأن تستثمر وقتك ، وأموالك ، ونفسك

في داخل البلدِ وليسَ خارجها مع مُراعاة درجة حرارة الجَو التي تتجاوز الـ (40)

في غالب شهر يوليو!

وحتى يحينُ ذلك، ولحظة كتابة هذا المقال عدلتُ عن قراري

فكان أول ما أجريته قطعُ تذكرة للسَفر

لأفاجأ بأن المِقعد المُجاوِر لي على متنِ الرِحلة

لأحد المَسؤولينَ عَن قطاع السياحة في الدَولة

من الذين ينادون بالسياحةِ في بلادي

مع أفرادِ أسرته للسياحةِ في غيرِ بلادي!

إليه حيثما كان، حينَ تقرأ هذه الكلمات

أكون قد غادرتُ أرض الوطن

ولا أعلمُ إن كانَ القَدر سيجمعنا مرة أخرى

أم كعادة الدُنيا «تُفرِّق ولا تجمِّع»

فإن لمْ نلتق، فكُن على يقينٍ تامْ

بأني لم أكُن إلا لك، خُلقت من ضلعك لأكون لكَ وَحدك

على الرُغمِ من كُل ما جاءني منك ، ومنهم

فإلى لقاءٍ