1059429
1059429
العرب والعالم

3 شهداء ومقتل شرطيين إسرائيليين باشتباك مسلح في باحات المسجد الأقصى

14 يوليو 2017
14 يوليو 2017

الاحتلال يعتقل مفتي الديار المقدسة بعد الهجوم -

إغلاق الحرم القدسي الشريف لأول مرة منذ 1967 -

عواصم - عمان - نظير فالح - وكالات:-

استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين، كما قتل شرطيان إسرائيليان في اشتباك مسلح وقع داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، صباح أمس.

وذكرت مصادر محلية في المسجد الأقصى، ان ثلاثة فلسطينيين نفذوا عملية إطلاق نار في باب الأسباط أدت الى إصابة 3 عناصر من الشرطة الإسرائيلية بجراح خطيرة أعلن عن مصرع اثنين منهم لاحقا، وانسحب المسلحون الثلاثة نحو باحات المسجد الأقصى واشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية التي أطلقت النار عليهم بكثافة ما أدى الى استشهادهم حيث منع الاحتلال وصول الإسعاف اليهم.

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أغلقت الأقصى ومنعت المواطنين من الدخول والخروج. وقال شهود عيان، إن الشبان الفلسطينيين فتحوا النار على شرطة الاحتلال من مسافة الصفر، وبعدها بادرهم الاحتلال بإطلاق النار من مسافة الصفر بالقرب من باب حطة داخل المسجد الأقصى.

وحسب شهود عيان: فإن الشبان الثلاث كانوا يستقلون دراجة نارية، دخلوا من منطقة باب حطة، حصل أول اشتباك مسلح بينهم وبين قوات الشرطة التابعة لما يسمى بـ«حرس الحدود»، واصلوا تقدمهم باتجاه صحن قبة الصخرة وهناك حصل اشتباك آخر واستشهدوا.

من جهتها، قالت مصادر عبرية إن المنفذين استخدموا بندقيتين من نوع كارلو محلي الصنع ومسدسا في العملية.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري إن منفذي الهجوم من فلسطينيي الداخل من مدينة أم الفحم العربية ومن عائلة واحدة وليست لهم أية سوابق أمنية، وهم محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما) ومحمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما).

وقال ميكي روزفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن المهاجمين كانوا يحملون بنادق وسكاكين.

والجنديان القتيلان هما هايل سطاوي (30 عاما) وكميل شنان (22 عاما) وهما من الأقلية الدرزية.

وفي أعقاب العملية، أعلنت شرطة الاحتلال عن منع إقامة صلاة الجمعة في الحرم المقدسي، كما أغلقت أبواب الحرم المقدسي ومنعت الدخول إليه، وأعلن عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى منطقة عسكرية مغلقة.

وبعد إغلاق الأقصى، صلى المقدسيون في شوارع البلدة القديمة وخارجها ورُفع الآذان في الشوارع. والهجوم هو الأول بالسلاح منذ سنوات داخل المدينة القديمة في القدس الشرقية المحتلة ويحتمل ان يزيد من حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقتل الفلسطينيون الثلاثة في باحة الأقصى التي تضم المسجد الأقصى ثالث الأماكن المقدسة لدى المسلمين.

وحصلت عدة هجمات في محيط القدس القديمة في الأشهر الماضية وغالبيتها كانت طعنا. وجرى اتصال هاتفي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عقب الهجوم.

وفي المكالمة مع نتانياهو عبر عباس عن «رفضه الشديد وإدانته» و«رفضه لأي أحداث عنف من أية جهة كانت، وخاصة في دور العبادة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) التي أشارت الى أن نتانياهو «طالب بتهدئة الأمور من جميع الأطراف».

وطلب عباس من نتانياهو «إلغاء الإجراءات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، محذرا من تداعيات هذه الاجراءات او استغلالها من أي جهة كانت لتغيير الوضع الديني والتاريخي للأماكن المقدسة»، بحسب ما نقلت عنه الوكالة.

وتعتبر هذه التصريحات أقوى من أية رد فعل سابق لعباس الذي دعا مرارا الى المقاومة غير العنيفة للاحتلال الإسرائيلي دون ان يدين هجمات الفلسطينيين.

واكد مكتب نتانياهو الاتصال الهاتفي في بيان أشار الى أن عباس ندد بالهجوم، وتابع البيان أكد «رئيس الوزراء ان إسرائيل ستتخذ كل الاجراءات الضرورية لضمان الأمن دون أي تغيير في الوضع القائم» في الأقصى.

ووصف وزير الأمن العام للاحتلال جلعاد اردان الحادث بأنه «خطير للغاية. تخطى جميع الخطوط الحمر. علينا أن نعيد تقييم جميع الترتيبات الأمنية في جبل الهيكل (الحرم القدسي) ومحيطه».

وقبل اعتقاله دان مفتي القدس محمد أحمد حسين إغلاق المسجد أمام المصلين. وصرح للصحفيين «هذه أول مرة لا تقام صلاة الجمعة في المسجد منذ 1967».

وصرح الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» سامي أبو زهري أن «عملية القدس رد طبيعي على الإرهاب الإسرائيلي وتدنيس المسجد الأقصى»، وأضاف أبو زهري في تصريح صحفي أن العملية تأتي «تأكيداً على استمرارية الانتفاضة ووحدة شعبنا خلف المقاومة»، بحسب ما أورد موقع الحركة على الانترنت.

وكتب مبعوث الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف على تويتر ان «أماكن العبادة يجب أن تكون للصلاة وليس للعنف. يجب على الجميع الوقوف ضد الإرهاب وإدانته».

وقال باسم بدوي بائع المياه في المدينة القديمة البالغ من العمر 60 عاما «كنت أقف هنا ثم سمعت إطلاق النار. اعتقدت في بادئ الأمر انها ألعاب نارية. ثم رأيت الشرطة تصل من كل مكان». واعتقلت شرطة الاحتلال امس مفتي الديار المقدسة الشيخ محمد حسين عقب صلاة الجمعة عند إحدى بوابات المسجد الأقصى بحسب مصادر فلسطينية متطابقة.

وحذرت دار الإفتاء الفلسطينية في بيان لها من «محاولة المس بالمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية» مؤكدة انه «خطف بصورة استفزازية».

وقال مرافق المفتي خالد حمو لوكالة فرانس برس «بعد ان أغلقت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى أقيمت الصلاة عند بوابة الأسباط، وبعد انتهاء الصلاة مباشرة تقدمت وحدة شرطة خاصة واعتقلوا الشيخ واقتادوه بعيدا، ولم تكن تجري حينها أي مواجهات».

من جهته، أكد المحامي جهاد حسين نجل المفتي ذلك لوكالة فرانس برس قائلا «الشرطة الإسرائيلية احتجزت والدي عقب الأحداث مباشرة في مركز شرطة صلاح الدين، ولا نعرف شيئا عنه»، وقال جهاد «لم يبدر من والدي أي شيء ولا نعلم لماذا تم اعتقاله».

من جهتها قالت دار الإفتاء ان المفتي «تم خطفه بصورة استفزازية من قبل عناصر قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو يؤدي صلاة الجمعة مع جموع المصلين عند بوابات المسجد الأقصى المبارك، عقب إغلاقه اليوم الجمعة».

واعتبرت دار الإفتاء أن المس بالمفتي «يعتبر مسا بخطوط حمراء خطيرة لا يدري أحد صورة عواقبها» بحسب البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

ودعت دار الإفتاء الفلسطينية الجهات المسؤولة في العالمين العربي والإسلامي «للتدخل السريع لكف الأذى عن المفتي العام، والوقوف إلى جانبه».

من جهتها، دعت الحكومة الأردنية امس إسرائيل الى إعادة فتح ابواب المسجد الأقصى امام المصلين «فورا» وفتح تحقيق «فوري وشامل» في الأحداث التي وقعت في القدس الشرقية. وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان «على إسرائيل فتح المسجد الأقصى، الحرم القدسي الشريف فورا أمام المصلين وعدم اتخاذ أية إجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس والمسجد الأقصى، الحرم القدسي الشريف».

وأوضح المومني في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية ان «الحكومة أجرت اتصالات مكثفة للضغط من اجل إعادة فتح المسجد الأقصى بشكل فوري»، وأضاف ان «الحكومة (الأردنية) تؤكد على رفض أي اعتداء على حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في أماكنهم المقدسة بحرية ومن دون أي إعاقات».

ودان المومني «التصعيد الذي شهده المسجد الأقصى، الحرم القدسي الشريف اليوم»،مطالبا بـ«فتح تحقيق فوري وشامل في الحادث»، مشيرا الى «موقف الأردن المبدئي بإدانة العنف».

وأكد المومني أن «الأردن وظف وسيستمر في توظيف أدواته الدبلوماسية والقانونية والسياسية كافة للتصدي لأية محاولات لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس».