صحافة

الاستقلال :غزة شامخة وتحتفل بنجاح أبنائها رغم الحصار

14 يوليو 2017
14 يوليو 2017

في زاوية أقلام وآراء كتب ممتاز مرتجى مقالا بعنوان: غزة شامخة وتحتفل بنجاح أبنائها رغم الحصار، جاء فيه:

استقبل أهالي قطاع غزة نتائج الثانوية العامة لهذا العام 2017 في وقت يعيشون فيه ذروة الحصار والقيد وتفاقم المشكلات في نفس الوقت الذي يحدوهم الأمل لطي صفحة الانقسام والاتفاق على كلمة سواء لأجل أبناء فلسطين الذين هم رأس مال الوطن وهم العدة والعتاد في وجه الاحتلال.

وكم كان قاسياً على النفس أن يواصل طلاب وطالبات القطاع دراستهم ومذاكرتهم مع استمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي الأمر الذي ينعكس سلبا على كل شيء يتعلق بالمذاكرة والدراسة ولكن هذا هو حال الفلسطيني منذ ان تفتحت عيناه على الحياة وهو يرى الاحتلال ومواساته ولسان حال الفلسطيني يقول إنني مندوب جرح لا يساوم، علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي وأمشي ثم أمشي وأقاوم.

إن سلاح العلم هو من أهم الأسلحة الماضية في وجه العدو الذي عمد دوما على تجهيل أبناء شعبنا ووضع العراقيل وابتداع المنغصات والمعوقات لأبناء الشعب الفلسطيني حتى لا يواصل نهوضه وصعوده وحتى يبقى أبناؤنا جهلاء ورغم كل ذلك فشل في هذا التحدي وفشل في ثني أبناء شعبنا عن الوصول إلى هدفهم ومبتغاهم، ونظرا لأن غزة العزة تمثل سكينا حادة في خاصرة الاحتلال نرى أن الاحتلال وبكل ما أوتي من إمكانيات وأدوات وأسلحة يحارب غزة فيشن عليها الحرب تلو الأخرى ليعيدها إلى الوراء عقودا من خلال تدمير المرافق العامة والبنية التحتية ومنع دخول السولار اللازم لتشغيل محطة الكهرباء وإغلاق المعابر أمام طلاب القطاع ووضع العراقيل أمام سفرهم لاستكمال دراستهم في الخارج، ورغم كل ذلك أثبت أبناء غزة أنهم قادرون على مواجهة التحديات وتجاوز كل الأزمات فيواصلون دراستهم على ضوء شمعة، حتى وإن ألهبت أبصارهم وأرهقت عيونهم إلا أنهم يواصلون طريقهم العلمي بكل عزم وصمود وإرادة وثبات ويحرزون تقدما مهما ونتائج باهرة في نهاية العام.

ورغم الفقر والحزن وانسداد الأفق إلا أنه يبقى فسحة للفرح ويبقى مجالا لإيقاد شموع الأمل التي تمسح وتزيل عتمة الواقع ومرارته.

يصر أولياء الأمور في غزة على مشاركة أبنائهم فرحتهم كما شاركوهم آلامهم وتحملوا معهم تعب وسهر الليالي وهم يفكرون في كيفية توفير الحد الأدنى من مستلزمات الدراسة والمذاكرة وهذه هي قمة العظمة والشموخ، قمة الانتصار أن يحقق أبناء غزة أهدافهم في كل مكان لهم بصمة وآمالهم رغم الجراح وهم يقتسمون رغيف العيش وكوب الماء ولسان حالهم يقول نجوع معا نعيش معا نرتحل معا ننتصر معا...

ان غزة التي خرجت منتصرة من بين الركام غير مرة ولم تستطع صواريخ الاحتلال ولا دباباته أن تكسر صمودها ها هي تنتصر من جديد وتضرب أروع الأمثلة في الصعود نحو المجد، فلا انقطاع الكهرباء والماء فت في عضدها ولا قلة الموارد المالية وانخساف الرواتب وتضخم نسبة البطالة كسرت عزيمتها وستبقى غزة كذلك عنوانا للأمل وعنوانا للصبر وعنوانا للصمود وعنوانا للانتصار... ستبقى غزة خاصرة الوطن وثقب أسود في رأس إسرائيل ولن تغرق غزة في البحر كما أراد وتمنى لها المجحوم رابين ذات يوم...

في يوم النجاح والفرح والتفوق تحلق غزة في الأفق وتكتب قصيدة المجد والانتصار...تحية لغزة، تحية لأولياء الأمور الذين سهروا على راحة أبنائهم، وتحية لكل طلاب وطالبات غزة الذين رفعوا رؤوسنا عاليا وأثبتوا أنهم على قدر المسؤولية وأنهم فعلا الجيل الذي يمكن أن تعقد عليه الآمال في الانتصار والتحرير.