مرايا

راضٍ عن رحلته الفنية - الفنان إحسان صادق: «الممثل متى تجاوز الطبيعة فقد كل شيء»

12 يوليو 2017
12 يوليو 2017

حاورته - ضحى عبدالرؤوف المل

نجح الفنان «احسان صادق» في تكوين الإرث الفني السخي بنوعيته الجمالية المتنوعة بين السينما والدراما التلفزيونية وبرامج المنوعات التي اشتهر بها على الشاشات في فترة ذهبية ما زلنا نستمتع بها، وبخاصيتها الطبيعية القادرة على محاكاة الاجيال، مثل فيلم سفر برلك الذي اشتهر به بشخصية عبدو مع الفنانة فيروز، وهو الذي صبغ شاشة تلفزيون لبنان بمسلسلات درامية شارك بها، وما زالت قاعدة فنية شامخة تبني عليها الاجيال الفنية اسس رؤيتها لانطلاقة فنية قادرة على الثبات في ظل المنافسات التي نشهدها على الساحة الدرامية حاليا، الا انه يقوم حاليا بكتابة نص درامي بعنوان « قمر المينا» ومع الفنان «إحسان صادق» اجرينا هذا الحوار..

- تمتلك خامة صوت مميزة، الى أي مدى ساعدتك للوصول الى النجومية اضافة الى اتقانك للغة العربية ؟

انا مع اللغة العربية في الاعمال التاريخية مثلا اذا تناولت البحتري او كبار الادباء، اما اللغة المحكية التي نتعامل بها بشكل يومي، فهي لقصة من الحاضر او المجتمع الذي نعيش ونلتقي فيه مع بعضنا البعض، اي اللهجة المحكية اللبنانية والتي اشتغلت عليها في تلفزيون لبنان، كان الاتفاق آنذاك على اعمال تاريخية مثل فارس بن عياد والمنتقم والكثير من المسلسلات التي استخدمنا فيها اللغة العربية الفصحى، ثم عندما انتقلت الى المسلسلات من الواقع الشعبي الاجتماعي المحلي استخدمت اللغة المحكية، واول برامج باللغة المحكية كانت البرامج التي قدمتها في تلفزيون لبنان ومن بعدها استكمل بها غيري.

- - فيلم سفر برلك لم يتفرد فيه البطل الواحد كممثل متميز، كنتم كاليد الوحدة،فهو متلاحم مع الكل ولم يمل منه المشاهد، ما رأيك؟

طبعا، لان فيلم سفر برلك يحاكي الواقع أي اعتمد على كيفية العيش خلال الاستعمار العثماني، بفكرة جيدة جدا وكتبت كسيناريو متقن والمخرج «هنري بركات» رحمه الله اتقن اخراجه ايضا، والكاستينغ الذي انا واحد منه مع السيدة العظيمة فيروز، وبعد ان قرأت السيناريو وتعمقت به، عشت بمناخيته جدا وعشت ايضا قصة الحب فيه، فهو فيلم توفرت له الإمكانية الانتاجية اللازمة التي جعلتنا نعتز به، وهو علامة فنية مميزة وما زال حتى الآن.

- الفنان احسان صادق اين هو اليوم؟ وما الذي يجذبك سينمائيا او دراميا على الشاشات الصغيرة؟ وما الذي تشاهده؟

اليوم انا مشاهد، للأسف لا يجذبني الكثير منها، اما الدراما لا نستطيع الا القول يعطيهم العافية، وما أشاهده نتف من هنا وهناك، ما من شيء معين.

- ما رأيك بالدراما اللبنانية الحالية؟ وهل هي صناعة ؟

لا يمكن وضع إشارات سلبية ولا إشارات إيجابية، من المفروض ان يقال الله يعطيهم العافية لانهم يعملوا ضمن الإمكانات المتوفرة، أي الإمكانات المادية الكافية التي تجعل العمل الدرامي نخبوي. الدراما صناعة، ولا شك يجب ان يدخل فيها الحس الوطني لكن هي بحد ذاتها صناعة، لان ميزانية إنتاج أي عمل يجب ان تكون قادرة على استرداد ميزانيتها من المبيعات من التوزيع من الانتشار.

- هل ينقصنا الانتاج القادر على رفع مستوى الدراما اللبنانية ؟

طبعا، ينقصنا الكم اللازم للإنتاج، هناك فرق كبير بين صناعة دراما بما هو حاضر وصناعة دراما تمتلك الرؤية والافاق البعيدة، لذلك أتمنى التطور والازدهار والتحسن في المستقبل القادم .

- الى اي مدى يستطيع الفنان من العصر الذهبي اعادة الثقة بالدراما اللبنانية لتصل الى خارج لبنان او العالمية؟

لنخرج بالأعمال الدرامية الى العالمية معنى ذلك يجب ان يتوافر الضخ الانتاجي المحترم، وقبل ذلك الفكرة. لأن الفكرة اهم من كل شيء سواء كانت فكرة تعالج موضوعات محلية او فكرة تعالج موضوعات إنسانية تشمل الإنسان والمكان. لذلك يجب توفير الإمكانات الإنتاجية اللازمة القادرة على استخدام عناصر تقنية كبيرة وعالية جدا، لنصل الى العالمية، لان كلمة العالمية ليست لعبة، بل هي خطرة جدا ومن المهم ان نصل إليها، لكن كما قلت لك الشروط الثلاثة المهمة هي الشرط الاول الفكرة، والشرط الثاني تحريك الإنتاج المتطور الكافي بتقنياته، والشرط الثالث حسن التوزيع يشكل جيد.

- هل تهتم بكتابة النص الدرامي؟

نعم، الآن اكتب عن طرابلس بعنوان «قمر المينا» وكتبت سابقا كل برامجي المنوعات في لبنان والأردن واليونان مثل مسرح النجوم وغيره.

- اشتقنا لوجوه العصر الذهبي، ماذا تنتظرون؟

نحن اشتقنا لكم اكثر، اذا تواجد النص الذي يتوافق مع شخصيتي وقناعاتي الفكرية في العمل لا ارفضه .

- مهرجانات طرابلس للأفلام هذا العام قامت بتكريم المخرج الطرابلسي العالمي جورج نصر، الى أي مدى هذه المهرجانات بحاجة لدعم من شركات السينما ؟ والى أي مدى الفنان الكبير هو قادر على دعم المهرجانات ايضا؟

الفنان بحاجة للدعم، أي كما قلنا بحاجة للفكرة الجديدة والشروط الثلاثة، ليتكون الخلق والتجديد في العمل، اذ لا يكفي وجود النجم الكبير في العمل الدرامي، ونضعه في اي عمل دون تأمين المحيط الجيد له، مثلا فيلم لمارلون براندو عنوانه «the godfather» كل دوره لا يتخطى العشرة دقائق، لكن العمل السينمائي حقق نجاحا كبيرا، لأنه يتميز بالموضوع الجدي الذي يهم كل انسان، وايضا فيلم « كرسي الاعتراف»، هذه اعمال عالمية تجاوزت محلياتها وتخطت المساحة الامريكية للعالم، لأنها تعني الانسان ونحن تهمنا الأنسنة في كل مكان. التعامل مع الإنسان ليس بالسهل، لأنه اما ان تمنحيه الطرقات الإيجابية التي تساعده، او السلبية التي تؤذيه، هذه الأشياء كلها تتناغم مع العالمية .

- الى مدى تمنح جوائز الموريكس الفنان حقه او عكس ذلك؟

هم يحاولون خلق اجواء جميلة ونقول لهم يعطيكم العافية، ولكن هي لا تتعلق بجوهر العمل الفني.

- هل انت راض عن رحلتك الفنية؟

الحمدلله.. لوثائقيتي لدي اكثر من 30 فيلما في حياتي، واكثر من 4 آلاف ساعة تلفزيونية بين منوعات ودراميات بين لبنان واليونان، واقل برنامج منوعات تلفزيونية كان فيه اكثر من سبعين او ثمانين فنانا بين لبنان ومصر والأردن ولبنان، او بالأحرى العالم العربي. انطلاقا من «قلبين وجسد» و«عربة الشيطان» وصولا الى «بيروت صفر 11» انا والفنانة صباح، وشاركنا معا بخمسة افلام، وايضا انا والفنان «فهد بلان» شاركنا في اكثر من ثلاثة أفلام، كم كبير ليس بالقليل الى جانب الكم التلفزيوني، انا اكثر من راضٍ عن رحلتي الفنية الحمد لله.

- الخط التصاعدي للدراما اللبنانية الى اين وصل برأيك ؟

لا نستطيع القول انه لا يوجد اجتهاد في ذلك، اما اذا قلنا دراما العصر الذهبي فيجب العودة الى القاعدة الاساسية، مثلا اذا اردت طرح فكرة ما وليست اخاذة ولا جذابة ولا تتعاطى مع الانسان بشكل جذاب وواقعي لا تنجح. الفترات الذهبية تحتاج اعدادات ذهبية وتقنية ذهبية وامكانات انتاجية ذهبية، وليست بالضرورة بالارقام الذهبية وتحتاج لنجومها، فالنجم له تأثير، لكن اذا وضعناه في موضوع متفلت يفتقد الجاذبية والتأثر والقيمة الفنية.

- تمتلك كاريزما خاصة بالشكل والاداء والصوت ما السر في ذلك؟

كل شخصية او اي مخلوق بشري يمتلك كاريزما، لكن السر الاهم بسيط جداً، وهو ان الممثل متى تجاوز الطبيعة فقد كل شيء. عندما كنا في تنفيذ فيلم « سفر برلك» اتى احدهم وحاول توجيهي لتأدية الدور، فاتصلت بالمخرج «هنري بركات» وسألته كيف يمكن تأدية شخصية عبدو؟ فقال لي: توقف انت قرأت السيناريو بعمق وقلت انك عشته، وانا لن اقول لك شيئا الا عندما تفلت من الطبيعة. فعلا ليس انا فقط، بل اي ممثل اي مغني واي شخص يريد مواجهة الجمهور اذا ابتعد عن الطبيعة يدخل بالتصنع وعندما يدخل التصنع في العمل الفني خسر كل شيء.

- ماذا تقول للمرأة؟

انا مؤمن بدور المرأة في الحياة، يكفي ان نقابة الفنانين اعتمدت على الفنانة « سميرة بارودي» في إدارتها، والآن «شادية دوغان» ولدينا الكثر من النساء المؤهلات لإدارة نقابة الفنانين. المرأة اللبنانية لم تشترك بالحروب على عكس الرجل، فهو من صنع المآسي والحروب، والكثير من النساء هن عظيمات.

ما هي الحكمة التي تؤمن بها ؟

حكمة لم اقلها بل قيلت «الحكمة 10 أجزاء، 9 منها الصمت، والجزء العاشر قلة الكلام» .