1057703
1057703
المنوعات

باحثون: النمل الناري يهرب على شكل برج إيفل

12 يوليو 2017
12 يوليو 2017

أطلنطا- «د.ب.أ»: إنه برج من النمل، هكذا تبدو الأشكال التي يبنيها النمل الناري في طريقه للوصول إلى ضفاف جديدة.

غير أن أبراج النمل تختلف عن الأبراج الحقيقية في أنها في حركة دائمة.

عثر الباحثون على قاعدة بسيطة لبناء هذه الأبراج من قبل النمل وقالوا في دراستهم التي نشرت نتائجها أمس الأربعاء في مجلة «أوبن ساينس» المتخصصة التابعة للجمعية الملكية للعلوم في بريطانيا إن كل نملة تحمل ثلاث نملات أخرى كحد أقصى.

وفقا للعلماء فإن الشكل التي يشبه برج إيفل صاحب القاعدة العريضة يوزع الحِمل بشكل يجعله في مقدور كل نملة.

يعود النمل الناري في الأصل لمنطقة مدارية رطبة كبيرة في البرازيل تسمى البانتانال، ومن المرجح أن هذا النمل انتشر بعد ذلك في شمال أمريكا عبر السفن ثم أزاح سلالات أخرى من النمل في هذه المناطق.

ورُصد النمل الناري الأحمر مؤخرا في عدة موانئ يابانية مثل ميناء كوبه وميناء طوكيو في اليابان، كما وصل أيضا إلى أحد المستودعات داخل اليابان، وعُثِر أيضا على هذا النمل العدواني في دول أخرى كثيرة مثل الصين وأستراليا.

من المعروف أن بناء الأبراج أو الطوافات العائمة من الاستراتيجيات التي تستخدمها مستعمرات النمل في منطقة البانتانال للنجاة في حالة تعرض أرض المستعمرة لفيضان.

قال الباحثون تحت إشراف ديفيد هو من معهد جورجيا للتقنية في أطلنطا إنهم رصدوا في الطبيعة 30 شكلا من الأشكال التي يبنيها النمل من مئات الآلاف من أفراده «فكيف يبني النمل مثل هذه الهياكل العالية دون أن يتعرض للسحق؟»

انطلق الباحثون في البداية من دراسة سابقة بينوا فيها كيف يبني النمل طوافة بأجسامه عند التعرض لفيضان وعثروا خلال ذلك على ثلاث قواعد بسيطة تتبعها كل نملة على ما يبدو.

القاعدة الأولى: لا تتحرك عندما يكون هناك نمل فوقك.القاعدة الثانية: عندما تكون فوق نمل آخر تحرك مسافة قصيرة باتجاه عشوائي.

والقاعدة الثالثة: تعثر على مكان متوفر إلى جانب نمل آخر لا يتحرك فقف وارتبط به.

ثم أضاف الباحثون من خلال هذه الدراسة قاعدة رابعة لبناء الأبراج وهي: «الطبقة العليا للبرج ليست مستقرة إلى أن تتكون حلقة كاملة داخلية من النمل المتماسك بشكل متبادل حول العصا التي تكون محور البرج»، وهي العصا التي استخدمها الباحثون في المختبر بديلا عن فرع أو ساق، ولاستبعاد كون هذه الساق عامل استقرار تماما قام الباحثون بتغطية الساق بمادة التفلون أو بأي مادة لزجة بشكل مشابه.

ويعني ذلك ضرورة تشييد برج إيفل بقوة النمل الذاتية فقط.

واستخدم الباحثون كاميرات عالية الدقة وأشعة رونتجن لمراقبة ما يحدث بالتفصيل أثناء تشييد البرج.

ثم طور الباحثون نموذجا حسابيا بناء على ملاحظاتهم التي توصلوا إليها يستطيعون من خلاله تصوير قياسات مختلفة للأبراج بدقة جيدة.

وفقا لهذه الحسابات فإنه عند استخدام ساق بقطر 9 مليمترات فإن البرج ينمو بارتفاع نملة خلال أربع دقائق في المتوسط.

كما أسفرت حسابات الباحثين عن أن كل نملة تتحمل وزن ثلاث نملات فقط «حيث إن الحد الفاصل من وزن ثلاث نملات هو حد أقصى قد يؤدي تجاوزه إلى دفع نمل للخروج من البرج».

واستطاع الباحثون باستخدام مادة تباين مشعة متابعة بعض أفراد النمل ومعرفة كيف يصل تدريجيا إلى أسفل ومغادرة البرج من خلال نفق موجود في قاعدة البرج.

ويختلف ذلك عند بناء الطوافات حيث يظل النمل عادة في المكان الذي اتخذه إلى أن يصل إلى ضفة آمنة في حين أنه عند بناء البرج فإن النمل الموجود من الناحية الخارجية للبرج يتسلق إلى أعلى بعدد أكبر من عدد النمل الذي يهبط إلى أسفل البرج.

وبذلك يتزايد نمو الشكل رغم مغادرة عدد مستمر من أفراد النمل.

وفي حالة تكون نتوء في جسم البرج فإن موضع النتوء يصبح غير مستقر ثم يقترب من الشكل المستقر لبرج إيفل.

وخلص الباحثون إلى أن «هذا البحث يمكن أن يؤدي إلى المزيد من فهم الهياكل الكبيرة التي شيدتها كائنات».