صحافة

شرق: العقوبات الجديدة وروح الاتفاق النووي

16 يوليو 2017
16 يوليو 2017

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة «شرق» مقالا جاء فيه: بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران على خلفية أزمة الصواريخ الباليستية الإيرانية، بدأت التساؤلات تثار بشأن تأثير هذه العقوبات على الاتفاق النووي بين طهران والمجموعة السداسية الدولية الذي وقع بين الجانبين في سبتمبر 2015 ودخل حيز التنفيذ في مطلع 2016.

وقالت الصحيفة: إن إثارة موضوع العقوبات في هذا الوقت بالذات لا تنسجم مع تطلعات المجتمع الدولي في تنفيذ بنود الاتفاق النووي الذي يمثل وثيقة أممية حازت على تأييد مجلس الأمن الدولي لإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول إن العقوبات الأمريكية تتناقض مع روح الاتفاق النووي من جهة، وتحول دون تطبيق بنوده من جهة أخرى خصوصا فيما يتعلق برفع الحظر المفروض على إيران التي أكدت تقارير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزاماتها بتعهداتها التي تضمنها الاتفاق وفي مقدمتها خفض نسبة تخصيب اليورانيوم وتقليص أعداد أجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية ووقف العمل في مجمع «أراك» لإنتاج الماء الثقيل.

ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي 2231 يجيز لإيران إجراء تجارب صاروخية باليستية شريطة أن لا تكون هذه الصواريخ قادرة عل حمل رؤوس نووية الأمر الذي تؤكد طهران الالتزام به، كما لم تقدم أي جهة قانونية محايدة أدلة على وجود نقض بهذا الخصوص.

ونصحت الصحيفة المعارضين للاتفاق النووي في داخل إيران وخارجها بعدم التشجيع على وضع العراقيل أمام تطبيق بنود هذا الاتفاق، معربة عن اعتقادها بأن الضرر الذي سينجم عن هذا التلكؤ سيشمل الجميع ولن يقتصر على الدول الموقعة على الاتفاق.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان الصعوبات التي رافقت المحادثات الماراثونية التي سبقت إبرام الاتفاق النووي والأجواء السياسية المشحونة التي كادت أن تؤدي إلى أزمة أمنية حقيقية تتعدى في نطاقها منطقة الشرق الأوسط خصوصا بعد أن لوّحت الولايات المتحدة بإمكانية اللجوء إلى القوة لإثناء إيران عن الاستفادة من التقنية النووية، في وقت أصرت فيه طهران على ضرورة توظيف هذه التقنية للأغراض السلمية باعتباره حقا مشروعا أجازته الاتفاقات والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها معاهدة حظر الانتشار النووي الـ(NPT).

وفي ختام مقالها دعت الصحيفة الحكومة الإيرانية المقبلة التي سيشكلها الرئيس المنتخب حسن روحاني خلال الأسابيع القليلة القادمة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسريع تنفيذ كافة بنود الاتفاق النووي مع السداسية الدولية، والحيلولة دون بروز أجواء قد تحول دون تحقق هذا الأمر، لا سيما بعد تهديد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بإمكانية تمزيق الاتفاق أو تغيير بعض بنوده.