1056982
1056982
العرب والعالم

أمريكا تسعى لتصويت أممي قريب بفرض عقوبات على بيونج يانج

11 يوليو 2017
11 يوليو 2017

بكين:«نظرية مسؤولية الصين» عن كوريا الشمالية «يجب أن تنتهي» -

عواصم - (وكالات) - قال دبلوماسيون بارزون في الأمم المتحدة: إن السفيرة الأمريكية في المنظمة الدولية نيكي هيلي تسعى لإجراء تصويت خلال أسابيع في مجلس الأمن الدولي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية بسبب إجرائها اختبارا على صاروخ باليستي طويل المدى.

وأبلغت هيلي دبلوماسيين في الأمم المتحدة في الأيام الماضية بجدول زمني طموح لرد من الأمم المتحدة على تجربة إطلاق الصاروخ التي أجرتها كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي وهو صاروخ يعتقد خبراء أن مداه يمكن أن يصل إلى ألاسكا وأجزاء من ساحل الولايات المتحدة الغربي.

ورفضت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة التعليق على الإطار الزمني لإجراء تصويت في المجلس.

وعبر دبلوماسيون في مجلس الأمن عن تشككهم في إمكانية طرح مسودة قرار للتصويت السريع.

وقال دبلوماسيون: إن الولايات المتحدة سلمت الصين مسودة قرار لفرض عقوبات أشد على بيونج يانج بعد أن اجتمع مجلس الأمن الأربعاء الماضي لمناقشة تجربة إطلاق الصاروخ العابر للقارات.

وقال ليو جيه يي سفير الصين لدى الأمم المتحدة لرويترز إنه من المهم ضمان أن يفضي أي إجراء من جانب مجلس الأمن إلى تحقيق هدف السلام والاستقرار ونزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف «يجب حقا أن نفكر بروية عن أفضل نهج في مجلس الأمن لأن استصدار قرار بفرض عقوبات في حد ذاته ليس هدفا».

ولدى سؤاله عن إمكانية اتخاذ مجلس الأمن إجراء ما خلال أسابيع قال إن الأمر يعتمد على رؤية الدول الأعضاء «لسبيل المضي قدما فيما يخص الإجراء الذي يتخذه المجلس وفي كيفية وضعه في السياق الأشمل ... لتحسين الموقف ومنع إجراء المزيد من الاختبارات وضمان الالتزام بقرارات مجلس الأمن».

وفي العادة تتفاوض الولايات المتحدة مع الصين على أي عقوبات جديدة على كوريا الشمالية قبل مشاركة أعضاء آخرين بالمجلس.

وقال دبلوماسيون: إن الولايات المتحدة ستطلع رسميا كلا من بريطانيا وفرنسا بينما من المرجح أن تتشاور الصين مع روسيا.

وخلال اجتماع مجلس الأمن قالت هيلي إن بعض الخيارات المطروحة لتشديد عقوبات الأمم المتحدة تشمل تقييد إمدادات النفط لجيش كوريا الشمالية ولبرامج أسلحتها وزيادة القيود الجوية والبحرية وفرض عقوبات تستهدف مسؤولين كبارا.

وقال دبلوماسيون: إن واشنطن طرحت مثل هذه الخيارات على بكين قبل شهرين لكن الصين لم تشارك في نقاشها وإنما وافقت فقط في يونيو على إضافة أفراد وكيانات لقائمة لمن تشملهم العقوبات المفروضة بالفعل.

من جهتها ردت الصين بنبرة أقوى من المعتاد أمس على الدعوات المتكررة من الولايات المتحدة لها لممارسة المزيد من الضغوط على كوريا الشمالية وحثتها على إنهاء ما وصفته بأنه «نظرية مسؤولية الصين» قائلة إن على جميع الأطراف أن تمارس ضغوطا.

وتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلهجة أكثر مهادنة في اجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ السبت الماضي لكنه أبدى بعضا من نفاد الصبر من أن الصين، بعلاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية الوثيقة مع بيونج يانج لا تبذل ما فيه الكفاية لكبح جماح كوريا الشمالية.

وازداد هذا الشعور حدة منذ أن أطلقت بيونج يانج صاروخا باليستيا عابرا للقارات يعتقد بعض الخبراء أن مداه يصل إلى ألاسكا وأجزاء من الساحل الغربي الأمريكي.

وقال قنج شوانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ردا على سؤال عن دعوات من الولايات المتحدة واليابان وغيرها للصين لممارسة الضغوط على كوريا الشمالية، إن الصين ليست هي التي تزيد التوترات وإن الحل ليس بيد بكين.

وقال قنج للصحفيين في إفادة يومية دون أن يذكر الأطراف الأخرى بالاسم «في الفترة الأخيرة، بالغ بعض الأشخاص أثناء حديثهم عن المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية وأعطوا الأولوية لما يطلق عليه ‘نظرية مسؤولية الصين».

وأضاف «أعتقد أن ذلك يظهر إما غياب معلومات دقيقة وكاملة عن الأمر أو أن هناك دوافع خفية لمحاولة نقل المسؤولية».

وقال قنج: إن الصين تبذل جهدا متواصلا وقامت بدور بناء لكن يتعين على جميع الأطراف أن تتوصل إلى حل وسط».

وتابع «مطالبة الغير بالعمل في حين لا يفعل الطالب شيئا أمر غير مقبول... وأن تطعن في الظهر حقيقة أمر غير مقبول.»

وغضبت الصين من تجارب كوريا الشمالية الصاروخية والنووية المتكررة لكنها تلقي اللوم كذلك على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في تصعيد التوتر بمناوراتهما العسكرية.

واستاءت الصين من نشر الولايات المتحدة نظاما للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية تقول إنه يهدد أمنها ولن يسهم في تخفيف التوترات.

في السياق صرح خبير أمس أن كوريا الشمالية ستكون قادرة على الأرجح على إطلاق صاروخ مجهز بشحنة زنتها 500 كلج خلال عامين إلى كاليفورنيا، بعد أسبوع على قيامها بأول تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ عابر للقارات.

وأعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الأسبوع الماضي أن تجربة 4 يوليو، يوم العيد الوطني كانت «هدية الأمركيين الأوغاد».

وهذا النجاح التكنولوجي يقرب بيونج يانج من تحديد هدفها وهو أن تكون قادرة على تهديد الأراضي الأمريكية بالسلاح النووي.

ويرى خبراء أن صاروخ «هواسونغ -14» الذي أطلقته كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي يمكن أن يبلغ مداه ثمانية آلاف كلم وبالتالي أن يبلغ الاسكا أو هاواي.

وقال جون شيلينغ خبير منظمة «38 نورث» التي تتبع جامعة جون هوبكينز في واشنطن «اذا تم تجميع هواسونغ-14 كما نعتقد انه يجري حاليا، فيرجح انه سيكون أفضل بعض الشيء مع تصحيح كل الأخطاء».

وأضاف أن «الكوريين لن يتمكنوا من إنجاز ذلك في وقت قريب جدا، لكنهم سيتمكنون من ذلك في احد الايام».

واعتبر أن مداه يمكن أن يصل إلى 9700 كلم مع حمولة 500 كلج.

وتابع «مع سنة أو سنتين من التجارب والتطوير الإضافي، سيصبح على الأرجح صاروخا يمكن أن يحمل رأسا نوويا ويوجه إلى أهداف على الساحل الغربي ويحتمل بدقة شديدة لتدمير أهداف عسكرية مثل قواعد بحرية» على غرار قاعدة سان دييجو في كاليفورنيا.

ومنذ وصول كيم جونغ اون إلى السلطة في نهاية 2011، سرعت كوريا الشمالية بشكل كبير من تطوير برامجها النووية والبالستية المحظورة من قبل المجموعة الدولية.

وقامت كوريا الشمالية بخمس تجارب نووية منذ 2006 بينهما اثنان منذ يناير 2016.

وفي موضوع مختلف ذكرت الفلبين، أمس أنها سوف تتناول مخاوف الصيادين الفلبينيين الذين ما زالوا يواجهون مضايقات في المياه المتنازع عليها ببحر الصين الجنوبي، وذلك من خلال محادثات مقررة مع الصين في وقت لاحق من العام الجاري.

وكان البلدان بدآ مباحثات بشأن كيفية إدارة ادعاءاتهما المتداخلة بشأن بحر الصين الجنوبي، في مايو الماضي، ومن المقرر أن يعقدا جولة أخرى من المباحثات في النصف الثاني من عام 2017، بحسب ما قاله المتحدث الرئاسي، إرنستو أبيلا.

وبسؤاله عن الصيادين الفلبينيين الذين أبلغوا عن العديد من وقائع المضايقات من جانب سفن صينية في المياه المتنازع عليها، قال: «نحن مقبلون على عقد الاجتماع الثاني ... إنني متأكد من أن أمورا من هذا القبيل سيتم أخذها في الاعتبار».

وأضاف «أنه أمر ممتاز أننا في حوار الآن مع الدولة الأخرى».

ومن المقرر أن يشهد اليوم مرور عام على قضاء محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بعدم وجود أساس قانوني أو تاريخي لمطالبات بكين الشاملة بشأن بحر الصين الجنوبي وذلك في القضية التي رفعتها الفلبين.

من جهة أخرى أعلن رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان اوتشا أمس أن مجلس الوزراء وافق على شراء الجيش لثماني مقاتلات من طراز تي50- تي اتش من كوريا الجنوبية بقيمة 8ر8 مليار بات (258 مليون دولار).

وقال برايوت في مؤتمر صحفي: إن صفقة الشراء من كوريا الجنوبية تثبت أن أنشطة الشراء التايلاندية ليست مرتبطة بدولة معينة. وكانت تايلاند قد اشترت مؤخرا معدات عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

وكان الجيش التايلاندي قد قال في أواخر يونيو الماضي إن أمريكا وافقت على بيع أربع مروحيات من طراز يو اتش60- بلاك هوك لتايلاند، مما يشير لتحسن العلاقات بين أمريكا وتايلاند تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكانت الإدارة الأمريكية السابقة قد خفضت من علاقاتها الدبلوماسية والعسكرية مع تايلاند، أحد أقدم حلفائها في آسيا، بعد الانقلاب الذي وقع في مايو 2014.

وقال محللون سياسيون: إن العلاقات المتوترة مع أمريكا دفعت تايلاند للتقارب مع الصين، حيث اشترت البحرية التايلاندية غواصة من الصين مقابل 5ر13 مليار بات في مايو الماضين، كما تعتزم شراء غواصتين أخريين.

وقال برايوت: إن الجيش التايلاندي في حاجة لتغيير الطائرات من طراز الـ 39 التي يستخدمها حاليا، مرجعا ذلك إلى قدم الطائرات التي تبلغ من العمر 30 عاما ومحركاتها التي انتهت صلاحيتها.

وأضاف «علينا أن نفكر في طيارينا. ماذا إذا حدث عطل للمروحية أثناء استخدامها؟ الثمن الذي سوف ندفعه سوف يكون أسوأ».

وقال مسؤولون: إنه من المتوقع أن يوقع الجيش التايلاندي اتفاق شراء مع شركة الصناعات الجوفضائية الكورية الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر.