آفاق أوسع للنهوض بالشباب

ليس من المبالغة في شيء القول بإن يحظى باهتمام واسع وعميق، ومباشر أيضا، من جانب المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وذلك منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة في مثل هذا الشهر قبل سبعة وأربعين عاما، وفي حين ارتكز ذلك على يقين عميق بالدور الحيوي والفعال الذي يمكن للشباب العماني القيام به، وبأهمية وضرورة إتاحة الفرص أمام الشباب ليشارك وليسهم في جهود التنمية الوطنية في كل المجالات، وعلى كافة المستويات، خاصة مع توفير سبل ومجالات ووسائل التعليم والتأهيل والتدريب الصحيح والكافي له، ليمتلك مختلف المهارات والقدرات التي تمكنه من القيام بواجباته حيال الوطن والمجتمع، فإن ما تحقق خلال السنوات الماضية، سواء في مجالات التعليم، بكل مراحله، أو في مجالات التدريب والبحث العلمي، أو في مجالات توفير كل ما يمكن من فرص ومجالات عمل لأبنائنا وبناتنا الباحثين عن عمل، بالإضافة إلى توفير سبل ووسائل ومرافق العناية الاجتماعية والرياضية والثقافية والصحية بالشباب، وهى عديدة، ومتوفرة في مختلف محافظات السلطنة وولاياتها، يشير بوضوح إلى أن حكومة حضرة صاحب الجلالة تعمل جاهدة على تطبيق ما أكد عليه جلالته من أن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها، وفي المقدمة منهم الشباب.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه جهود تطوير التعليم، في كل مراحله ومجالاته، باعتباره السبيل الأساسي لبناء وتعليم وإعداد أبنائنا وبناتنا، بالتعاون والتنسيق بالطبع مع المؤسسات المعنية الأخرى في البلاد، ليتمكنوا من شق طريقهم والمشاركة الصحيحة والفعالة في جهود التنمية الوطنية في مختلف المجالات، فإن مؤسسات التعليم العالي والبعثات، وفي مقدمتها جامعة السلطان قابوس، تستعد لاستقبال الطلاب الجدد من خريجي الدبلوم العام، والذين يتطلعون إلى استكمال دراستهم الجامعية سواء داخل السلطنة أو خارجها. ويسعى مركز القبول الموحد إلى استيعاب أبنائنا وبناتنا، وفق أسس وقواعد محددة ومعلنة وبفرص متكافئة في المقاعد الدراسية للعام الأكاديمي 2017 /‏‏ 2018 والتي تصل إلى 29.647 مقعدا، منها 17937 مقعدا في مؤسسات التعليم العالي الحكومية و9588 مقعدا كبعثات داخلية، و1.638 مقعدا كبعثات خارجية و202 من المقاعد كمنح القطاع الخاص للدراسة داخل السلطنة و48 مقعدا كمنح القطاع الخاص للدراسة خارج السلطنة و234 مقعدا مخصصة للطلبة ذوي الإعاقة. ومما له دلالة أنه تم استحداث برامج دراسية جديدة في البعثات الخارجية، وفي البعثات الداخلية أيضا في بعض الكليات، كما انضمت فرنسا إلى قائمة دول الابتعاث، مما يعني مزيدا من الفرص أمام أبنائنا وبناتنا الذين يستكملون إجراءات التسجيل والقبول وفقا للقواعد والتوقيتات المعلنة، متمنين لهم التوفيق والنجاح ليكونوا بدورهم إضافة طيبة، ويرفدون بجهودهم وعلمهم برامج التنمية وتحقيق التقدم على امتداد هذه الأرض الطيبة.