omair-222
omair-222
أعمدة

البحث عن تخصصات سوق العمل ..!

18 يوليو 2017
18 يوليو 2017

عمير بن الماس العشيت/ كاتب وباحث -

[email protected] -

قبل أيام مضت ظهرت النتائج النهائية لطلبة الدبلوم العام وما يعادلها للعام الدراسي 2017/‏‏2018 ولقد بلغت نسبة النجاح أكثر من 70 % ، وهي مؤشرات جيدة تعكس جهود الكوادر التعليمية، وبهذه المناسبة نقدم تحية شكر وتقدير للمعلمين والمعلمات ونهنئ كافة أبنائنا الطلبة الناجحين الذين يمنون أنفسهم بمستقبل مشرق يحقق طموحاتهم وأهدافهم، ونتيجة لذلك فإن على الطلبة الراغبين في الالتحاق بالجامعات والكليات التحلي بالدقة والتمحيص في اختيار تخصصاتهم لتتماشى مع سوق العمل وليس بناء على الرغبات الذاتية، ذلك لأن مؤشرات السنوات الماضية تؤكد أن الكثير من الطلبة يفضلون التخصصات المكتبية والإدارية كتقنية المعلومات وإدارة الأعمال وغيرها وهم يعتقدون بأنها تلبي طموحاتهم وتؤمن مستقبلهم الوظيفي ، إلا أن أغلب هذه التخصصات باتت غير مقبولة في سوق العمل نتيجة الفائض العددي للخريجين لدرجة أن العديد منهم صار لهم أكثر من عشر سنوات يبحث عن وظائف تحاكي تخصصاتهم حتى تجاوزوا السن المشروط للوظائف ولم يحالفهم الحظ بحكم واقع الحال الذي يقضي بوجود اكتفاء ذاتي لهذه التخصصات التراكمية وما يماثلها يكفي لغاية ثلاثة أجيال قادمة فاضطر البعض إلى قبول وظائف أخرى لا تتفق مع تخصصاتهم وبالتالي ضاع مجهود سنوات الدراسة وكذلك المصاريف الهائلة التي صرفت عليها، والعجيب أن طلبة الدبلوم العام الذين فضلوا البقاء على شهادتهم وعدم استكمال دراساتهم الجامعية صاروا مطلوبين لدى كافة القطاعات الانتاجية نظرا لتوفر وظائف تتناسب مع مستوياتهم التعليمية وأصبحوا الآن يعيلون أسرهم بل حتى إخوانهم الخريجين وبناء عليه فإننا نناشد أولياء الأمور بالوقوف مع أبنائهم في هذه اللحظة الحاسمة التي تقرر مصير مستقبلهم وذلك بهدف مساعدتهم وحثهم على حسن اختيار التخصصات التي تحقق طموحاتهم المستقبلية واحتياجات سوق العمل.

لا شك أن غياب التنسيق بين المؤسسات التعليمية وسوق العمل وعدم توفر قاعدة بيانات واضحة تكشف مدى عمق التحديات التي يواجهها الخريجون في سوق العمل وكذلك رغبات الطلبة غير المدركة لواقع الحال، أدت إلى حدوث تراكمات عددية مقلقة في التخصصات الجامعية وارتفاع في عدد الباحثين عن العمل وأيضا فتح أبواب العمل للعمالة الوافدة الأمر الذي بات يعرقل الخطط التنموية وتستنزف أموالا طائلة لهذه التخصصات التراكمية دون الحاجة إليها في الوقت الراهن لذا فإنه لابد من وقفة عمل موحدة وجادة تهدف إلى تأهيل الخريجين لسوق العمل في المجالات التي تحتاجها المؤسسات العامة والخاصة كالعلوم الطبية والزراعية والبحرية والبيولوجية والفنية ودراسات الأحياء والكيمياء والبيئة والتسويق والميكانيكا وما إلى ذلك، كما نتمنى أن تتحول كل المقاعد الدراسية المدعومة من الحكومة سواء في الجامعات والكليات أو في البعثات الخارجية لتلك التخصصات وعمل حظر شامل على التخصصات التراكمية.