صحافة

القدس: المفاوضات وسيلة.. وليست هدفاً

14 يوليو 2017
14 يوليو 2017

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: المفاوضات وسيلة .. وليست هدفاً، جاء فيه:

لقد كانت السلطة الوطنية متحمسة جدا للمفاوضات وهي تبدي استعدادها الدائم لاستئنافها والالتزام بها كوسيلة لإيحاد حل سياسي للصراع الذي طال أمده كثيراً. لكن المفاوضات ليست هدفاً أبداً ولا سيما وأننا مارسناها سنوات عدة ولم نصل إلى أي هدف سلمي حقيقي.

ومنذ توقيع اتفاقات أوسلو وبعدها اللقاءات والاتفاقات في واشنطن، شارك كل الرؤساء الأمريكيين من مختلف الأحزاب برعاية المفاوضات وتقديم المقترحات وإبداء حسن النية والرغبة في تحقيق السلام ... وإنما لم يتحقق شيء حتى اليوم. وفي هذه المرحلة، التي هي برعاية الرئيس دونالد ترامب، يكثر الحديث مجدداً عن الرغبة في تحقيق السلام التاريخي الذي يتحدث عنه الرئيس الأمريكي.

اليوم تتكرر المواقف وتكثر المقترحات واللقاءات. وكان آخرها اللقاء مع مبعوث الرئيس ترامب لعملية السلام جيسون غرينبلات بمشاركة د. صائب عريقات وماجد فرج ود.محمد مصطفى، وهم شخصيات فلسطينية كبيرة. وكان غرينبلات قد وصل إلى المنطقة للبحث عن حلول ووسائل لتحقيقها. والمثير في هذا الاجتماع انه عقد بالقدس وهي جوهر الخلافات ومحور القضية بصورة خاصة.

القدس تختنق بالمستوطنات القائمة فعلا والمخطط لبنائها بموجب قرارات حكومة الاحتلال، وهم في إسرائيل يتحدثون عن مخطط لضم المستوطنات المحيطة بالمدينة المقدسة وإخراج أحياء فلسطينية منها لضمان الأغلبية السكانية وإقامة شارع يربط المستوطنات ويعزل الأحياء الفلسطينية، كما أن رئيس الوزراء نتانياهو قرر إقامة مركز تاريخي يهودي في سلوان وهي أحد أهم أحياء القدس، وفوق الاستيطان والتهويد فوق الأرض وتحتها بالأنفاق فانهم بصدد إقرار قانون بعدم تقسيم القدس إلا بأغلبية برلمانية كبيرة للغاية.

وكبار قادتهم يؤكدون ان المستوطنات في بقية مناطق الضفة ستظل تحت ما يسمونه بالسيادة الإسرائيلية.

وسط هذا الواقع ما الذي يمكن توقعه ولا سيما ان مخططات ومشاريع الاستيطان تزداد وتيرتها لدى قدوم أي مسؤول أمريكي لبحث موضوع السلام.

إذا لم يتوقف الاستيطان وإذا لم تتوقف مخططات التهويد جغرافياً وسكانياً وما لم يكن هدف المفاوضات واضحاً وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في حدود 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي، فان كل أحاديث ومشاريع ومقترحات السلام أو استئناف المفاوضات، تظل مجرد الركض وراء السراب وليس وراء السلام وهي مرفوضة من أساسها ... وهذا ما يجب أن يدركه الأمريكيون والإسرائيليون، قبل غيرهم.